حواراتالمرأة والحياةمطبخ رؤية

صاحبة برنامج «سلمى في البيت» الشيف الطبيبة التي تخلت عن جراحة العيون بسبب المطبخ في حوار خاص لـ رؤية وطن

 

أسماء الشنواني

 

 

– تخليت عن الطب بتخصص جراحة العيون لأني فضلت أن أعمل ما أحب 

– بدأت مشواري مع قناة “اون تي في” ببرنامج “صباحك سكر زيادة”

– انتقلت لفضائية “فتافيت” وقدمت من خلالها برنامج ” من مصر” و “سلمى في البيت”

– برنامجي “سلمى في البيت” أشارك من خلاله المشاهدين بتجاربي كأم وزوجة، وأسعد بتفاعلهم معي .. والآن أقدم برنامجي من خلال قناتي على يوتيوب

– لم أحصل على شهادة خاصة في الطهي، فالتجربة والخطأ هما خير معلم

– حب الطهي و”النفس” هما المادة السحرية التي قد لا تتوفر لشيف محترف في مطعم 5 نجوم

– أحب “جايمي أوليفر” وأحب في المعجنات “انا اولسن” فهما مدرسة السهل الممتنع

– أمي هي معلمتي الأولى وأدين لها بالكثير

– المطبخ المغربي من أصعب المطابخ من حيث التكنيك

– الحلويات مثل الكيمياء .. وليس سهلا أن أي شيف يستطيع أن يكون حلواني ولكن أي حلواني يسهل عليه طهي اَي شيئ 

– هذه نصائحي للعرائس الجدد!

 

 

ولدت بمصر وتربت بتونس الشقيقة، تركت دراسة الطب، وتخلت عن أكثر من 7 سنوات دراسة وماجستير وعمل في تخصص جراحة العيون، من أجل دورها كأم وزوجة لدكتور بنفس تخصصها، فحبها لأولادها ولبيتها وزوجها في المقام الأول كان دافعا لترك الطب والتخصص في الطهي ومشاركة تجاربها وخبراتها في المطبخ مع الجمهور من خلال القنوات الفضائية، فقررت العمل وامتهان ما تحب، إنها الشيف الدكتورة سلمى سليمان المنذري
ماجستير طب وجراحة العيون صاحبة برنامج “سلمى في البيت” المذاع سابقا على قناة فتافيت.

رؤية وطن اقتحمت بيت سلمى للتعرف على مشوارها مع الطهي والمطبخ، وكيف لها أن تتخلى عن الطب مقابل الطبيخ، وماذا عن رد فعل أولادها تجاه عملها، وهل الطبيخ يحتاج لدراسة أم أنه “النفس” والتجربة هما الأساس، وماذا عن قناة فتافيت وهل للواسطة دور في دخولها قناة من أهم قنوات الطبيخ بعالمنا العربي، وغيرها من الأسئلة التي ستكون محور حديثنا مع الشيف سلمى.

 

 

أولا .. كيف لدكتورة أن تستسهل ضياع 7 سنوات من عمرها في دراسة الطب وما تبعه من ماجستير وتترك كل هذا وتتجه للمطبخ ؟

درست الطب لأني حصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة وكنت من المتفوقين..فكان الطب بالنسبة لي وقتها شهادة عالية وكنت أحب الأحياء وبدا لي أنه شئ طبيعي أن أصبح طبيبة..لكن أحيانا الإنسان لا يستطيع أن يكون آراء صائبة في هذة العمر الصغير عما يحبه بالفعل وما يناسبه كمجال للعمل فيما بعد.

كما أن عملي كطبيبة بعد التخرج والماجستير أصبح روتينيا ثقيلا على نفسي، فلم أشعر بالرضا عن عملي ومع وجود أسرة وأطفال أصبح الضغط كبيرا، لذلك فضلت أن أعمل ما أحب فعلا حتى أحب ما أعمل .

ولا أستطيع القول أني أضعت سنين حياتي، وذلك لأن الدراسة أثقلت جوانب من شخصيتي وجعلتني ملمة بعمل زوجي الذي هو أيضا أستاذا في طب وجراحة العيون.

 

وهل حصلتي على كورسات أو ما شابه لتعلم فنون الطهي؟

نعم حين قررت أن أطبخ واتخصص في هذا المجال، سافرت إلي إيطاليا حيث أخذت بعض الكورسات، وكذلك في القاهرة، فهذا أشعرني بأنني أسير في الطريق الصحيح فعلا.

هل قناة فتافيت هي أولى تجاربك الاحترافية في عالم المطبخ .. وبأي عمر بدأتي العمل في مجال الطهي؟

مشواري بدأ مع قناة “اون تي في” ببرنامج صباحي تحت اسم “صباحك سكر زيادة”، كنت أقدم فقرة طهي على الهواء مباشرة ، وأدير الحوار مع المذيعين وأتلقى استفسارات هاتفية، وبالمناسبة أحببت هذه الفترة من حياتي، تقريبا عامين، تعودت في هذه الفترة على الكاميرا والعمل السريع.

أما فتافيت فجاء مشواري معها كالآتي : أرسلت إليهم مقتطفات من عملي على “سي دي” لقناة فتافيت التي كانت تطلب مذيعين طهاة في ذلك الوقت، وبناء على شغلي السابق تم قبولي، واستمريت في العمل معهم بالقناة حوالي 7 سنوات، وهم من أحلى سنوات حياتي بالمناسبة.

هل كانت هناك واسطة لدخول القناة؟ وهل ذلك كان دافعك لترك الطب والتخصص في المطبخ؟

لم يكن هناك اَي واسطة في العمل، فقط بناءا على شغلي السابق تم قبولي، قد شاهدوا عملي، وعقدوا معي لقاء شخصي، وبعدها تم اختياري بناءا عليه .

وأحب أن ألفت نظركم ألى أن معايير العمل في القنوات المحترفة لا تخضع أبدا للواسطة أو المحسوبية .

أما الطب فأنا كنت أخذت القرار قبل عامين من بدء عملي بفتافيت .

اشتهرتي ببرنامج “سلمى في البيت” .. فماذا عن البرامج التي سبقته؟

 

 

 

قبل “سلمى في البيت”، قدمت برنامج اسمه “من مصر”، تناوبت تقديمه مع الشيف المصري “طارق إبراهيم”.

احكيلنا عن كواليس برنامج “سلمى في البيت” وماهو مصير الأكل الذي تقدميه خلال الحلقات؟

“سلمى في البيت”.. من أمتع البرامج التي قدمتها، كان هناك تصوير خارجي حيث كل حلقة لها موضوع معين فنقوم بتسجيل مقدمتها في مكان له علاقة بها ، مثل حلقة الأسماك صورنا المقدمة عند السماك في سوبر ماركت شهير.

حلقة آكلات الشاطئ صورنا المقدمة على شاطئ البحر..وهكذا
وذات مرة، صورنا في محل وكان معي شنطة لملابسي حيث أصور المقدمة بنفس الملابس التي أصور بها في الاستوديو، ونسيت الشنطة وذهبنا الاستوديو وبدأنا نعد لتصوير إعلان للحلقات واكتشفت عدم وجود الشنطة فأرسل الإنتاج أحد السائقين، فوجدها في نفس المكان الذي كنت أقف بعد مرور ساعتين على ذهابنا.

 

وماهو مصير الأكل الذي تقدميه خلال الحلقات؟

الأكل الذي نطهيه في البرنامج غالبا نقدمه كغذاء لنا نحن طاقم العمل من مصورين ومهندسي صوت وباك كيتشن ستاف .

دائما ما تذكرين مواقف والأكلات التي يحبها زوجك وأطفالك في برنامجكي “سلمى في البيت” .. فهل ذلك يبسطهم .. وما هو رد فعل أولادك تجاه عملك؟

أحب أولادي وزوجي كثيرا، ونقلت هذا الحب لبرنامج “سلمى في البيت”، فهذا البرنامج جزء من حياتي حيث أشارك المشاهدين بتجاربي كأم وزوجة، والممتع في الموضوع تفاعل جمهوري .

فأنا أمثل قطاع عريض من الأمهات، وهذا ما أهدف إليه في برنامجي «أن ترى كل زوجة حديثة وأم صغيرة نفسها في تجربتي وتثق في أداءها وتحب المطبخ والطبيخ».

لماذا “سلمى في البيت”.. هل تعتبري نفسك شيف هاوي أم محترف؟

انا مازلت شيف هاوي..نعم اكتسبت خبرة كبيرة بعد كل هذه السنوات لكني لا امتلك شهادة من معهد محترف للطهي، وأرى أن تجربتي لا تختلف عن أمهاتنا وجداتنا اللاتي لم يتعلمن الطهي إلا من خلال التجربة والخطأ..فهي خير معلم .

هل النفس المميز وحب المطبخ والطهي كافيان لصناعة شيف .. أم الدراسة عامل أساسي؟

لا أنكر أن الدراسة هامة جدا، لكن كما قلت حب الطهي عامل مهم لا يمكن أن نغفله، فهو الذي يضفي “النفس” على كل ما تقدمه ست البيت، هو المادة السحرية التي قد لا تتوفر لشيف محترف في مطعم 5 نجوم.

 

وكم من الوقت استغرقتي لتعلم فنون الطهي وأصبحتي شيف ولكي برنامج ثابت على قناة هامة من قنوات الطبيخ؟

علمت نفسي بنفسي وأخدت العديد من الكورسات واستغرق هذا الأمر 3 سنوات حتى أصبحت على قناة هامة مثل فتافيت.

هل من الممكن أن نجدك على قناة أخرى غير فتافيت؟

أتمنى بالطبع العمل في تلفزيون بلدي أو قنواته الخاصة، لكن لسبب ما يظن الناس أني لا أقيم في مصر، ومن هنا أحب أؤكد أن إقامتي هنا بشكل دائم… وحاليا أقدم برنامجي من خلال قناتي على يوتيوب «مطبخ سلمى».

 

 

أي الشيفات الأقرب لقلبك وتحبين طهيه والاستمتاع بأكلاته ونفسه في الطبخ؟

هناك طهاة مشهورين حول العالم وأسماء لامعة جدا في هذا المجال.. فأنا مثلا أحب “جايمي أوليفر”.

 

 

وأحب في المعجنات أيضا “انا اولسن”..إنهما مدرسة السهل الممتنع.

 

 

 

أغلب الأمهات لها مذاق وطابع مميز في أكلاتهن يجعلنا نسمع مثل هذه الجمل «أكل امي لا يعلى عليه .. عايزها تعمل اكل زي ما مامتي بتعمله …» وغيرها .. فهل لوالدتك دور في كونك شيف الآن؟

المثل الأعلى لي طبعا هي أمي، وبالمناسبة أمي لم تكن تعرف الطهي إطلاقا قبل أن تتزوج، ولكنها علمت نفسها بنفسها، واستعانت بصديقاتها حتى تفوقت عليهن في أكلات بلادهن المميزة.

أمي تطهو بسلاسة، لا مقادير ولا ورقة ولا قلم، فقط حب وإصرار على الإتقان، فهي معلمتي الأولى بالطبع وأدين لها بالكثير .

وماذا عن زوجك وحماتك .. كيف تكون المقارنة هنا بين أكل الزوجة الشيف وأكل الأم؟

زوجي يحب آكلي جدا ويحب أكل أمي أيضا، لكن حماتي توفت حين كان هو طفلا فلا توجد منافسة.

أي المطابخ أقرب لقلبك ؟ وما هو أصعبهم من حيث تكنيك الوصفات؟

أحب المطبخ الإيطالي اللبناني والمغربي.

اعتقد أن المغربي من أصعب المطابخ من حيث التكنيك، لكن لذة الكسكسي المغربي والباستيلا تضاهي التعب المبذول لتحضيرها.

ما بين نشئتك بتونس وأصولك المصرية .. ما هو أهم شيئ يميز كلا المطبخين؟

المطبخ التونسي مطبخ بسيط مثل المطبخ المصري، فبينما نحب المحشي والرقاق يحبون الكسكسي والطاجين، وكلا الأكلتين تتشابهان في المكونات وتختلفان جذريا في التكنيك .

ماذا عن الحلويات .. هل تحتاج تحديدا لموهبة أكثر منها دراسة .. وهل أي شيف يستطيع أن يكون حلواني أو العكس؟

نعم الحلويات تحتاج إلى دراسة لأنها مثل الكيمياء تحتاج معايير وموازين لتحقيق النسب المطلوبة.

ليس سهلا أن كل شيف يستطيع أن يكون حلواني ولكن الحلواني سهل أن يطهو اَي شيئ

 

كم عدد الوصفات التي فشلتي في تحضيرها ؟

في بدء حياتي فشلت في وصفات كثيرة..ولكن بالإصرار والتجربة أتقنتها.

هل المطبخ المصري من أكثر المطابخ الذي يرتبط أكلاته بالمناسبات، أم أنه في كل مطبخ مناسبات و أعياد مرتبطة بنوعيات معينة من الأكلات؟

كل المطابخ العالمية لها آكلات خاصة للمناسبات، وكذلك المطبخ المصري حيث الفتة في عيد الأضحى والكحك في عيد الفطر، وغيرهم أكيد .

 

 

ماذا عن معاناتك في المطبخ .. وكيف تتغلبي عليها؟

المعاناة التي تقابلني في المطبخ هي كيف استطيع أن أنجز أطباقا كثيرة في وقت قليل، وهذه المشكلة تتجلى بوضوح أثناء المناسبات والعزومات

أتغلب عليها من خلال سلاحي وهو “الورقة والقلم” فأنا أدوّن قبلها كل المهام المطلوبة من «قائمة المشتريات.الجدول الزمني لإنجاز كل أكلة.وأعمل دائماً حساب آخر لحظة حيث الضيف المفاجئ».

ما الفرق بين تحضير الطعام لبرنامج ما وبين تحضير الطعام لأسرتك وعائلتك؟

بالطبع الأمر يختلف تماما، فتحضير الطعام لبرنامج يتطلب مجهودا ذهنيا مضاعفا، كما قلت الورقة والقلم مهمان لتقسيم الأكلة إلى خطوات، ثم حساب المدة الزمنية لكل خطوة، هذا غير في كثير من الأحيان أضطر إلى صنع الخطوة الواحدة مرتين لأن في تسجيل البرنامج لا يمكن أن ننتظر جميعا صينية ما حتى تنضج في الفرن، فيجب أن أحضر قبلها بمدة كافية نسختين من الأكلة، واحدة ناضجة تماما والأخرى ليتم تصويرها أمام الكاميرا.

فهي في حقيقة الأمر عملية مرهقة أكثر من طبخ مرة واحدة للبيت طبعا .

ما هي الطبخة السوداء بالنسبة لكي .. وهل يوجد وصفات أو مطابخ بعينها لا تقتربي منها ؟

معظم أكلاتي يحبوها أسرتي، لكن الطبخة السوداء أو بمعنى أصح الأصعب أو التي لا أحبها هي صنع التورتات، فأنا أشعر بنفاذ صبري أثناء عملية تزيين اَي تورتة .

هل «المود» أو المزاج العام للشيف بالفعل يؤثر على طعم ومذاق الطبخة الذي يقوم بتحضيرها؟

نعم .. مزاجي العام هام جدا، ويؤثر بالطبع على مذاق طبخاتي سواء كانت للبرنامج أو لأسرتي .

كما أنني على يقين بأن الأكل لن يكون لذيذا كما أحب وأتمنى أن يخرج، إلا إذ ظهرت ابتسامتي أمام الكاميرا مثلا وكنت بمود ومزاج لطيف، لهذا فأنا أحاول أن استمع إلى الموسيقى قبل التصوير، وقد تصل في بعض الأوقات لسماع بعض النكات حتى يتغير مودي وأطهوا وأنا سعيدة أو “ببال رايق”.

 

وأخيرا .. ما هي نصائحك للعرائس الجدد في المطبخ ؟ وكيف لها أن تحب الطهي وأن يكون لها نفس مميز ؟

نصائحي للعرائس الجدد :-

– لا تدخلي المطبخ وأنت مجبرة، فقط أدخليه إذا كنتي تحبين المطبخ وتحبين طهي الطعام، فحب زوجك بالطبع سيحببك في دخول المطبخ وإطعامه بيدك .

– عليكي أن تبدأي بوصفات سهلة وسريعة حتى تضمني نتيجة مرضية ثم تتدرجي في الصعب .

– عليكي بتقبل النقد في أول تجاربكي مع الطبيخ.

– يجب أن تحاولي مع الأكلات التي لم تلقى الإعجاب في أول محاولة، عليكي بالتكرار والإصرار .

 

أقرأ أيضا 

إيهاب معوض في حوار خاص لروية وطن 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا