مقالات

استمعي لطفلك أيتها الأم 

 

كتبت : آيات مصطفى

نعلم جميعا أن التربية تبدأ من البيت فأبنائنا مرآة لنا فكما نفعل هم أيضا سيتوارثون أفعالنا بشكل بديهي فهذب نفسك أولاً لتكون قدوة لأبنك ففي وسع الآباء أن يصوغوا مصير العالم وهذه آجل الأعمال على مر العصور .

فيا أيتُها الأم يجب أن تستمعي الى أبنائك ويا أيُها الأب يجب أن تتقرب من أبنائك فأبنك اليوم هو صديق الغد وهو من سيرعاك في المستقبل فكل منا يشكل حجر أساس في بناء صرح المجتمع فإذا كانت اللبنة قوية شمخ وعلا الصرح وإذا كانت اللبنة ضعيفة هشة خر الصرح وتهدم المجتمع وكما قال الشاعر “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ” .

وأفضل وسيلة نساعد بها أبنائنا نحن الذين سنترك لهم هذا القدر الهائل من اعمال لم تنتهي هى أن نكون على ثقة أننا أتحنا لهم جميع الفرص التي تربي في نفوسهم البصيرة والخيال والشجاعة فالبصيرة يرون بها الأمور على حقيقتها وبالخيال يستطيعون أن يحلموا بعظائم الأمور التي ينبغي أن تنال والشجاعة تدفعهم أن يحققوا تلك الاحلام .

ويجب ان ندرب اطفالنا على التفكير بأنفسهم لأنهم إن لم يمارسوا ذلك في بيوتهم فلن يتعلموه أبدا على الوجه الصحيح فكثير منا يصر أن يغرس في اطفالة أحكام وآداب توارثناها جيل بعد جيل غير منتبه بأن تلك الأمور المتوارثة اصبحت مثل الأثاث العتيق فالطفل بطبعه متطلع وباحث وجيل أبنائنا يستمد أغلب معلوماته وخبراته من الإنترنت والهواتف النقالة التي أصبحت في يد الصغير قبل الكبير وهذا الأمر يمكن أن يتحول إلي نقمة لأننا إن لم نساير أبنائنا ونتابعهم ونشاركهم أهتمامتهم فلا نعلم عن ماذا هم يتصفحون وأي مواقع يستمدوا منها أفكارهم فيجب أن نكون على قدر من الوعى وندرك أن أبنائنا ليسوا مثلنا لأن المجال مفتوح أمامهم من كل جانب فنحن لسنا القدوة دائما لأبنائنا كما كانت آبائنا قدوة لنا فالطفل منذ نعومة أظافره يشاهد ويتابع اليوتيوب والتيك توك وكثيراً من الأمور التي قد تكون غريبة علينا فأن تركناهم لهذة الاشياء كليا فقد فقدناهم و أفقدناهم هويتهم فيجب علينا متابعتهم وترشيدهم فأبنائنا هم نواة المجتمع فإن صحت النواة صح المجتمع .

ولقد اعتدنا أن نضع بين أيادي أطفالنا تلك المبتكرات المتقنة التي أنتجها اجتهاد الإنسان ليلهوا بها و ليتركوا لنا مساحة من الوقت نرتاح فيها من مسؤلياتهم دون أن نذكر لهم الجهود المبذولة في إنتاج تلك التقنيات وأن بأمكانهم أن يكونوا في يوم مثل هؤلاء المخترعين المشاهير فالمبتكر مارك زوكربيرغ أنشأ برنامج التواصل الإجتماعى فيس بوك وكان ما يزال طالب لم ينهى دراسته فلما لا تكون أبنائنا لديهم نفس المهارة فى الإبتكار ولديهم طموح لكي يغزو العالم به بدلاً من أن نتركهم لبرامج غير هادفة تغزو أفكارهم وتشتت عقائدهم .

وهذة رساله موجهه لكل أم يجب أن تستمعي إلى أبنائك وتوجهيهم بصفة مستمرة وأن تتعلمي معهم أمور الحياة فكل يوم تولد أفكار جديدة فيجب أن نساير أبنائنا فيها وكما قيل “لا تُكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم” فيجب أن تعلمي أيتها الأم أن إنصاتك لأبنك و ومشاركته أفكاره وأهتماماته هى أول الطريق في تكوين شخصيته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا