مقالات

البطالة وكيفية القضاء عليها


كتبت: آيات مصطفى

 

تعتبر البطالة صداع يؤرق جميع الأنظمة والدول الغنية والفقيرة وهي من المواضيع الشائكة وفي بعض الأحيان تسمى بالقنابل الموقوتة وتشكل خطورة على الدول والمجتمعات .

فنحن بصدد موضوع ليس بجديد من مواضيع القضايا الاجتماعية التي تمس كل فئات المجتمع العربي ألا وهو موضوع ” البطالة “

مصطلح البطالة متعارف عليه منذ القديم على أنه حالة الأشخاص الذين ليس لديهم عمل يُمارسوه ، ولم يتمكّنوا من الالتحاق بسوق العمل أو بمعني آخر عدم أكتساب الفرد أي مهارة أو مهنة توفر له دخلا مناسبا ليحيا حياة كريمة ، حيث إنّهم يسعون للحصول على وظيفة باستمرار بدون مؤهلات تذكيه لتلك المهنة أو الوظيفة ، ويرتبط مصطلح البطالة بالقدرة على ممارسة العمل، مع ضرورة سعي الشخص لإيجاد فرصة للعمل، ويُمكن تعريف الشخص العاطل عن العمل بحسب منظمة العمل الدوليّة بأنّه كلّ من هو قادر على العمل، وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى، إذ لا يُمكن استخدام مصطلح البطالة للدلالة على الأشخاص العاطلين عن العمل فقط لأنهم لا يعملون، فقد يكونون أطفالاً، أو كباراً في السنّ، أو مرضى، أو عاجزين، أو متقاعدين.وهذا ما يجعلنا نطرح التساؤلات التالية:

ما هي البطالة ؟وما هي أنواعها ؟وما أسبابها وما هي الحلول للقضاء عليها؟

ومن منظوري تنحصر البطالة في ثلاث محاور رئيسية الا وهي:

المحور الأول: هو المحور الاقتصادي
المحور الثاني: هو المحور الاجتماعي
المحور الثالث: هو المحور الجغرافي

أما عن المحور الاقتصادي

فلابد على الدول استغلال جميع الموارد المتاحة لها وتوزيع عوائدها بشكل عادل على المواطنين ،والمساهمة في إنشاء المشاريع وابتكار حلول غير تقليدية للخروج من الأزمات و ضخ استثمارات في مجالات الصناعات الصغيرة والمتوسطة ،وتقديم قروض للشباب وقبل ذلك تدريب الشباب على مواجهة سوق العمل من خلال دورات تدريبية على الحرف والصناعات وإعداد الشباب منذ بداية تعليمهم على مواجهة سوق العمل وكيفية الانخراط في مجالاته .

أما المحور الاجتماعي

فيتمثل في تهيئة المجتمع للتخلي عن فكرة عقدة الخواجة كما أن لتشجيع الشباب من المجتمع تأثير قوي بالنهوض بهذا المحور مثل تشجيع المنتج الوطني حتى وإن كان ضعيفا في بداياته فمع الوقت سوف يتحسن المنتج مثلما حدث في بدايات نهوض النمور الصينية حيث نعلم جميعا مدى ما كانت عليه ردائة الصناعة الصينية في أول عهدها في جميع المجالات ولم تثنيهم آراء الآخرين عن الاستمرار في التطوير من أنفسهم حتى أصبحت اليوم المنتجات الصينية من أفضل المنتجات العالمية ، إذن للمجتمع دور في نهضة الصناعات الوطنية والبسيطة وبالتالي له دور في محاربة البطالة .

كما أن للمجتمع دوراً مهماً في ترسيخ فكرة الالتحاق بالوظائف الحكومية وكان هناك قديما مثل نتبناه نحن المصريين مضمونة ” لو فاتك الميري اتمرغ في ترابه ” فهذه دعوة صريحة للتواكل على الدولة والبعد كل البعد عن إنشاء أي مشروع إنتاجي يساعد في حل تلك الأزمة العالمية التي تعاني منها جميع دول العالم الغنية منها والفقيرة .

أما عن المحور الثالث فهو المحور الجغرافي

فمما لاشك فيه أن هناك عدة أسباب طبيعية جغرافية تساعد في حل هذه المشكلة فعلى سبيل المثال البلاد التي وهبها الله ثروات طبيعية مثل النفط ومناجم الذهب الخام وحقول الغاز أو حتى السواحل الطبيعية والبيئة الخلابة التي تساعد على قيام السياحة بها فكل تلك المقومات تحد من أزمة البطالة بتلك الدول .

ناهيك عن الدول الفقيرة محدودة الدخل والموارد الطبيعية بها فبالفعل هذه البلاد تعتبر في مأزق حقيقي إن لم تعتمد على تنشيط الصناعات الصغيرة وأبتكار أفكار جديدة للخروج من تلك الأزمة .

كذلك فإن سوء أستخدام الموارد الطبيعية يعتبر عنصرا مهما في تفشي ظاهرة البطالة بين الشباب فليس من المعقول أن يكون لديك موارد طبيعية متعددة حباك الله بها ولا تستطيع أن تطوعها وتطورها وتستغلها لتحل بها أزمة البطالة لديك فتصبح بالتالي مثلك مثل الدول الفقيرة معدومة الموارد .

إذن فالثلاث محاور مرتبطين بعضهم البعض ارتباطا وثيقا فعلى الدول استغلال مواردها الاستغلال الأمثل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب فهذا بالطبع يؤدي إلى إنتاج أجيال قادرة علي النهوض بالدول وعلي التقدم العلمي والتكنولوجي وبالتالي زيادة الدخل القومي الذي يصب في نصيب الفرد من الناتج المحلي وكذا القضاء علي البطالة بالشكل الأمثل .

ومما لا شك فيه أن الانفجار السكاني يشكل سبباً رئيسيا في تفشي ظاهرة البطالة حتى إن كان هناك تنمية ، فالزيادة السكانية تلتهم مساعي الدول في مجال التنمية بالتالي هناك رابط وثيق بين الانفجار السكاني وظاهرة البطالة حيث يوجد علاقة طردية بينهما فكلما زاد عدد السكان زادت أزمة البطالة فلابد من اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من الزيادة السكانية وذلك من خلال برامج التوعية الجادة والتي تدعو الشعوب لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه القضية الكبرى .


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا