مقالات

المسجد الحرام بيت الراحة

 

بقلم/ منار بدر 

في بيوت أَذِنَ اللهُ أن تُرفع ويُكتَب فيها اسمُه يُسبح له فيها بالغدو والآصال )

متى أراد المسلم أن ينأى بنفسه عن الحياة بصراعاتها وضغوطها وآثامها فهو يلجأ إلى بيوت الله حيث تسمو روحه ، ويصفو قلبه ، وتُنقى نفسه ، وتُطهر ذنوبه ، ويتنزه فيها عن كل ما قد يُغضِب الله، وتفيض عيناه إلى خالقه وحبيبه لاجئا إليه ، ناجيًا بنفسه من أذى نفسه ، وأذى الخلق إلى أطهر مكان على وجه الأرض .

تهفو قلوب المسلمين إلى رؤية المساجد ، والصلاة ، وقضاء الوقت فيها لاسيما بعض المساجد التي يتمنى الكثير الذهاب إليها ، ومن أشهرها : المسجد الحرام

بقعة من أعظم البقاع على وجه الأرض، مكان طاهر وشريف بناه نبي شريف ، هو البيت الحرام ، والبيت العتيق ، والبيت المعمور ، والحرم المكي ، مكان تهفو إليه قلوب المسلمين ، وكيف لا تهفو ؟ والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة ؟ كيف لا؟ وهو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، كيف لا؟ ، وهو أول بيت وُضع للناس ليعبدوا الله فيه ، كيف لا ؟ وهو له مكانة خاصة عند الله سبحانه وتعالى

المسجد الحرام هو أعظم وأقدم مسجد في الإسلام، أسسه النبيان إبراهيم وإسماعيل، ويقع في مكة المُكرمة، وهو أول بيتٍ وُضع للناس كما قال الله تعالى ” إن أول بيتٍ وُضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدًى للعالمين ” ، والصلاة فيه أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه من المساجد كما قال الله تعالى ( صلاة في مسجدي هذا ، أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة في هذا ) ، وهو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كما قال تعالى ” قد نرى تقلب وجهك في السماء ، فلنولينك قبلةً ترضاها ، فولِ وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ”

تطور بناء المسجد الحرام :

في عهد النبي والخلفاء الراشدين :

كان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا جدار وحوائط ، وبقى على هذا الحال في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رغب عمر في توسعة المسجد ، فاشترى الدور الملاصقة للمسجد الحرام ، وأقام جدارً وبابًا ، ووضع مصابيحًا ، وقام بعمل سد لكي يحجز ماء السيول عن الكعبة ، ثم أكمل عثمان بن عفان أعمال التوسعة فاشترى الدور الملاصقة للمسجد وضم أرضها .

في الدولة الأموية : قام ابن الزبير بنصب المجانيق ، فتساقطت على المسجد الحرام وأحدث بابًا آخر في الكعبة ، فأمر عبد الملك بن مروان بسد بابها الغربي وهدم ما زيد من الحجر ، وفي عهد الوليد بن عبد الملك حدثت التوسعة الرابعة للمسجد .

في الدولة العباسية : زاد الخليفة أبي جعفر المنصور في توسعة المسجد ، وأضاف إلى مساحته من الشمال والغرب ، ثم أمر الخليفة العباسي الثالث محمد المهدى بزيادة مساحة المسجد الحرام إلى ضعف مساحته التي كان عليها ، وكانت التوسعة من الجانب الشمالي والشرقي والجنوبي . وشهد المسجد الحرام توسعات أخرى في عهد المعتضد ، والمقتدر بالله .

عصر سلطنة المماليك : لم يقم المماليك بأي توسعة للمسجد الحرام، ولكنهم اهتموا بعمارته.

عصر الدولة العثمانية : قام سلاطين الدولة العثمانية بترميم المسجد الحرام ، وتجديد الأعمدة والأروقة .

عصر الدولة السعودية الثالثة : حدثت ثلاث توسعات في عصر الدولة السعودية ، التوسعة الأولى في عهد الملك عبد العزيز وتم فيها تشكيل إدارة خاصة سُميت بإدارة مسجد الحرام تدير شئون المسجد ، وتم ترميم الأروقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم ، والتوسعة الثانية في عهد الملك سعود ، وتمت في هذه المرحلة عمليات توسعة للمسجد الحرام حتى أصبحت مساحته ١٩٣ ألف متر مسطح ، مما جعل الحرم يتسع ل ٤٠٠ ألف مُصل ، والتوسعة الثالثة في عهد الملك فهد وكانت أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرنًا .

وصف المسجد الحرام حاليًا :

عدد المآذن : ١٣ مئذنة
عدد المصلين : وصل عدد المصلين إلى ٢ مليون مُصل
ارتفاع المآذن : ٦ قدم ، واثنان ونصف بوصة

حدود المسجد الحرام :

من جهة الشمال : المدينة المنورة
من جهة الغرب : جدة
من جهة الشرق : نجد
من جهة الجنوب : جهة عرفة

مرافق المسجد الحرام : وهي رموز دينية داخل المسجد الحرام : وهي الكعبة وبئر زمزم ، ومقام إبراهيم ، وحجر إسماعيل ، والصفا والمروة ، والمطاف والمسعى ، والحجر الأسود .

فما أعظم المسجد الحرام عند الله ، وما أعظمه في قلوب المسلمين .

إقرأ أيضًا:-

أشهر المساجد حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا