مقالاتالتاريخ والآثار

إكتشاف مصدر الحبر في الكتابات المصرية القديمة

بقلم المرشدة السياحية: رنا إسماعيل الصيرفي

قد استخدم المصريون القدماء أحبار الكتابة منذ ( 3200 ق.م ) على الأقل مستخدمين الأحبار السوداء للنص الأساسي ( المتن )، والأحبار الحمراء لتسليط الضوء على العناوين والكلمات الرئيسية المفتاحية ، وكشفت وثائق عثر عليها الباحثون في موقع تبتونس عن معلومات جديدة بشأن الغرض الأساسي من استخدام الرصاص في عملية الكتابة في مصر القديمة ، فقد توصلت نتائج دراسة جديدة إلى أن المصريين القدماء عندما استخدموا الأحبار على ورق البردي كانوا يضيفون الرصاص إليها؛ بغرض تثبيتها وتجفيف الكتابة، وحتى يضمنوا بقاء كلماتهم على الورق وهو أمر لم يكن معروفًا في السابق .

يقول معدُّو الدراسة إن أقدم دليل على استخدام الرصاص في الأحبار عُثر عليه في مصر، وبعدها بدأ استخدامه في الأحبار في عصور لاحقة وأماكن أخرى .. ووفقًا للدراسة فإن هذا الاكتشاف يدعو إلى إعادة النظر في الأصباغ القديمة التي استُخدم فيها الرصاص وتقييمها؛ إذ ربما كانت تقنيات تجفيف أحبار الكتابة منتشرةً في وقت أبكر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا .

 أحبار الكتابة
إكتشاف مصدر الحبر في الكتابات المصرية القديمة

نقطة البداية :-

قام الفريق البحثي الذي تقوده جامعة كوبنهاجن الدنماركية بتحليل 12 بردية مصرية يعود تاريخها إلى ما بين ( 100 إلى 200 ) عام بعد الميلاد، أي خلال حكم الرومان لمصر .. حصل الباحثون على البرديات التي تم اختيارها للتحليل من قِبَل مؤسسة كارلسبرج ، التي حصلت بدورها عليها من سوق للآثار في القاهرة ، وتغطي المخطوطات المحفوظة حاليًا في جامعة كوبنهاجن وتصنف ضمن أهم مجموعات البرديات المكتشفة في رمال مصر، وتتكون المواد المحفوظة من آلاف الأجزاء التي تشكل ( 400 إلى 500 ) مخطوطة .

تحليل البرديات تم باستخدام الفحص المجهري بالأشعة السينية وتقنيات السنكروترون لتحديد المواد الخام المستخدمة في الأحبار المختلفة، بالإضافة إلى التركيب الجزيئي للحبر المجفف المثبت على البرديات.

ويمتاز إشعاع السنكروترون بخصائصه الفريدة، ومنها إرتفاع درجة تألقه، وقدراته التحليلية الملحوظة لتوصيف المواد ، ويمكن لهذا النوع من الإشعاع عمل التحليل الكيميائي الدقيق للمواد وبيان العناصر الكيميائية المكونة لها ، وكشفت التحليلات أن الأحبار صُنعت من السخام الناتج عن حرق الخشب أو الزيت، بعد أن يُمزج الخليط الناتج مع الماء ، ويعتقد المؤلفون أن الأحبار الحمراء التي يدخل في تركيبها الحديد هي على الأرجح مغراة ؛ والمغرة :- هي صبغة أرضية طبيعية ذات لون أحمر بني مصفر .. ورغم أن الحبرين الأسود والأحمر كانا أكثر شيوعًا، إلا أن ظلال الأزرق والأخضر والأبيض والأصفر تظهر أيضًا في النصوص القديمة.

 أحبار الكتابة
إكتشاف مصدر الحبر في الكتابات المصرية القديمة

الحبر المقدس :-

بدت نتائج الدراسة مثيرة وطريقة التحقق قوية بالنسبة لأستاذ علم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة “سليمة إكرام” التي قالت في تصريح لـ ( للعلم ) إن النتائج التي توصل إليها الباحثون في الدراسة تصقل فهمنا للحبرين الأحمر والأسود المستخدمين في العصر الروماني في مصر، وتؤيد الأدلة بقوة فكرة الإنتاج المركزي للحبر الأحمر، الذي كان يتم تخصيصه للمعابد ، ويشرح أستاذ الكيمياء أنه من الصعب جدًا تحديد التركيب الدقيق للحبر، نظرًا للطبيعة المعقدة للأحبار نفسها، كما أن هناك دائمًا سؤال يثار حول ما إذا كان تكوين الحبر قد تغير بمرور الوقت ؛ قد تتحلل بعض الأصباغ، أو يمكن تغيير الخصائص الكيميائية من خلال تأثير.

 

المصادر :-
كتاب : مصر القديمة، مؤلف : جان فيركوتير، اللغة : العربية، تاريخ الإنشاء : 09 مايو 2008 .

– المراجعة اللغوية : ناريمان حامد .

 

 

إقرأ أيضاً :-

شدة بنى أيوب

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الرابع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا