مقالات

دعوة المظلوم

 

كتبت: آيات مصطفى

قيل في الأثر عن رب العزة سبحانه وتعالى ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا “.

فإن الله لا يظلم الناس ولكن أكثر الناس أنفسهم يظلمون فهل سألنا أنفسنا يوما عن ما هو الظلم وهل للظلم أنواع وما علاقة الظلم بالظلام ؟

ولو كان الظلام شبيه للظلم إذن فالنور هو الحق ويقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم

” الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ”

صدق الله العظيم .

إذا فالنور من أوصاف الله تعالى فالله هو النور والحق ويجب علينا اتباعه والبعد عن الظلم لأنه يؤدي إلى الظلمات يوم القيامة .

أما عن أنواع الظلم فالظلم له صور متعددة فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم “الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره ،وظلم لا يتركه ، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك قال الله إن الشرك لظلم عظيم وأما الظلم الذي يغفره فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدبر لبعضهم من بعض ” صدقت يا سيدي يا رسول الله. إذن فإن أعظم أنواع الظلم الذي لا يغفر والعياذ بالله الظلم في حق الله سبحانه وتعالى ألا وهو الشرك والعياذ بالله تعالى حيث يقول الله جل وعلا في الأثر ” إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري، أرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلىّ صاعد ،أتودد إليهم برحمتي وأنا الغنى عنهم ” .دعوة المظلوم

ويوجد ظلم العبد لنفسة ويتمثل في إتباع العبد لما تهوى نفسه في غير مرضاة الله تعالى وهذا الذنب يغفر إذا تاب العبد وأبتعد عن أتباع شهواته واتباع خطوات الشيطان فإن الله غفورا رحيم .

ويوجد أيضا ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ويتمثل في الجور على حقوق الآخرين فإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ، فهل تتخيل أن يشكوك أحد عند غالي عليك وما رد فعلك عندما يأتي يلومك على فعلك فما بالك عندما يشكيك أحد عند رب الكون ويرفع يديه إليه ويتضرع ويقول مثلما قال سيدنا نوح عليه السلام ” رب أنى مغلوب فانتصر ” فلو يعلم الظالم أنه لو تمادى في ظلمه أنه يعادي أشخاص كل قوتهم الوحيدة في هذا العالم هي الله ما تجرأ على الظلم فالظلم ظلمات يوم الدين والله يمهل ولا يهمل ولا ينسي وما كان ربك بظلام للعبيد .

وقد قال الله سبحانه وتعالى

“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ”.

إذن فظلم العباد لا يترك ومن أقوال شيخنا الجليل الشيخ محمد متولي الشعراوي أن دعوة المظلوم كالرصاصة تسافر في سماء الأيام ثم تستقر في أذن ربها في أغلى مايملك الظالم فالحساب على كل شئ مؤجل إلى يوم القيامة ماعدا ظلم الناس فلابد أن يقتص الله جل جلاله من الظالم في الحياة الدنيا حتى يعتدل ميزان الحياة وليعرف الناس أن الظلم له قصاص دنيوي بجانب قصاص الآخرة وقد وضح ذلك رسولنا الكريم صلوات الله عليه حين قال ” إتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ” .

فلو يعلم الظالم مدى قوة دعوة المظلوم ما جرؤ على الظلم فاحذر أن يرفع شخصا يده إلى الله ويتضرع في الدعاء عليك فلا تغرنك قوتك ولا سطوتك أو عزتك وتستغلها في قهر البشر لتحقيق مصالحك الخاصة غير مدرك أن الظلم ظلمات يوم القيامة .

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا

فالظلم مرتعه يفضي الى الندم

تنام عينك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

وحتى يتقبل الله توبتنا عن الظلم يجب أن تتوفر في التوبة أربع شروط ألا وهي

التوبة عن الذنب

الندم على ما فات

العزم على ألا يعود

إرجاع الحقوق إلى أهلها .

وأخيرا نختم بدعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا