التاريخ والآثار

ون امـون من المخاطر حتى انكـسار البرديـه

بقلـم الباحثة الأثرية/كنـده أشـرف.

تعد هذه القصه من أدب الدولة الحديثة الراقي ويعتبر “ونأمون” أهم شخصيه فيها هذه القصة جديرة بأن توضع جنباً لجنب مع بعض أحسن القصص التي وردت في التوراة مثل قصة “يونس ورسالته” أو قصة”راعوت في وسط القمح” مع فارق واحد هو أن قصتنا قد سبقت كلاً منهما بنحو “خمسه قرون” كما أنها تقدم لنا صورة حية عن التجاره في شرق البحر الأبيض المتوسط

*مصادرنا عن إكتشاف البردية

عثر على هذه البردية الأستاذ “جولنيشف الروسي” وهي الآن في موسكو وقد ترجمها وعلق عليها سنه ١٨٩٩.

(أحداث القصة)

في اليوم السادس عشر من الشهر الثالث من فصل الصيف سافر “ونامون” أكبر رجال قاعة أداره “آمون” ليجلب الخشب للسفينة الكبري الخاصة “بامون رع” ملك الآلهة فيقول ففي اليوم الذي وصلت فيه إلى “تانيس” مقر “سمندس” و”تنتامون” اعطيتهم خطابات “آمون رع” ملك الآلهة وقد مكثت إلى الشهر الرابع من الصيف في “تانيس” وفي اليوم الأول من الشهر الرابع من فصل الصيف وصلت إلى “دور” وقد أمر “بدر” أميرها بإحضار رغيف لي وإناء من النبيذ ثم بعد ذلك يتعرض ونامون السرقة فسرق منه “خمسة دبن من الذهب وواحد وثلاثون دبنا من الفضة” هذا مبلغ عظيم جداً لابد أن يستعمل معظمه لشراء الخشب
وفي الصباح استيقظت وذهبت إلى حيث كان الأمير وقلت له لقد سرقت في ثغرك! فقال لي: فانتظر هنا بضعة ايام حتى أبحث عن السارق.
وقضيت تسعة أيام مقيماً في ثغره، ثم ذهبت إليه وقلت انظر أنك لم تجد نقودي “فسأقلع انا” مع القائد ومن سيسافرون حيث قامت مناقشة حاده بينهما فقال له “أمير دور” الزم الصمت
فقام ونامون بسلب كيساً وجد فيه ثلاثين دبناً من الفضة فأخذهم واشتكوا ولكنه أجاب “حقاً انها” نقودكم غير أنها ستبقي معي إلى ان تجد نقودي وعلى ذلك جعل له أعداء من أهالي مدينة “زاكار”
ذهب ونامون ووصل إلى ثغر في “چبيل” واختبأت فيه ولكن أمير چبيل لم يظهر ارتياحه لزيارة ون آمون فذهب إليه وقال له اخرج من ثغري فقال له ونامون “إذا كان هناك أناس على سفر فدعهم يأخذوني إلى مصر” والظاهر أن ونأمون كان متخلي تماماً عن هذه الرحلة الفاشلة” وأمضى تسعة عشر يوماً في ثغره ولكن أستمر أمير چبيل أن يرسل له أخرج من ثغري فذهبت إليه وحكيت له قصتي فوافق علي أنه يعطيني الخشب اللازم لصناعة سفينه “الاله امون” وعند تحضير الأخشاب لكي اخذها وأرحل لمحت إحدى عشرة سفينة تقترب تجاهي وهم من متاع “زاكار”
وقد أتت بالأمر :خذوه سجيناً ولا تسمحوا لسفينة له أن تذهب إلى أرض مصر وعند ذلك قمت بالبكاء وفي الصباح قام أمير چبيل وقال لرجال “زاكار” انا لا يمكنني أن آخذ رسول آمون سجيناً في ارضي دعوني أرسله بعيدا وبعد ذلك أخذوه سجينا.
يبدو أن هذا كان نص القانون الدولي وقتئذ
فوضعني على ظهر سفينة وأرسلني بعيداً عنه فأرسلني الريح إلى أرض “ارسا” وخرج أهل المدينة ليقتلوني! وأرسلوني إلى مكان “حتب” ملكة المدينة فقالت الملكة من فيكم يفهم المصريه فقال أحدهم: انا أفهمها فقلت له: قل لـسيدتي لقد سمعت أن الظلم يفعل في كل مدينة ولكن الحق يفعل في أرض “ارسا” فقالت لي: ولكن ما الذي تعنيه مما تقول” فقلت لها: إذا كان البحر قد هاج وأرسلني إلى هنا فإنك لن تسمحي لهم أن يقبضوا علي ليذبحوني مع العلم أني رسول امون فتدبري الأمر جيداً ومن هنا كسرت ورقة البردي ولا نعلم كيف هرب “ونأمون” من هذه الأخطار الجديدة وهل أفلح في إحضار الخشب إلى مصر؟ وهل دفعه ثمنه؟ وهل امون رجع سالماً الي الكرنك أو لم يرجع؟

– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

الديانة المنسية علي ضفاف نهر النيل 

منشوريا وطن اليهود الضائع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا