رؤية وابداع

سجين

قلم/آية ماجد

“خلف قضبان سجن اليأس ذلك السجن المعتم الذي يحيط به الظلام من جميع الجوانب مقيدة بسلاسل الحزن وأسيرة لدي الإحباط، البرد يعصف بجواري وكياني لا أري أي إنسان بجواري، لقد بات القلب فى صراع طويل وها هو الآن مقيد ذليل، مالي أري الطرقات قد أظلمت وحث الناس سيرهم للبيوت لقد ضاع أمل النجاة الوحيد، مالي آراهم قد أغلقوا الأبواب وأخفوا وجوههم خلف الأقنعة لقد بات أملي بعيد، حزن وحسرة ألم وكسرة هذا ما أشعر به، لا أحد يمر من هنا الظلام قيَّد الجميع وأسرهم فلا أحد يمكنه النجاة من أسره، أصرخ وأصرخ ليصل صراخي عنان السماء ولا أجد الجواب حتي الآن، لا أسمع سوي همس الرياح ولا أرى إلا الظلام فقط لقد اختفي كل شيء فجأة وكأنه لم يكن، دقات قلبي بدأت تنخفض وكأنها ساعة الموت لكنني لا أجده، متاهة واسعة فيها الكثير والكثير لكنني لا أرى سوى القليل أرى ظلام الليل البارد، أسمع همس الصمت القاتل القلب يبكي والدموع لا تسيل وكأنني الآن أصبحت بخيل، أبخل بالدمع وأجود بالحزن الصامت، أبخل بالصراخ وأجود بالصمت القاتل، ليتني فقط أنتهي من كل هذا، ليتني أعود إلي الوراء حيث كنت مجرد طفل صغير، أخاف من الظلام وأتجنبه وأكره الصراخ وأبتعد عنه، أسمع الضحكات فأتقنها وأرتدي زي السعادة البريء، لكنني لن أعود الآن، علي أن ألتزم الصمت فقط فليتوقف القلب عن الصراخ لعلي أسمع صوت أحد قادم، يعطيني مصباح الأمان فأسير به بعيداً عن هذا المكان أفلا أستحق فرصة أخرى؟ فيما أخطأت حتي سُجنت في هذا المكان؟ وما كان جرمي حتي قيدني الزمان؟ لما الحزن والبكاء؟ أوليس لي أمل في النجاة؟ قلبي تاه وعقلي يخاف.. يخاف من تلك الأوهام التي تحبطه وتعود به للوراء، يخاف من الذكريات الأليمة وينسي لحظات السعادة العقيمة، يخاف من الوحدة لكنه يفضلها أوليس هو السبب في كل هذا؟ أوليس هو مصدر مخاوفي وحزني؟ أوليس هو سبب ألمي وحسرتي؟! ألا أيها العقل توقف فقد أُرهق القلب وسقط فى بئر عميق لا أرى منه خلاص، والنجاة من هذا السجن أصبحت مجرد حلم جميل يراود قلبي المرتجف ليعيد له إبتسامة صغيرة حتي يستمر في هذه الحياة فسجني واسع كبير فيه الأضواء تنير لكنها لا تصل إلي ذلك القلب الصغير……… “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا