قيدار مملكة العرب المنسية
بقلم: عبدالعزيز مصطفى.
قيدار أو مملكة قيدار لمن لا يعرفها هي مملكة عربية قديمة متوغلة في القدم و تعد أول صور التكتلات العربية للممالك، والحكومات المركزية وهي المعروفة في دول وممالك مجاورة لها كما كان الحال في بلاد الرافدين، ومصر نعم مصر فقد عاصرت تلك المملكة حضارة المصري القديم منذ العصر الحديث ويعود أول وأقدم ذكر لها إلى عهد تغلث فلاسر الثالث الملك الآشوري وهو الممتد حكمه من 745 قبل الميلاد _ 727 قبل الميلاد وتعاقب على تلك المملكة عدد كبير من الملوك و الملكات و بالأخص الملكات فقد كان أول تسجيل لحكام تلك المملكة الغابرة في عهد الملك فلاسر الثالث دون فيه بأن ملكة العرب هي زبيبة ثم لحقتها سمسي ملكه أخرة بتاريخ مجهول كما الحال مع معظم ملوك المملكة العربية الزائلة والذي يظن بعض علماء الآثار بأنها كانت من العرب البائدة فقد زالت ذكراهم بين العرب ويرجع ذلك الأمر إلي أن الفترة ما بين زوال تلك المملكة، وظهور الإسلام مثلاً تتجاوز الألف عام وهي فترة صعبة التدوين على مجتمع متنقل صحراوي على عكس ممالك عربية أخرى دام ذكراها بسبب الأديان السماوية كالعهد القديم، منهم ملوك قيدار فقد قام آخر ملوكها ببناء هيكل سليمان قبل زوال ملكه بفترة و تفتت دولة وخضوعها لممالك أخرى.
و قد شارك أحد ملوك قيدار في معارك جمع معظم جيوش العهد القديم كمعركة قرقر وهي المعركة التي كانت ضد الآشوريين وعدد من الدول والممالك المتحدة.
“معركة قرقر الأسطورية”
ومعركة قرقور أو معركة قرقر أو معركة قرقار هي معركة دارت رحاها في العام 853 قبل الميلاد، بين الجيش الآشوري تحت قيادة الملك شلمنصر الثالث من ناحية، و جيش آخر ضم جيوش 12 ملك متحالف تحت قيادة حداد وزير الدمشقي في بلدة قرقور، وتلك المعركة كانت تعتبر من صور الحروب العالمية التي تضم الثقافات والحضارات القديمة معا ضد عدوم بعينه وبرغم تكرار مثل تلك المعارك إلا أنها تظل أول القائمة في معركة قرقر كانت التمهيد لنهاية دول وقيام أخرى ..
و قد ذكرت أحداثها علي سجلات الملك شلمنصر الثالث فقد ذكر أحداث المعركة على أحد الألواح الآشورية التي أقامها. والمعروف بنصب كوره، وطبقا لوصفه فلقد بدأ الأمر بارتحاله عن نينوى في الرابع عشر من أيار، بادئا حملته السنوية.
عبر الملك نهري دجلة والفرات دون عقبات، مستقبلا أثناء مروره العطايا من المدن التي مر بها، والتي أعلنت أيضا خضوعها له، ومنها مدينة حلب. وبمجرد عبور حلب، قابل الملك أول مظاهر المقاومة من قوات الملك إروليني، ملك حماة. استطاع شلمنصر أن يهزم قوات حماة، ولم يكتف بل قام على سبيل العقاب بهدم مدن وقلاع مملكة إروليني.
وبعد أن حصد شلمنصر غنائمه في قرقور، واصل تقدمه حتى قابل القوات المتحالفة بالقرب من نهر العاصي بمسماه الحالي.
و قد شكل التحالف ضد الملك شلمنصر الثالث عدد كبير من الملوك المحاربين، والممالك الغير خاضع له ومنها
الملك هداد زير نفسه، ومعه 1200 عربة حربية و1200 فارس، و 20000 جندي.
أرسل الملك جندبو ملك العرب 1000 فارس يمتطون الجمال
الملك إروليني، ملك حماة، ومعه 700 عربة حربية، و700 فارس و 10000 جندي.
الملك أخاب، ملك إسرائيل، ترسل 2000 عربة حربية و 10000 جندي، وقد ذهب بعض العلماء على أن الملك أنه ملك لمدينة ما في شمال غرب سوريا، وليس أخاب ملك إسرائيل.
أما مدينة فقد أرسلت قيليقيا 500 جندي
أرسلت مدينة موسورة (عرفها البعض بأنها مصر، إلا أن الرأي الأغلب أنها مدينة بالقرب من قليقيا) وضمت قواتها نحو 1000 جندي بدون عربات كفرقة مشاه ..
أرسلت مدينة أركانها (تل أركا) 10 عربات حربية، و 10000 جندي.
و قد أرسلت مدينة أرواد 200 جندي.
و قد أرسلت مدينة أوسنطة بجبل لبنان 200 جندي فقط
و قد أرسلت مدينة شيانو بجبال الساحل السوري عدد صغير
وقد أرسل الملك بعشا بن روحي، ملك العمونيين عدد صغير يزيد عن مدينة أرواد و السنطة بقليل ..
أما عن ذكري المعركة المخلدة فقد كانت الرواية الباقية هي من جانب واحد فقط وهو جانب شلمنصر الثالث
فقد ذكر بألواح الطين انه وبوصفه للمعركة بأن قواته ألحقت خسائر تقدر بـ 14000 جندي من جيش الحلفاء وأسر لعدد لا يحصى من العربات والخيول، ويصف الضرر الذي لحق بمعارضيه بتفاصيل وحشية.
إلا أنه لا يمكن الوثوق تماما بالكتابات الملكية في تلك العصور، إذ اعتادت عدم الإعتراف بالهزائم، ونسبت لملوكها انتصارات كان قد نالها أسلافهم، وخصوصاً انه بعد المعركة لم تمس أغلب تلك الممالك بالعكس ظلت حتى الملاصقة للممالك الآشوريين كمملكتنا المنشودة قيدار.
مصادر المقال:
1- كتاب مملكة قيدار دراسة فى التاريخ السياسى والحضارى
للدكتورة هند بنت محمد التركي.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.
إقرأ أيضًا:-
