مقالات

مجمع معابد الكرنك

بقلم : حسن محمد

تُعد مدينة الأقصر من المحافظات التاريخية والأثرية الهامة لما تحويه من معالم أثرية متنوعة، ومن بين معالم الأقصر “مجمع معابد الكرنك”.. وهو من المعابد الجميلة التي لا نظير لها حيث يضم الكرنك معابد (الإله آمون وزوجته الإلهة “موت” وابنها الإله “خونسو“) وتم إنشاء المعبد أيام الدولة الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م) ..
وفي عهد الدولة الحديثة التي ينتمى إليها الملك “توت عنخ آمون” والملك “رمسيس الثانى”، أقيم على أنقاض هذا المعبد، معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة ..
وكان كل ملك يُضيف جديداً إلى المعبد .. وذلك تقرباً إلى الآلهة، ورغبة فى الخلود، والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب ..

(معبد الإله خونسو)

أقامه الملك “رمسيس الثالث” ثانى ملوك الأسرة العشرين سنة 1198 ق.م، ثم أضاف إليه ابنه “رمسيس الرابع”، ثم “رمسيس الحادى عشر”، وأخيرا أتمه “حريحور” رئيس الكهنة الذى أصبح ملكاً عام 1085 ق. م، وهو آخر ملوك الأسرة العشرين ..
ويتكون هذا المعبد من صرح قام بنقشه الكاهن “باى نجم “ الذى يعد ثامن ملوك الأسرة الحادية والعشرين. ويليه فناء ذو أعمدة على شكل البردى، وتيجانها على هيئة براعم أزهار البردى أيضاً، ويلى هذا دهليز به اثنا عشر عموداً يؤدى إلى بهو الأعمدة الذى تظهر على جدرانه نقوش من عهد “رمسيس الحادى عشر” عاشر ملوك الأسرة العشرين، و“حريحور” الذى كان وصياً عليه.
وأخيراً نصل إلى مقصورة المراكب المقدسة الخاصة “بخونسو”، والمحاريب المظلمة من حولها .. وهى تؤلف فى مجموعها “المحراب”، أو “قدس الأقداس”، وبها نقوش ومناظر من عهد “رمسيس الرابع”، ويقف خلف “المحراب” فناء صغير به أربعة أعمدة، وتتصل به سبع حجرات صغيرة من عهد “رمسيس الثالث” و“الرابع” على التوالى. وألوان المناظر فى الحجرتين الواقعتين إلى اليمين مازالت زاهية إلى الآن ..
وقد خُصِّصَت الحجرة التالية لهما لعبادة “أوزير” الذى نراه راقدا على سريره، وإلى جانبه “إيزيس” و“نفتيس” تبكيان عليه ..

مدينة الأقصر
مجمع معابد الكرنك

(وادى الملوك)

يوجد فيه أكثر من 60 مقبرة، و هناك واديان للملوك، واحد شرقى وواحد غربي ..

يحتوى الوادى الشرقى على أغلب المقابر، وهو الأكثر زيارة من قبل السياح الذين يفدون إلى المنطقة ..
توجد بالوادى الغربى مقبرتان ملكيتان، واحدة خاصة بـ“أمنحتب الثالث” والأخرى خاصة بـ“آي”. (مقبرة الملك توت عنخ
آمون) فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر تعد أشهر وأغنى مقبرة فى العالم، ففيها كثير من النفائس والآثار الرائعة التى أذهلت العالم. حيث عُثر على الأثاث الجنائزى كاملاً (أكثر من 5000 قطعة) وقد حُفرت المقبرة فى منخفض وادى “رمسيس السادس” الذى بنى مقبرته بجوار مقبرة “توت عنخ آمون”، فكان ذلك من العوامل التى ساعدت على حفظ مقبرة “توت عنخ آمون” سليمة بعيداً عن أعين اللصوص ..
تم اكتشافها فى عام 1922 فى واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، و مقبرة الملك “توت عنخ آمون” هى أعظم مقبرة فى العالم الآن، وما بها من كنوز خير شاهد على ذلك وعند مدخل الباب الثانى للمقبرة توجد حجرة متسعة تكدس فيها الأثاث فوق بعض. وقد طُلى أكثره بالذهب البراق، ومن بينه صناديق جميلة مُطعمة بالعاج والأبنوس، وأخرى عليها منظر للصيد والحرب، وبعض الكراسى، والأسرة، وعربات ملكية، وأوانى مرمرية، وتماثيل من مختلف الأشكال والألوان. (نقلت فى المتحف المصرى بالقاهرة). و عند نهاية تلك الحجرة تمثالان من الخشب المدهون كأنهما يحرسان محتويات الحجرة الثانية. (نقلا فى المتحف المصرى بالقاهرة) ..
أما الحجرة الثانية هى حجرة الدفن، والتى وُجد بها أربع مقاصير بعضها داخل بعض من الخشب المغطى بصفائح الذهب. وكانت تحيط بالتابوت الحجرى الذى مازال فى مكانه للآن. وقد كان بداخل هذا التابوت ثلاثة توابيت على هيئة آدمية أصغرها من الذهب الخالص يزن حوالى 110 كيلوجرام ويوجد حالياً بالمتحف المصرى .

ولا تزال مومياء الملك محفوظة فى مكانها مع أحد التوابيت الخشبية المغطاة برقائق الذهب. وتوجد رسوم جميلة على حوائط الغرفة منها رسم “لتوت عنخ آمون” ويظهر خلفه على العرش “آى” الذى أصبح ملكاً بعد “توت عنخ آمون”، وهو يرتدى ملابس الكهنة ويقوم بالطقوس الدينية الخاصة بعملية فتح الفم لمومياء الملك

وهناك صورة “لتوت عنخ آمون” وهو يقف فى وسط الجدار بين يدى “نوت” (إلهة السماء) التى تصنع الصحة والحياة. أما على الجدار الأيمن فهناك منظر المقصورة التى كانت تحوى جثمان الملك “توت عنخ آمون” محمولة على زحافة يجرها النبلاء ورجال الحاشية، وعلى الجدار الأيسر توجد بعض النصوص الخاصة بكتاب ما فى “العالم السفلى”، وهناك عدد من القردة المقدسة يتوسطها الجعران .

وتوجد غرفة جانبية صغيرة تتصل بغرفة الدفن، كما توجد حجرة مماثلة تتصل بالبهو الخارجى وكان بهما بعض الأثاث الجنائزى .

 

مدينة الأقصر
مجمع معابد الكرنك

مقبرة الملك “سيتى الأول” فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر

محفورة فى الصخر، ويبلغ عمقها حوالى 30 متراً، ونقوشها على جانب كبير من الجمال ، وتخلل هذه النقوش فى بعض أجزائها رسوم بارزة كبيرة تُمثل الملك وهو يتعبد أمام الآلهة التى تستقبله وترحب به .

وتُعد هذه المقبرة المنحوتة فى صخر جبل وادى الملوك من أهم المقابر، لأنها تضم أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف. ومن أبرز ما فيها السقف الذى يبدو وكأنه يغطى العرش ويبين ما حظى به الإله “رع” من علاقة متميزة. وبعد بضع مئات من الأمتار ينتهى الدهليز إلى قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية. وقد أعد فى وسط هذه القاعة مكان منخفض لوضع تابوت الملك المصنوع من المرمر، وقد نُقل هذا التابوت إلى أحد متاحف لندن.

ويغطى هذا الجزء من القاعة قُبة، تبدو كالسماء وهى بلون أزرق قاتم معتم كالليل، وعليها أبراج الشمس المعروفة بشكل الحيوانات التى ترمز إلى تلك الأبراج ، وهناك قاعة مُلحقة صُنعت حولها مقاعد من حجر. وكان الغرض منها تخزين الأثاث . وجدرانها مُغطاة بنقوش جميلة تُمثل الشمس فى رحلتها إلى العالم .
وتوجد أيضاً حجرتان نقشت جدرانها بنقوش دينية مازالت ألوان بعضها واضحة. أما عن يمين البهو فتوجد حجرة جانبية أخرى نُقشت على جدرانها قصة هلاك البشرية .

مدينة الأقصر
مجمع معابد الكرنك

 

(مقبرة الملك أمنحتب الثانى) سابع ملوك الأسرة الثامنة عشرة بـوادى الملوك

تتألف من ممر شديد الأنحدار ينتهى ببئر كاذبة لتضليل اللصوص ولحماية المقبرة من الأمطار الغزيرة. وبعد هذه البئر توجد على اليمين غرفة جانبية، كما توجد قاعة أخرى خالية من النقوش فى مواجهة المدخل .
ويقع فى الناحية اليسرى منها ممر يؤدى إلى قاعة الدفن التى تحوى التابوت، وقد رفع سقفها على ستة أعمدة

ويظهر سقفها شبيهاً بالسماء فى زرقة لونه، وانتشار النجوم اللامعة فيه. أما الجدران فقد غُطيت بصور متقنة رُسمت بالألوان على أرضية صفراء . حتى أنه يخيل للناظر أنها مخطوطات من البردى محلاة بالصور ومعلقة على الجدران. ومعظم هذه النقوش عبارة عن مناظر ونصوص كتاب “ما فى العالم السفلى”.
وتتصل بهذه القاعة عدة حجرات جانبية أعدت لوضع الأثاث الجنائزى ثم استخدمت فيما بعد مخبأ لحفظ مومياوات بعض الفراعنة التى نُقلت إلى هذه المقبرة أيام الأسرة الحادية والعشرين بإشراف كبير الكهنة “بى نجم”.

– المراجع: العمارة في الدولة الحديثة، د/ ناجح عمر.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

 

 

إقرأ أيضاً :-

جوهرة المتاحف التاريخية

بداية مصرية لإستكشاف منابع النيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا