التاريخ والآثار

الجيش والشرطة في مصر القديمة

بقلم المرشدة السياحية/ رنا إسماعيل الصيرفي.

لم يظهر تخصص جهاز الشرطة في مصر إلا مع الدولة الحديثة منذ السلالة 18، فقد كانت قبل ذلك مدغمة برجال الجيش أو رجال الإدارة رغم وجود رجال شرطة لحفظ الإلتزام والأمن الداخلي.

كان من مهام الشرطة حراسة الملك وقصرهُ والعائلة المالكة ودواوين الحكومة، وكان الوزير على رأس جهاز الشرطة فهو الرئيس الأعلى لها في العاصمة، وكانت تقدم له من رجاله تقارير عن إغلاق المخازن وفتحها في المواعيد المبررة، فضلاً عن الداخلين والخارجين في ديوان إدارة البلاد، بل وفي البلاد نفسها.

ونعلم من نص موظف الحدود من عهد “مرنبتاح” كيف كانت سلطات الأمن تسيطر سيطرة كاملة على حركات الناس والبدو في تلك البقاع من تخوم مصر الشرقية، حيث يذكر التقرير أنه سمح لقبائل البدو من أدوم بالعبور من قلعة “مرنتاح” لرعي ماشيتهم بالقرب من بيئوم (تل المسخوطة)، على بعد 15 كيلومتر شرقي الإسماعيلية.

الجيش والشرطة في مصر القديمة

وكان هناك نوعان من الشرطة هما:-

شرطة العاصمة طيبة والمدن الكبرى مثل منف ويشرف عليها (رئيس الشرطة) (الجابو).
شرطة الصحراء الشرقية والعربية يشرف عليها مدير الصيادين (المازدي).

كانت الشرطة تستخدم الكلاب البوليسية أحيانًا وتستعين بالنوبيين في اقتفاء الأثر، وكانت تستخدم المرشدين لمنع الجريمة قبل وقوعها أي المخبرين السريين.

وكانت أسلحة الشرطة هي السهام والأقواس والدروع، وكان لها بيوت تسمى بيوت الحراسة ولها دوريات منتظمة، وهناك الشرطة الخاصة، والشرطة النهرية، وشرطة المعابد.

الجيش والشرطة في مصر القديمة

الجيش في مصر القديمة (مشع):-

منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى نهاية الدولة القديمة لم يكن هناك جيش منظم بالمعنى الدقيق، فالدويلات أو الأقاليم المصرية قبل التوحيد كان لكل منها قوات تستعمل وقت الحروب.

ويبدو أن فكرة تكوين جيش نظامي جاءت مع الأسرة السادسة حين عين الملك (وني) قائدًا عامًا لمثل هذه القوات لكي تواجه الغزاة الآسيويين وكانت تضم عشرات الألوف من المجندين، وبعد انتصار هذه القوات قام الملك بأربع حملات كبرى واحدة منها بحرية، وهذا ما دعى الملك بعده لتأسيس جيش نظامي كبير.

وقد أصبحت ملامح الجيش المصري واضحة؛ فالسرايا والفرق محددة العدد والعدة، ويحمل كل منها اسم واحد من الآلهة أو الملوك، فهناك “فرقة الرماة، وفرقة المرهبات، وفرقة الأقواس التسعة، وسرية آمون، وسرية بهاء قرص الشمس وهناك أيضًا حملة الأعلام”.

الجيش والشرطة في مصر القديمة

وكان الجيش يتكون من مقدمة وقلب وميمنة وميسرة بالإضافة إلى العناصر المساعدة في المقدمة وفي المؤخرة.

ولقد أتبع الجيش المصري الكثير من الخطط العسكرية التي كان من بينها الحرب المفاجئة، والتي قصد منها مهاجمة العدو من حيث لا يدري، ثم هناك التراجع التكتيكي لإعادة تنظيم الصفوف والتمويه والخداع، وفرق الاستطلاع الحربي.. إلخ.

كان الملك من الناحية المعنوية هو القائد الأعلى للجيش، ولكن الجيش كان يقوده قائد فعلي يسمى (أمي – أر – مشع) أي (قائد الجيش).

يتكون الجيش من قسمين هما:-

أ- المشاة: وهم قادة الجيش الأساسية لأن الجنود هم من يقوم بالعمل الأساس، وهناك تشكيلات منها (المشاة العادية، القوات الخاصة، القوات المؤلفة من المحاربين الأجانب) وينقسم المشاة العادية إلى ما يلي:-
– الفيلق
– الفرقة
– الكتيبة (سريتان)
– السرية (عدة فصائل)
الفصيل (عدة مجموعات)
المجموعة (10 جنود).

وينقسم المشاة إلى رماة وحملة الرماح، وكان لكل فرقة علم خاص ورمز خاص، أما القوات الخاصة فكانوا من صغار السن ويتلقون تدريبات خاصة.

ب- العربات الحربية:

ظهرت منذ أيام ” تحتمس الثالث “، وكان هناك حامل لواء مقاتلي العربات الحربية، ولكل عربة قائد سائق ومقاتل يرمي السهام، وتكون العربات من فصائل يشرف عليها ضابط قديم (وقائد الاصطبل الملكي) ويعاونه ضابط ومدربون لهم خبرة بالخيول يسمون بـ (رؤساء الاسطبل)، وكانت العربات تقدم الجيش خلال المعارك ثم تبعها المشاة ثم تحمي فصائل منها مؤخرة الجيش.

كان الوزير بمثابة وزير دفاع أيضًا لأنه يشرف على قائد الجيش الذي يقوم بالتجنيد، وكان الجيش وقوادهُ يكلفون بمهام إدارية وأمنية وقت السلم.

وقد أجتهد المصريون في توثيق معاركهم وحروبهم المهمة عبر الوثائق البردية أو النقوش الحجرية بل ورسموا، ببراعة فنية، مجرى بعض هذه المعارك كما يتضح في هذا الشكل المميز لإحدى طرق تسلل إحدى كتائبهم لمدينة أثناء الحرب.

وعرف المصريون طرق المخابرات والتجسس على تحركات الأعداء من خلال الجيش وجمع المعلومات، وكانت أدوات القتال هي:-
– الهراوة (الدبوس) وهو أشهر سلاح مصري منذ عصر ما قبل الأسرات.
– الأقواس والسهام
– الحراب الطويلة
– المقامع
– الخناجر
– الفؤوس النحاسية التي تطورت إلى السيوف المنحنية (خبش) على شكل منجل
– التروس والدروع وقمصان الحرب
– الطبول والأبواق لزيادة حماس المقاتلين.

الجيش والشرطة في مصر القديمة

وكانت أهم التدريبات العسكرية هي المصارعة والاشتباك والانقضاض ورقصات الحرب، وضرب السهام من العربات، والعدو والسباق، وكانت هناك الحصون والقلاع العسكرية وخصوصًا في الطرق العسكرية خارج وداخل مصر؛ وسميت فيالق الجيش بأسماء الآلهة (آمون، رع، بتاح، ست). وكان الجنود يختارون بنسبة %1 ثم %10 ثم أنيط الشر لمجلس عسكري.

وكان المصريون لا يحبون تدمير مدن أعدائهم كليًا ولا يبطشون بقساوة ولا ينكلون بهم، فحين حاصر ” تحتمس الثالث ” مدينة (مجدو) سبعة شهور أضطر أهلها بعد ذلك إلى الإستسلام، عفا عنهم جميعًا بل واصطحب بعض زعمائهم إلى مصر ليعرفوا مصر وليضمن طول وفائهم، وهم بذلك يختلفون عن جيوش وادي الرافدين أو الشام أو الرومان أو الفرس؛ الذين لهم مآثر سلبية في هذا المجال.

الجيش والشرطة في مصر القديمة

المصادر:-

كتاب: الجيش في مصر القديمه
مؤلف: كاتب غير محدد
قسم: الحضارة المصرية القديمة والفراعنة
اللغة : العربية
حجم الملف : 34.59 ميجا بايت
نوع الملف : PDF
تاريخ الإنشاء : 28 أكتوبر 2010.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

 

إقرأ أيضًا:-

لغز اختفاء جيش ال 50 ألف جندي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا