التاريخ والآثار

إطلالة تاريخية عن المتحف المصري

كتب: حسن محمد

لاشك أن المتحف المصري من أهم الأماكن الأثرية التي يرشحها الجميع لزيارته سواء كان دارسا، مهتما بعلم الآثار أو لا، وهو من الأماكن التى تحظى على إقبال من السائحين من كافة بلاد العالم. فهيا بنا ننظر سريعا على تاريخ إنشاء المتحف المصري.

الموقع الحالي للمتحف المصري:

 

يقع في قلب العاصمة المصرية “القاهرة” بالجهة الشمالية لميدان التحرير

إطلالة تاريخية عن المتحف المصري

الإنشاء:ـ

أُنشئ المتحف المصري بواسطة جهود المهتمين والمتخصصين بالآثار الفرعونية والمصرية وذلك بعد تراكم كم كبير من الآثار المكتشفة والتفكير في حجمها بمكان واحد يليق بها، لذا فقد أصدر حينها محمد علي باشا والي مصر فرمانا بتخصيص وإنشاء متحف في منطقة الأزبكية والتي ضم بين جدرانها مجموعة من الآثار التي كانت حينها موضوعة بطريقة عشوائية وبدون تسجيل أو توثيق وهذا الكلام يعود إلى عام 1836 تقريبا. وبسبب عدم المنهجية في التدوين والتوثيق قام بعض خلفاء محمد علي باشا بإهداء كم من هذه الآثار لعدد من ملوك وأمراء أوروبا، لدرجة أن عددها تقلص حينها إلى عدة مئات من القطع استوجب نقلها وتخزينها في القلعة ”قلعة صلاح الدين“، التي زارها حينها دوق النمسا “ماكسيمليان” بصحبة الخديوي سعيد وما إن رأها الدوق النمساوي وأعجب بها حتى أهداها له، وكان ذلك في سنة 1843 تقريبا. وبقى الحال على ما هو عليه من تصرف بالآثار المصرية وعدم توثيق وتدوين حتى قام رجل مهتم بالآثار المصرية واسمه “مارييت” وآخر اسمه “شامبليون” في طلب إنشاء متحف للآثار في منطقة بولاق، وفيه تمت عملية تسجيل وتدوين الآثار الواردة إليه وكان ذلك في سنة 1853 وهي سنة توثيق الآثار. إلا أن متحف بولاق كان يعاني من مشاكل فيضان النيل وغرق الآثار الموجودة فيه، فنوقشت عملية تغيير مكان المتحف وتم حينها اختيار المكان الحالي للمتحف والذي شيد وصمم خصيصا لهذا الغرض.
ولحين إكمال بناء المتحف وملحقاته، فقد تم نقل الآثار من متحف بولاق وتخزينها في منطقة الجيزة، وتم وضع حجر الأساس للمتحف سنة 1897 كما تم إكمال بنائه سنة 1900 وافتتح للزوار رسمياً في 15 نوفمبر 1902 وقد ضم حينها 8 آلاف قطعة، وقد تجاوز عددها حاليا ل 160 ألف قطعة.
صمم المتحف على الطراز الكلاسيكي، ولم يحو أي تأثيرات للفن المصري القديم والمعابد المصرية القديمة سوى تصميم قاعاته الداخلية، التي تحاكي المقصورات في المعابد المصرية القديمة.

واجهة المدخل:

مدخل المتحف محاط بعمودين من الأعمدة اليونانية مثل التي في معبد فيله، ويعلو المدخل تمثال نصفي للإلهة حتحور مصورة كأنثى بقرنين وبين القرنين قرص الشمس، وعلى جانبي المدخل تمثالين للإلهة إيزيس وهي ترتدى زي إغريقي وفى الجزء العلوي على اليمين وعلى اليسار كتبت الأعوام 1897 و1901 في إشارة لبدء العمل ونهايته.

إطلالة تاريخية عن المتحف المصري

مبنى المتحف:

يتكون المتحف من طابقين رئيسيين يحتوي الطابق الأرضي على الآثار الثقيلة من توابيت ولوحات وتماثيل ضخمة وكبيرة مصنوعة من حجر جيري ورملي، مثل تمثال رمسيس الثاني، وسنوسرت، وخفرع، أبو الهول واخناتون وحتشبسوت.
أما الطابق العلوي فيضم آثار عصر الدولة الحديثة، وأشهرها مجموعة الفرعون الصغير، أو الذهبي “توت عنخ آمون”، بالإضافة إلى قاعتين للمومياوات الملكية، القاعات الداخلية فسيحة والجدران عالية ويدخل الضوء الطبيعي من خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضي، أما ردهة المتحف الوسطى فهي أعلى جزء من الداخل حيث عُرضت فيها الآثار مثلما كانت موجودة في المعابد القديمة. وقد روعي في المبنى أن يضم أي توسيعات مستقبلية، كما يتناسب مع متطلبات تسهيل حركة الزائرين من قاعة إلى أخرى.

المراجع المستخدمة:-

– المجلس الأعلى للآثار، كتاب المتحف المصري.

المراجعة اللغوية:- ناريمان حامد

إقرأ أيضًا:-

هرم مصر الرابع

الموروث في مجال زيارة الأماكن المقدسة والحج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا