مقالاتالتاريخ والآثار

الثورات في العصر الروماني

بقلم : حسن محمد

 

لم يكد يمضي عام على الفتح الروماني لمصر حتى شبت ثورة في طيبة بسبب ضرائب جديدة كان الإمبراطور أغسطس قد فرضها قبل مغادرته لمصر عائدا إلى روما، وامتدت هذه الثورة إلى الدلتا ولكن الوالي الروماني تمكن من إخمادها بالعنف .
وفي عهد الإمبراطور كاليجولا (37-41م) بدأت سلسلة من الفتن كان أساسها الصراع بين اليهود والإغريق تم إخمادها والقضاء عليها، ولكنها تجددت في عهد نيرون (54- 68م).
وقد حاول بعض الأباطرة الرومان، ومنهم تيتوس وميتيانوس أن يكتسبوا ود أهل مصر، بإظهار الإجلال والاحترام للألهة المصرية ، وفعلا نعمت مصر ببعض السكينة والهدوء في عهد الإمبراطور نيرفا وأوائل عهد الإمبراطور تراجان ، ولكن ما لبثت نار الفتنة بين الإغريق واليهود أن ثارت مرة أخرى، وتطورت الأمور بسرعة وأصبحت المواجهة بين اليهود من جهة والسلطة الرومانية نفسها من جهة أخرى .

الفتح الروماني لمصر
الثورات في العصر الروماني

فقام اليهود بثورتهم الكبرى سنة 115م، والتي ظلت نارها مشتعلة قرابة العامين قُتِل خلالها الكثير من الرومان والإغريق والمصريين، وعمدوا إلى تدمير الطرق والمعابد والمباني وعلى تخريب الممتلكات والحقول، وأنتهت الثورة مع بداية حكم الإمبراطور هادريان الذي وجه عنايته إلى إصلاح ما أتلفته تلك الثورة .

وساد مصر بعض الهدوء في عهود الأباطرة الرومان التاليين وهم: أنطونينوس، بيوس، ماركوس أوريليوس، كومودوس، برتيناكس، سفروس .
ويعتبر القرن الثالث الميلادي من الفترات الهامة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، لما تميز به من أنه فترة إنتقال من الحضارة القديمة إلى حضارة العصور الوسطى .
من أبرز أحداث هذه الفترة: كثرة الإنقسامات السياسية، والتنازع حول العرش، وتدخل الجيش لتعيين أو عزل أو قتل الأباطرة ، وكان للمصريين نصيب من هذه الأحداث وكان موقفهم بصفة عامة هو مناصرة كل من دعى للعرش أو ثار على السلطة المركزية في روما، وذلك لإظهار كراهيتم الشديدة للحكم الروماني .

وتعتبر الفترة التاريخية الممتدة من عهد الإمبراطور كراكلا (211-217م) إلى عهد الإمبراطور دقلديانوس (284- 305م) من الفترات العصيبة التي كثرت فيها المحن والمؤامرات والإنقسامات والحروب الأهلية في معظم أنحاء الإمبراطورية الرومانية .

 

الفتح الروماني لمصر
الثورات في العصر الروماني

وفي منتصف القرن الثالث لاحظ الإمبراطور ديقيوس أن المسيحية قد زاد انتشارها وبدأ أنصارها يظهرون كقوة لها حسابها في الحياة العامة، فقرر القيام بحملة شاملة للقضاء على جميع أتباع الدين الجديد قضاء مبرما في أنحاء الإمبراطورية . بينما كانت الفترة التي أعقبت هذا الإمبراطور فترة تطاحن بين أدعياء العرش في روما، بينما ساد بعض الهدوء في مصر مما سهل للملكة زنوبيا ملكة تدمر “بالميرا” الإستيلاء على مصر عام 269م لمدة عامين فقط، ثم نجح الإمبراطور أوريليانوس ( 270- 275م ) في القضاء على نفوذ تدمر في مصر بل وأستولى على تدمر نفسها .
وغادر الإمبراطور أوريليانوس مصر وعهد بها إلى أحد قواده، وهو بروبوس لإخضاع قبائل البلميس، الذين كانوا قد توغلوا في جنول مصر، وظل بروبوس واليا على مصر قرابة الخمس سنوات ثم نادى به الجيش المصري إمبراطورا على روما (276- 282م) ولكنه قتل بواسطة جنود الجيش الذين قتلوا ثلاثة من الأباطرة التاليين له خلال عامين إلى أن تمكن من الأمر الإمبراطور دقلديانوس (284-305م).

 

– المراجع: تاريخ وآثار مصر في العصر الروماني، د/ محمد السيد، 2015.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد .

 

إقرأ أيضاً :-

جوهرة المتاحف التاريخية

بداية مصرية لإستكشاف منابع النيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا