التاريخ والآثارمقالات

ملوك الهكسوس لغز لم يحل حتي الآن (الملك خيان)

بقلم : ميرنا محمد

هذه الفترة من تاريخ البلاد غامضة وترتيب توالى ملوك الهكسوس لا يزال غير مؤكد فيما عدا البعض منهم الذين تركوا آثار تحمل أساميهم وقد ذكر لنا مانيتون أسماء عشرة من هؤلاء الملوك أسامى ملوك الهكسوس ..
بدأ مانيتون بملك إسمه “ساليتى” والمصريون القدماء أطلقوا عليه إسم “ساناتى” ومع هذا الملك تبدأ السلالة الملكية للهكسوس الذين أسسوا الاسره 15 من تاريخ الأسرات المصرية القديمة والذى استمر حكمهم قرن من الزمان وبدأ عصر الأسرة 15 من 1730ق.م وعلى عرش هذه الملكية الصغيرة فى شرق الدلتا تولى من بعد ساليتس بعض الملوك الذين اتخذوا فى أسمائهم إسم المعبود رع ونعرف منهم :-
( ماى إيب رع … شسش )
( مر أوسر رع … يعقوب هر )
( سا أوسر إن رع … خيان )
( عا أوسر رع … أبو فيس الأول )
( عانتن رع … أبو فيس الثانى )
( عاسهر رع … خامودى )
لا نعلم عن أول وثانى الملوك شىء ولكن نعلم بعض المعلومات عن الملك “خيان”

 

الملك الهكسوسى “خيان”

كان الملك «خيان» الذي جاء ذكره في قائمة «مانيتون» وعلى الآثار من أعظم ملوك الهكسوس الذين حكموا مصر ، وأنه قد نشأ وتربى على الطريقة المصرية القديمة وقد حاول أن يتقلد بالعادات المصرية القديمة وحاول أن يظهر كمصرى حقيقى فى تصرفاته فقد حلق اللحية على الطريقة المصرية وتلقب بالألقاب الملكية التى كان يحملها ملوك مصر الوطنيين وأضاف عليها لقب “أمير الصحراء”..
وقد ذُكِر اسمه في قائمة «مانيتون» على ما يظهر بإسم «يناس» وآثاره منتشرة في جهات مختلفة وقد عُثِر له على جعارين عدة وأختام بإسمه ، ومنها نعلم أنه كان يحمل الألقاب التالية :-
حاكم البلاد الأجنبية «خيان»
الإله الطيب «خيان»
الإله الطيب «سوسرن رع»
حاكم المجندين «خيان»
ابن الشمس «سوسرن رع»
ابن الشمس «خيان»

ملوك الهكسوس
ملوك الهكسوس لغز لم يحل حتي الآن (الملك خيان)

 

وكذلك أصبح يحمل اللقب الحوري «حور» ضام الأرضين، الإله الطيب أو إبن الشمس «خيان» محبوب قرينه (كا) وقد كان المنتظر أن يقول محبوب إلهه بدلًا من لفظة «قرين (كا)» وهذا اللقب وُجِد منقوشًا على تمثال قديم من الدول الوسطى محفوظ الآن بالمتحف المصري وفي «متحف ليدن» يوجد له خاتم من الذهب لا يُعرَف في أي مكان عُثِر عليه ..

 

غموض الملك “خيان”

على أن أهم ظاهرة في حكم الملك «خيان» هي وجود آثار له خارج القطر المصري في جهات نائية بعيدة جدًّا لدرجة أن بعض المؤرخين ظنَّ أن مملكته قد مدَّت أطرافها إلى تلك البقاع فقد وُجِد له آثار في «سوريا» و«فلسطين» من جهة وفي «بغداد» و«كريت» من جهة أخرى أما عن وجود جعارين باسم هذا الملك في «سوريا» و«فلسطين» فلا غرابة فيه لأننا سنرى أن هذين القطرين كانَا ضمن البلاد التي يسيطر عليها الهكسوس أيام عظمة مجدهم ..

وقد دخل الهكسوس فى علاقات مع “بابل” “كريت”حيث عثر على اثار هناك عليها أسمائهم واغرقوا كنعان الجنوبيه على جعارين مميزة بعصرهم حيث كانوا يكتيوا اسمائهم على جعارين مزينة حسب الطريقه الاسيويه بأشكال هندسيه وحلزونيه وكان الإسم يكتب بالهيروغليفية ..
وأما عن وجود تمثال أسد صغير إرتفاعه نحو ٢٥٫٤ سنتيمترًا وطوله نحو ٤٨٫٢ سنتيمترًا، نُقِش عليه اسم «خيان»الإله الطيب «سوسرن» رع وهذه العبارة قد نُقِشت على صدر هذا الأسد ، وهذا التمثال قد اشتُرِي في «بغداد» من تجار الآثار أما في «كريت» فقد كشف الأثري «إيفان» في أثناء أعمال الحفر التي قام بها في هذه الجزيرة في أساس قصر «كنوسوس» الثاني عن غطاء آنية من المرمر باسم «خيان»وقد نُقِش عليه النص التالي: «الإله الطيب سوسرن رع بن الشمس «خيان» وهذه القطعة محفوظة الآن بمتحف «كندية» عاصمة جزيرة «كريت» ..

 

والسؤال الهام هنا هو: كيف تسرَّبَتْ هاتان القطعتان الأثريتان إلى «بغداد» و«كريت» ؟؟

فإن الجواب على وجوده في هذه البقعة بسيط إذ من الجائز أنه قد وصل إلى «بغداد» عن طريق التجارة وحسب وبذلك لا يدل قطُّ على اتساع رقعة ملك الهكسوس حتى بلاد النهرين كما يدَّعِي ذلك الأستاذ «إدورد مير» إذ بهذا الادِّعاء يكون الهكسوس قد مدُّوا سلطانهم حتى «بابل» و«كريت» والواقع أن وجود مثل هذه القطع المفردة في مثل هذه الجهات النائية لا يمكن أن يكون إلا عن طريق التجارة أو الهدايا وبخاصة في «كريت» التي كانت مصر على اتصال تجاري بها وبغيرها من جزر البحر الأبيض المتوسط وإذا كان سلطان الهكسوس قد امتدَّ فعلًا إلى «بابل» و«كريت»، لكان من المعقول بل ومن الضروري أن نجد فيها قطعًا كثيرة من الآثار تثبت هذه السيطرة وتؤكدها ولكان من المنتظر كذلك أن يجد الإنسان تأثيرًا فنيًّا بابليًّا أو كريتيًّا في هذه القطع ولكن الواقع أنها مصرية بحتة في صورها وصناعتها ..

لم يقبل المصريون حكم خيان بسهولةوربما نجح الهكسوس الى حد ما فى السيطرة على اقاليم شرق الدلتا
فى العام 11من حكمه قد تم تغيير التقويم ففى هذه الفترة تبين ان التقويم المصرى الذى كان قد بدء فى بداية الاسرة الاولى قد اتم دورة كاملة للسنة الفعليه ولهذا جاءت متأخرة شهرا كاملاعن الفصول ,ونظرا لهذا الامر أمر خيان بأن يضاف اليها شهرا تكميليا وان الشهر الثانى من السنة يصبح الشهر الاول مما اغضب المصريين فى ذلك الوقت واعتبروه ان هذا نوع من انواع الالحاد والكفر وان هذا الفعل سوف يغضب الالهه وبالفعل كان هناك رعد اثناء احتفالات باحد الاعياد نتيجه لتغير التوقيت شهر كامل
ولم يكن يعلم الملك خيان وعلماء الفلك التابعين للهكسوس انهم لم يحسبوا السنه الكبيسة فى التقويم مما وقع هذا الخلل وتوفى الملك خيان بعد ان حكم 50عام ..

ملوك الهكسوس
ملوك الهكسوس لغز لم يحل حتي الآن (الملك خيان)

 

آثار الهكسوس

عثر د.باهور فى انشاص على 70 مقبرة للهكسوس من الطوب اللبن تحتوى على تابوت ذى غطاء مقوس وقد عثر على مقبرة تحتوى على عظام حمار وعثر على آثار فخار أسود وعده جعارين وكانت رأس المتوفى على قالب من الطوب كما عثر على بعض المقابر لهم فى “تل اليهودية””ابو صير “ومناطق أخرى ولم يتم العثور على أى بقايا عظام لأحصنة وهذا أمر غريب نوعاً ما ..

الهكسوس كانوا مندمجين مع المصريين ومتأثرين جداً بيهم حيث نجد أن أول ثلاثة ملوك الهكسوس يضعون أسماؤهم داخل خانات ملكية واتخذوا لقب حقا خاسوت وهم سمقن و عنات هر و خيان وك ، وكانوا ينتمون لقبائل جبلية تفتقد الأصالة الحضارية وبالتالى عجزوا عن إضافة شىء جديد إلى الحضارة المصرية القديمة مما جعلهم يتأثرون بشكل كبير جداً بها إلا أن المصريين أخذوا منهم بعض العادات والمهارات مثل خرم الأذن وتربيه الخيول واستخدامها وكذلك صناعة السيوف والخناجر البرونزية ..

وهذا هو كل ما نعلمه عن ملوك الهكسوس في عهد الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة أما عن ملوك مصر فإنا لا نعلم عنهم شيئًا في ذلك العهد، إلى أن ظهر على الآثار ملوك مصريون، وهم الذين عدَّهم «مانيتون» ملوك الأسرة السابعة عشرة وقد اتخذوا مدينة «طيبة» عاصمة لملكهم وهي التي كان يحكم فيها ملوك الأسرة الثالثة عشرة وعلى يد ملوك هذه الأسرة بدأ النضال لطرد الغزاة من البلاد .

-المراجعة اللغوية : ناريمان حامد .

 

إقرأ أيضاً :-

هُدنة عيد الميلاد

رمسيس الثانى ليس فرعون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا