التاريخ والآثار

الأميرة المصرية الهاربه “سكوتا”

بقلم/ميرنا محمد.

أساطير إسكتلندية

تحمل داخلها معلومات تاريخية هامة جداً لا يعلمها الكثير من المصريين بالرغم من أن السبب له علاقة وثيقة بتاريخ مصر القديم الذى يجهله أغلب المصريين مع الأسف، ودعونا نبحث فى القصة الغير مؤكدة تاريخياً لكن أغلب الأثريين يؤكدون صحتها.

سكوتا وسكوتيا هي الأسماء التي أعطيت لابنتين أسطوريتين لملكين مصريين مختلفين في الأساطير الأيرلندية الأساطير الاسكتلندية والتاريخ الزائف على الرغم من أختلاف الأساطير يتفق الجميع على أن سكوتا كانت سلف الغايل الذين تتبعوا أسلافهم إلى الغزاة الأيرلنديين الذين يُدعون سكوتي الذين استقروا في أرجيل وكالدونيا وهي المناطق التي عُرفت فيما بعد باسم اسكتلندا بعد مؤسسها.

تتحدث القصة عن أميرة مصرية قديمة أسمها سكوتا لكن بأكثر من رواية أهمهما الروايتان اللتان سنقوم بسردهما كل رواية تنسبها لأب مختلف و كل رواية تحمل تفاصيل مختلفة لكن تتشابه كل الروايات فى النهايات و النتيجة ولنبدأ بالرواية الأولى، والتى سنأخذها من موقع Africa Resource وهى الرواية الأكثر أنتشاراً

تبدأ الرواية من عام 1955حينما كان الباحث الأركيولوجى دكتور شين ريردان من كلية ترينيتي بدبلن فى بعثة أستكشافية فى منطقة كومة الرهائن فى تارا بأيرلندا، وتم العثور على هيكل بشرى لأمير صغير لا يزال مرتدياً عقدًا نادرًا من خرز القيشاني المصنوع من عجينة من المعادن والمستخلصات النباتية، وبتحليل كربون 14 المشع ثبت أن عمر هذا الهيكل البشرى يعود لعام 1350 ق.م، وفي عام 1956 أفاد كل من توماس وستون أن خرز القيشاني كان مصرياً و ذلك عند مقارنته بالخرز المصرى سواء من ناحية التصنيع أو التصميم.

الزمن الذى حدده الكربون 14 المشع من خلال العقد تتزامن و تتشابه مع حكم الملك الشاب توت عنخ أمون لمصر و هو ما أكتشفه الباحثون وبدئوا في عقد المقارنات من خلاله ..
لورين إيفانز في كتابها “مملكة الفلك” كشفت عن الروابط الأثرية بين مصر وأيرلندا
إيفانز أكدت بأن الروابط بين المنطقتين البعيدتين كانت موجودة، وأن هناك أدلة أثرية تدعم هذه النظرية؛ ففي عام 1937 تم أكتشاف بقايا قارب قديم في شمال فيريبي بيوركشاير فى البداية كان يُعتقد أن القارب ما هو ألا سفينة طويلة للفايكنج تحطمت في عاصفة لكن فيما بعد أظهرت الأكتشافات المزيد من القوارب و بالدراسة ثبت أن كل تلك القوارب تعود لزمن أقدم بكثير من سفن الفايكنج وكانت من النوع الموجود في البحر الأبيض المتوسط حيث أثبت الكربون 14 المشع أن تاريخها إلى حوالي 1400 إلى 1350 ق.م.
ربطت إيفانز بين تلك القوارب، و الهيكل البشرى المُكتشف، خاصة أن العمر الذى أثبته تحليل كربون 14 المشع لكليهما كان تقريباً نفس الزمن، وأثناء تحقيقها في أصول شعب اسكتلندا من خلال مخطوطة باور. “السكوتشرونيكون” أكتشفت إيفانز قصة سكوتا الأميرة المصرية، وإبنة الملك التى هربت من مصر مع زوجها جايلوس، وعدد كبير من الأتباع الذين وصلوا في أسطول من القوارب الكبيرة لسواحل أسكتلندا حيث أستقروا في أسكتلندا لفترة من الزمن بين السكان الأصليين حتى أُجبروا على المغادرة؛ فأرتحلوا لأيرلندا حيث كونوا هناك مجتمعاً عرقياً سُمى “سكوتي” وأصبح ملوكهم هم ملوك أيرلندا و فيما بعد و بعد عدة قرون عادوا إلى أسكتلندا وهزموا البيكتس وأعطوا أسكتلندا اسمها الحالى المأخوذ من أسم الأميرة الهاربة سكوت ..
في سعيها لأكتشاف الهوية الحقيقية لـ “سكوتا” نظرًا لأنه لم يكن اسماً مصرياً، وجدت إيفانز في مخطوطة باور أن والد سكوتا يُدعى “أخنسريس” وهو نسخة يونانية من اسم مصري أكتشف إيفانز في عمل لكاهن مصري يدعى “مانيتو” ترجمة الأسم حيث لم يكن الملك أخنسريس سوى الملك أخناتون، الذي حكم في الإطار الزمني لعام 1350ق.م، وتعتقد إيفانز أن سكوتا كانت هى الأميرة ميريت أتون الأبنة الكبرى لإخناتون و الملكة نفرتيتي ..

نتيجة الصراع الدينى السياسى بسبب عبادة الأله أتون التى أدخلها الملك أخناتون و عبادة الأله أمون الموجودة من الأصل، والذى أستطاع كهنة أمون إعادة عبادته مرة أخرى بعد وفاة الملك أخناتون، وتولى زوج أبنته الثالثة الملك الشاب توت عنخ أمون من بعده قبلت الأميرة ميريت أتون الزواج من أمير أجنبى بدلاً من أن تكون زوجة للملك توت عنخ أمون، كما كان البروتوكول ينص، والفرار من البلد المتنازع عليه.

و كما هو مسجل فى سجلات “ليبور جابالا “ قُتلت سكوتا فى معركة أيرلندا في سليف وفقًا لمخطوطة باور و دُفنت سكوتا “بين سليب ميس والبحر“، وتم العثور على قبرها في واد يقع في منطقة جلينسكوتا.

تبدو كل تلك القصة مبنية فقط على مخطوطة باور بجانب الهيكل البشرى الذى تم أكتشافه فى تارا و القوارب الكبيرة المكتشفة فى يوركشاير للحكاية كما ذكرها الموقع لكن يبدو البناء التاريخى للقصة متماسك بشكل كبير، فهل فعلاً حكمت تلك الأميرة المصرية ميريت أتون أو سكوتا و زوجها المعتقد أنه يونانى الأصل أيرلندا و من بعدها سكوتلندا، و منحتها أسمها؟
أما القصة الثانية و التى سيكون مصدر فيها موقع Ancient Origins فتبدأ بملك يوناني اسمه جايلوس، وفي إحدى الروايات التي تتعلق بتاريخ أيرلندا يُعرف جايلوس باسم جودال جلاس و يقال إن كلمة “جايل” و هو اسم أحد الأعراق المؤسسة لأيرلندا مشتقة من اسمه وكان في الأصل من منطقة سيثيا بوسط أسيا ..

يقال أيضًا أن جودال جلاس عاش في زمن موسى، وأن موسى قام بشفائه عندما لدغتة حية كما وعد موسى جودال جلاس أنه لن يسكن أي ثعبان أو أي مخلوق سام آخر في الجزيرة الغربية التي ستعيش فيها ذريته يومًا ما فيما بعد تمت دعوة نيول أحد أحفاد جودال جلاس إلى مصر كمدرب من قبل الملك وتزوج في النهاية من إحدى بناته و تدعى سكوتاو يُقال إن اسم أسكتلندا و الأسم الروماني القديم لأيرلندا و هو “سكوتيا” قد أشتقوا من أسمها، ولاحقاً تم طرد نيول وسكوتا وأتباعهم من أرض مصر بواسطة الملك المصري لاحق فأبحروا فى البحر الأبيض المتوسط حتى وصلوا إلى إسبانيا ..

الأميرة المصرية الهاربه "سكوتا"

خلال حكم أحد الأحفاد لنيول، وسكوتاو الذي كانت زوجته بالمصادفة أبنة الملك المصري، وتحمل أسم سكوتا أيضاً سٌمع عن أيرلندا واعتقدوا أنها الجزيرة التي توقعها موسى لسلالة جايلوس أو جودال جلاس، وعلى الرغم من وفاة ميلسيوس في إسبانيا وصلت زوجته وأطفاله لأيرلندا واستقروا بها في نهاية المطاف

هذا التصور الأسطورى لأصل الأيرلنديين يتشارك معهم فيه الأسكتلنديين لكن بالنسبة للأسكتلنديين لم تنته القصة في أيرلندا، حيث سافر أحفاد نيول وسكوتا إلى الساحل الغربي لاسكتلندا، وقاتلوا وهزموا البيكتس، وأصبحوا الشعب الاسكتلندي هذه النسخة من النسب الاسكتلندي مكتوبة أيضًا في “إعلان أربروث”، وهي وثيقة هامة كتبها عام 1320 بارونات ونبلاء أسكتلندا، كانوا يطلبون فيها تدخل البابا نيابة عنهم خلال حروب الاستقلال وتم ذكر هذه النظرية عن نشأة أسكتلندا فيه كحقيقة فعلية ..

للرواية بعض الصيغ الأخرى، كلها تبدأ من مصر وكلها تنتهى بسكن أحفاد الأميرة سكوتا أياً كان اسمها الحقيقى لأيرلندا، وأسكتلندا وتبدو أن للقصة جذور من الحقيقة، وفي النهاية غير مستبعدة وخاصة مع تأكدنا من وصول المصريون القدماء للأردن ومشاركتهم في بناء مدينة البتراء ووصولهم لأمريكا الجنوبية عن طريق مراكب الشمس وتشابه بعض من الأثار فى البلدين فغير مستبعد أن يصل المصريون القدماء لأسكتلندا وأيرلندا، ومن المعروف أن أغلب دول شرق أوربا أيضاً تكونت من الهجرات الهندية الأولى فليس مستبعد أن يكون المصريين القدماء أصل أيرلندا وأسكتلندا.
– المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا:-

التحنيط في مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا