التاريخ والآثار

لغز اختفاء جيش ال 50 الف جندي

بقلم/ ميرنا محمد.

 

تأتى مقولة أن مصر مقبرة الغزاة صحيحة مائة فى المائة فما من جيش أو عدو حاول غزو هذه البلاد إلا وفشل والقارئ الجيد للتاريخ يكتشف أن جميع من دخلوا غزاة إلى بلادنا لم يستطيعوا تغيير طبيعة المصريين من عهد القدماء، وحتى العصور الحديثة.
يثبت التاريخ يومًا تلو الآخر أن مصر بالفعل هى مطمع كبير لكل القوى العظمى على مدار التاريخ القديم والحديث لأن الله وهبها كنوزًا كثيرة لم يفطن إلى تلك الهبات العظيمة سوى الطامعين والغزاة لم يزل هذا البلد هبة الخالق العظيم وهى بالفعل كنانته فى أرضه ومنه قراء المصريون فى الكتب عن بلدهم فلن يعرفوا قيمة هذه الأرض العظيمة إلا إذا شاهدوا كل شبر من أراضيه على أرض الواقع فليس من رأى كمن سمع أو شاهد بعينيه

لغز اختفاء جيش ال 50 الف جندي

جيش قمبيز بين الحقيقة والخيال!!

لم نسمع أبدًا عن اختفاء جيش قمبيز هذا الجيش في أي مصادر قديمة ليس من قبل المصريين أو الفرس أو اليونانيين لم يذكر نقش بيستون الذي خلفه قمبيز دارا الأول أي ذكر له، اختفى الجيش من الذاكرة حتى استعادت القصة بعض الأهمية في القرن الماضي تحت مصطلحات “جيش قمبيز المفقود” أو “جيش قمبيز الضائع” أو “جيش قمبيز المختفي” وما إلى ذلك ..

من هو قمبيز؟

قمبيز الثاني هو ملك من ملوك الأخمينيين الفرس الذين استطاعوا تكوين إمبراطورية في فارس عام 559 ق.م.
واستولت على ليديا (غرب الأناضول) وبابل وإيران وفلسطين ومصر وامتدت في أوجها إلى جميع أرجاء الشرق الأدنى من وادى السند إلى ليبيا وشمالا حتى مقدونيا
ولد قميبز عام 558 قبل الميلاد في بلاد فارس من صلب والده كورش العظيم أقوى ملوك فارس واشدهم جبروت كان قمبيز أو كمبوجيه كما ينادى في اللفة الفارسية شاب كثير التأمل ذكره اليونانيون في مخطوطاتهم بأنه كان مجرد من الأحاسيس والشعور ظهر قمبيز لأول مرة في جيش ابيه كورش كقائد للمراسم
الدينية حينما فتح والده الأكبر بابل عام 539 ق.م، وبعد 9 أعوام مفردة مات كورش الأكبر الذى كان يلقب بملك العالمين
واستلم قمبيز الملك بشكل رسمي عام 530 ق.م بعد تولى قمبيز العرش عمل على تثبيت دعائم حكمه وتأمين حدوده التي قامت فيها بعض القبائل المتفرقة فأسس جيش
قوى وإمبراطورية عظيمة أراد فيها أن يحقق حلم والده بضم عرش مصر إلى حدود إمبراطوريته الفارسية وبعد أربعة سنوات بدأ في التفكير لأحتلال مصر وضمها إلى
الإمبراطورية الفارسية فأراد قمبيز ضم مصر بالمصاهرة عن طريق الزواج بابنة اللمك أحمس الثاني لم يرد أحمس الثاني أن يزوج إبنته لملك بلاد فارس كما أنه لم يرد أن ينشأ
صراع بينه وبين الفرس، فأرسل إليه ابنة الملك السابق أبريس ولكن قمبيز عرف بإنها ليست ابنة أحمس الثاني فغضب من ذلك واعتبرها إهانة له من الدرجة الأولى وأيضا فشل مخططه لضم مصر سلميا فعاد إلى هوايته المفضلة وهي الغزو

(إحتلال قمبيز مصر)

سار جيش قمبيز العظيم الصحراء الجنوبية وفى هذه الأثناء توفى أحمس في ظروف غامضة قبل أن يبدء قمبيز
حملته ويصل إلى مصر وتولى ابنه بسماتيك الثالث الحكم خلفا لوالده ليواجه جيش قمبيز على حدود بيلوزيوم قرب بورسعيد فهزم الملك بسماتيك في تللك المعركة وانسحب
إلى منف، وأستمر قمبيز في تقدمه إلى عين شمس ثم إلى منف حيث واجهه بسماتيك مرة أخرى وفي هذه المرة وأسر وسقطت مصر وأصبحت مصر بأسرها تحت حكم فارس
عام 525 ق.م.
أحس قمبيز بالعار من تلك الحملات الفاشلة وخصوص على نبته فسار بجيش كبير نحو أرض النوبيين لأحراقها لكن كهنة
آمون تنبؤا له بالفشل والحوت فغضب منهم وأمر 50 الف رجل من جيشه بالذهاب إلى واحة آمون أو مايعرف بواحة سيوة

وفقا لهيرودوت، فصل قمبيز فرقة من خمسين الف رجل وأرسلهم لمهاجمة واستعباد كهنة آمون وحرق المعبد المقدس ل آمون (وحي آمون)ثم سار قمبيز شرقاً نحو كوش بينما اتجه هذا الجيش المكون من خمسين ألفاً غرباً من طيبة بإتجاه سيوة ولكن الجيش اختفى تماما
وبدون أى أثر إلى هذا اليوم تذكر بعض المصادر اليونانية أن عاصفة صحراوية شديدة هبت عليهم بطريقهم إلى واحة سيوة ودفنتهم بالرمال جميعا بدون أن ينجوا منهم أى أحد

لغز اختفاء جيش ال 50 الف جندي

التي لم تروى

مما أدى إلى تشكيك المؤرخين في إحتمال أن تكون رواية هيرودوت حول جيش قمبيز ملفقة. فك طلاسم هذا اللغز الكبير
لكن ذكرت المصادر التاريخية التى أكدت أن هذا الجيش بلغ عدد أفراده ما بين 10 آلاف جندى و50 ألف فرد قد اختفى فى تلك المنطقة ولم يظهر منهم جندى واحد وهو ما دفع الكثيرين من علماء الجيولوجيا والمغامرين من كل مكان لمعرفة سبب فناء هذا الجيش وعدم العثور على رفات أى من جنوده حتى يومنا هذا
وجاءت فك طلاسم هذا اللغز الكبير على لسان الدكتور على بركات العالم الجيولوجى المشهور والذى عثر على آثار جيش قمبيز وهى عبارة عن عظام وأسنان من النحاس وعدد قليل من أسلحة وحراب الجيش وكانت من المعدن وقد حاول بعض المغامرين البحث مرات عديدة في محيط منطقة واحة البحرين على بعد 150 كيلو من واحة الفرافرة للعثور على آثار أخرى لجيش قمبيز إلا أنهم لم ينجحوا نظر لخطورة منطقة بحر الرمال الأعظم.
من خلال نظرية العالم الجيولوجى وخبير الآثار الدكتور علي بركات الذى عثر بالفعل على بقايا جيش قمبيز أن الجيش الفارسى تعرض لعدة عوامل يجب التأكيد عليها وهى تعرض الغزاة للموت على مراحل داخل بحر الرمال العظيم وذلك بسبب وجود آثار الجيش على نطاق واسع ولكن تظهر الدلائل على تعرض قمبيز ومن معه من الجنود لعمليات تسمم من المياه والعيون التى كانت منتشرة فى طريق الجيش قبل دخوله إلى منطقة سيوة لتدمير الحضارة المصرية القديمة أيام الأسرة الثامنة عشر حيث تؤكد الشواهد العلمية والتاريخية على تقدم القدماء فى هذا العصر فى علوم الكيمياء إضافة إلى أن المصريين رصدوا طريق جيش قمبيز وكانوا لا قدرة لهم على مواجهته فلجأوا إلى عملية تسميم مياه الآبار والوديان التى يمر عليها الجيش الفارسى.
وبعد تعرض معظم الجنود للهلاك سارع قمبيز بالهروب بمن تبقى من جيشه إلى واد عميق وعسكر فى هذا الوادى لكى يحتمى من العواصف وتم العثور على أسلحة وبقايا لجيش قمبيز فى هذا الوادى على الرغم من كل هذه المعلومات يبقى هلاك جيش قمبيز فى بحر الرمال العظيم لغزًا محيرًا لكثيرين من العلماء والمستكشفين لمنطقة الصحراء الغربية

– المصادر:

1- موسوعه مصر القديمه الجزء الثالث عشر.
2- جنون قمبيز الدكتوره كوثرحسن هندي.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

 

إقرأ أيضًا:-

رمسيس الثاني ليس فرعون 

الجامع الأزهر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا