التاريخ والآثار

الديانة وأثرها على العصر الأغريقي

بقلم: آيه الشلقاني.

الديانة اليونانية نشأتها وتطورها :_

يجمع المؤرخون على أن الديانة اليونانية تعد من أعقد الديانات الوضعية القديمة، ويرجع ذلك إلى عده امور أهمها :_

عدم وجود الوثائق والآثار التي تحدد الفترة التاريخيه التي نشأت فيها هذه الديانة وطقوسها ومعتقداتها.
فيما برح المؤرخون يقطعون بأن الأساطير اليونانية القديمة هي المصدر الرئيسي للفكر العقدي اليوناني وهذه المصادر بطبيعة الحال لايصلح لأنه يكون مصدراً تاريخياً لأنه مجهول النشأه والنسب.
ينظر معظم علماء الإجتماع إلى فكره الألوهية عند اليونان باعتبارها افضل النماذج التي تدل على الإرتباط فكره التأليه بطبيعة المجتمع وتقافته السائدة.
وكان الأمر مختلف في الديانة اليونانية لأن الكثرة فيها أصيلة وثابته تبعاً لطبيعه المجتمع اليوناني.
وذكر “ول دیورانت” العقيدة التعدد عند اليونان ترجع إلى تمسك كل مدينة من المدن اليونانية بإلهها، فمدينة اثينا تعبد الربه “أثينا” ، ومدينة ساموس تعبد الربه “هيرا” ،ومدينة افسوس تعبد الربة “ارتميس” .
وإن كان الإخلاص في عبادتهم واجب على كل مواطينها وجحودها اثم كبير يستوجب العقاب.
وعلى الرغم من هذه الوحده الظاهرة يوجد عدد غير محدود من الأرباب تبعاً لعناصر الطبيعة والمباديء والقيم الأخلاقية والصناعات و الحرف والفنون والمشاعر والقوي الخفيه.

كان الإغريق في فجر تاريخهم يعتقدون أن الطبيعه ملاءي بالقوى الخفيه، وكانت الالهه العظيمه لبلاد الإغريق تعبد في المدن وفي الريف، وهذه الالهه كان يتصورها القوم في صور مخلوقات مثل الرجال والنساء ولكنها كانت أعظم منهم وأكثر جمالاً.
وقد أصبحت هذه الالهه شيئاً فشيئاً أكثر أهمية من أي قوة أخرى.

وقسم المؤرخون الالهه اليونانية إلى سبع شعب هي إلهه السماء، وإلهه الأرض ،وإلهه الخصب، الالهه الحيوانية، والالهه ماتحت الأرض ، والهه الاسلاف، أو الالهه الأوليمبية.
وأختلفت الآراء حول أصول هذه الشعب.
وتخلص مما تقدم إلى أن فكره الألوهية عند اليونان كان لها طابع خاص يميزها عن غيرها.
وسوف نحاول توضيح ذلك خلال حديثنا عن صفات هذه الالهه واشكالها ووظائفها.

السمات العامه للالهه الأوليمب :_

كانت صور الالهه موغله التجسيده بدء من تأليه عناصر الطبيعيه والأرض والسماء والبحر ونهايه بإلهه الأوليمب أصحاب الهيئه البشريه.
وقد اتخذت هذه الصور أشكالا خرافيه يتفق إلى كبير مع المهام والوظائف التي تقوم بها.
وكانت السماء موطن معظم الألهه اليونانية، كانت الأرض في بدء الأمر هي الالهه “جايا ” وجايا هي التي حملت جنين عانقها ” اورانوس” الـسماء فنزل المطر.
وقد نجح هوميروس من التوفيق بين التصوير القديم لأشكال الالهه وبين الهيئة الجديدة التي ارفضتها العقلية الاخيه لتكون نموذجا للمعبود.
فجعل معظم الالهه علي هيئة بشرية مرتبطة بصور رمزية من الطيور والحيوانات، فجعل الربه “أثينا” انثي طويله القامه وجعل البومه والديك والثعبان من أحب الكائنات إليها.
وصور الالهه هيرا في هيئة سيده وقوره ذات وجه جميل وجعل البقره والطاووس من أحب الكائنات اليها.

ولم يكن لألهه اليونان القدرات مطلقه كما هو الحال في ديانات مصر وبابل والهند، بل كانت قوتهم وقدرتهم تفوق البشر فحسب.

وتم توضيح العلاقه بين عالم الالهه وعالم الارض إلا من ثلاث زوايا :_

اولها: أداء سكان الأرض الطقوس، وتقديمهم القرابين للألهه المختلفه لأسترضائهم وتجنب غضبهم عن طريق النار المقدسة.
ثانياً :_ الاصغاء لأوامر ورغبات ونصائح الالهه التي توحي بها لبعض الوسطاء من العرافين. ثالثاً:_ توضيح قدرة الالهه علي التقمص والتخفي في صورة بشريه للاتصال المباشر بالبشر.
مثل: من الالهه ديميتر أثناء بحثها عن ابنتها كوري، الالهات هيرا ، اثينا ، افروديتي اللاتي هبطن للراعي باريس ليفاضل بينهما في قضيه التفاحه الذهبيه.

و نلاحظ أن كتاب الأساطير لم يردوا نشأه والكون إلی الالهه، بل طالما أكدوا على أن الكون كان سابقا على وجودهم، وكذا لم يستندوا إليهم خلق البشر ولا وجود الكائنات.
وإن صفة الالهه وعنايتهم بالكون وتدبيرة التي أكدت عليه معظم الديانات الشرقيه كانت مشوشه في معظم الأساطير اليونانية.
ويمكننا أن نلاحظ كذلك تفضيل اليونانين للالهه الأوليمبيه و الأرواح والاشباح عن غيرها من الالهه الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم.
وكانت تأتي عباده الأبطال بعد عباده الالهه.
وقد ظهرت هذه العباده في الديانه اليونانية منذ بدايه القرن الثامن قبل الميلاد.
فكان الإغريق القدماء يقدمون ابطالهم ويرفعونهم إلى مرتبه الألوهيه أو انصاف الالهه.

الديانة وأثرها على العصر الأغريقي

وقد اختلف الباحثون حول تبرير ذلك : فذكر بعضهم أن هذا المعتقد يرجع إلى تلك القصص الخرافية والحكايات الاسطوريه وصوروا فيها بعض الأشخاص في هيئه النبلاء أصحاب المعجزات التي تفوق البشر، وربط البعض الأخرين معتقد عباده أرواح الإسلاف وبين عباده الأبطال مستندا علي القوى الغيبيه التي كانت تنبعث من مقابر الموتى.
نشأت في إيطاليا قبل ظهور روما معتقدات دينيه كثيره واثرت بشكل مباشر وواضح على ديانتهم وكانت بمثابه الجزور المباشره لها.
يشمل الدين اليوناني القديم مجموعة المعتقدات والطقوس والاساطير التي نشات في اليونان القديمة.
امتدت الممارسات الدينيه لليونانيين إلى ما بعد البر الرئيسي لليونان إلى جزر وسواحل ايونيا في اسيا الصغرى و الى صقليه وجنوب ايطاليا وإلى المستعمرات اليونانية المقتاثره في غرب البحر الأبيض المتوسط مثل “ماساليا ” وتاثرت الديانات الايطاليه المبكره مثل الديانه الاتروريه بالدين اليوناني وبالتالي اثرت على الكثير من الديانه الرومانيه القديمه.

(الاخره عند الإغريق)

أمن الإغريق بعالم السفلى حيث ذهبت ارواح الموتى بعد الموت. واحدا من أكثر المناطق انتشارا في هذا العالم السفلي كان يحكمها “هاديس ” شقيق زيوس. كان للديانة أساطير واسعه النطاق كان يتألف إلى حد كبير من قصص الالهه وكيف تفاعلوا مع البشر، غالبا ما تدور حول الأساطير الأبطال وافعالهم مثل هرقل وله اثنا عشر يجاهد، أو ديسيوس ورحلته المنزل وجايسون والسعي للصوف الذهبي وثيسيوسخ ومينوتور.
لم تكن هناك مجموعه نشأه الكون اليونانية أو أسطورة الخلق، اعتقدت الجامعات الدينية المختلفة أن العالم قد تم إنشاؤه بطرق مختلفة.
قيلت أحد أساطير الخلقة اليونانية “لهسيود” ذكرت أن في البداية لم يكن “Theogony” في هناك سوى اله بدائي يدعي الفوضى الذي أنجب العديد من الالهه البدائيه الاخرى، مثل ” غايا وتارتاروس وايروس ” الذي انجبوا بعد ذلك المزيد من الالهه الجبابره الذين انجبوا اولمبين بعد ذلك.

ديانات غامضه :_

يمكن لاولئك الذين لم يكتفوا بالعباده العامه للالهه أن يتحولوا إلى ديانات غامضه مختلفه تعمل كبدعها يجب أن يبدأ الأعضاء فيها من أجل معرفه اسرارهم.
يمكن أن يجدوا العزاء الديني الذي لا يستطيع الدين التقليدي توفيره فرصه في الصحوه الصوفيه، وعقيده دينيه منهجيه وخريطه للحياه الاخره، وعباده جماعيه ومجموعه من الزماله الروحيه. وبعض من هذه الاسرار مثل: أسرار الفسينا وساموثراكس وكانت القديم والمحلي.
انتشر البعض الآخر من مكان إلى آخر مثل اسرار ديونيسوس خلال الفتره الهلنستيه والامبراطوريه الرومانيه.

الديانة وأثرها على العصر الأغريقي

– المراجع :

– كتاب الفكر الديني عند اليونان “عصمت نصار ”
– كتاب المعتقدات الإغريقية “خزعل الماجدي ”
– موسوعه مصر القديمه الجزء الثاني عشر ، عصر النهضة المصريه ولمحه في تاريخ الإغريق.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

كنوز مصر المفقودة ( المومياوات) 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا