مقالات

التربية مهمة عسكرية

 

بقلم: نور عبد المنعم الحوفي

 

التربية كانت ومازالت مهمة على عاتق الآباء لكي يخرجون جيلاً سويًا من الأبناء التي تساعد في بناء مجتمع على مستوى من الفكر والثقافة والتدين ، مهمة التربية كانت ومازالت موجودة بحاول كلا من الآباء السيطرة وبذل قصاري جهودهم لكي يصلون لقمة الكمال في تربية أبناءهم .

 

ولكن في الوقت الحالي الذي نعيشه أصبحت التربية مهمة ولكنها مهمة عسكرية لما تتطلبه من جهد مبذول أكثر من ذي قبل وتخطيط ودقة حتى لا يختلط ما ينشأ عليه الأبناء بما يدور في خارج محيط بيئته التي تربى عليها ، و ذلك بسبب التيارات المختلفة التي ظهرت مؤخرًا ومازالت تظهر التي من الممكن أن تشكك الشاب الناشئ في هويته بسؤال نفسه دائما ” هل ما نشأت عليه صحيح؟ ، هل لابد عليَّ مواكبة ما يدور حولي وأن أنسى ما تعلمته من ذي قبل؟ ” وذلك لما يجده من تناقض حواله في المجتمع الذي يعيش فيه وبمجرد خروجه له يجد نفسه غريبًا فكل ما تعلمه من قيم وأساليب لا تتماشى مع المجتمع والتيارات التي ظهرت فيه إطلاقًا .

 

التربية مهمة عسكرية
التربية مهمة عسكرية

 

ربما تتساءل عزيزي القارئ لماذا أصبحت التربية اليوم بالأمر الصعب؟

ستكون إجابتي لكَ حاول بالنظر إلى ما حولك ، للعالم الذي أصبحنا نعيش فيه . هل هو العالم سابقًا؟
هل كل ما تجده مُباح اليوم كان مُباح سابقًا ؟ لم أقل بأن العالم سابقًا كان خالي من الأخطاء وكان خالي من جميع أساليب اللغو ولكن كان هناك ما يسمى بالحياء الذي يسهل على البعض الحياة من الأساس.

 

ولكن اليوم غاب الحياء وظهرت الحياة الأشبه بالممات ، أصبح اليوم التربية لمن يحملها تمثل عليه شيئًا لأ يعرف كيف يتعامل به مع من حوله ، أصبحنا اليوم نردد ” لم نستطيع التعامل مع هذا المجتمع بما تربينا عليه ” وهذه هى المهمة ذاتها هى المهمة في كون الآباء محاولة أن ترسخ كل القيم الإيجابية داخل الأبناء ولو حاول العالم كله تغير هذا القيم لا يستجيب ويجد بأن ما تربى عليه هو الشئ الصحيح والذي يكون وسيلة للتعامل مع هذه التيارات ولا يحاول تغيره حتى يتماشى مع المجتمع .

 

ظهرت في الفترة الأخيرة كثير من الأشياء التي تجعل الناشئ الصغير يتذبذب من داخله ومنها التطرف والإلحاد والحجاب الذي أصبح التخلي عنه وسيلة من وسائل الرقي ، ففي هذه الحالة تصبح التربية مهمة عسكرية واجب على الآباء إتخاذ كم من الحذر والدقة لكي لا ينساق أبناءهم إلى هؤلاء التيارات التي تساعد في هدم كل ما تربى عليه الأبناء والانسياق نحوها أساسيا تاركًا وراءه كل شئ كان عليه من ذي قبل .

 

في النهاية:

لابد من إعتبار التربية شيئًا أساسي قبل أن مجيئ الأبناء ، فمن لم يكن قادرًا على تحمل هذه المهمة ليس بالضرورة أن تأتى بما يخصها( الأطفال) وأنت غير قادر عليها ، أعطِ لنفسك فرصة لكي تتعلم كيف تقوم بهذه المهمة حتى لا تندم يومًا على تضييع وقتك في مجرد الهراء مع الأبناء وأنت تظن بانك تربى كهذا ، التربية ليست مجرد قول دون فعل التربية هي الأفعال دون الأقوال ، التربية هى الأساليب التي تقوم عليها الأسر ومن وراءها الأبناء ، التربية هى السد القوي المنيع وسط كل هذه التيارات التي تعمل على تمحور ما تربينا عليه .

 

لذلك لابد من الأهتمام بها في هذا اليوم وترك ما يشوبها وراء ظهورنا لأنه حقا من وجهة نظري أصبحت أرى أن التربية اليوم هى كالثقل على عاتق الآباء نظرًا لما يظهر يوميًا من التيارات المختلفة التي تهدم ما يتربى عليه الأبناء حتى لا تجد في النهاية كمن بنى بيتًا من ورق وجاء تيار من الهواء لما يجعل له أثرًا سوى أنه طار في الهواء كما لم يكن موجودًا من الأساس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا