التاريخ والآثار

أسرار وخبايا من العالم الآخر

بقلم/ بسنت محمد بكر.



عرف عن المصريين القدماء الإيمان الشديد بوجود أسرار وخبايا من العالم الآخر، وتقديس السحر والتعاويذ الدينية لحماية المتوفي ملكًا كان أو فرد من عامة الشعب؛ وحيال ذلك تم وجود العديد من الكتب والنصوص والتعاويذ الخاصة بأسرار وخبايا العالم الآخر في رحلة المتوفي إليه، سيتم سردها في هذه المقالة مع التعريف بنبذة مختصرة عن كل منها، وتوضيح الأختلافات فيما بينها.

(الإيمي دووات ìmy duat)

معناه حرفيا “ما يوجد في العالم الآخر”
وهو تعبير حديث لكتاب نصوص أبدية ملكية قديم يُعرف بـ “كتاب الغرفة السرية” يتكون من 12 جزء بعدد ساعات الليل التي يغيب فيهم الإله رع “إله الشمس” ويذهب للمتوفي في العالم الآخر، وتتم رحلة للقضاء علي الثعبان “أبوفيس ” وهو أقدم النصوص علي مقابر وادي الملوك في الدولة الحديثة

أسرار وخبايا من العالم الآخر.
                     أسرار وخبايا من العالم الآخر.

( كتاب البوابات)

من كتب النصوص في العالم الآخر أيضًا،
وهو يشبه الإيمي دووات إلي حد كبير؛ حيث يضم قوائم لآلهات الإيمي دوات، وهو سمي كذلك لأنه يعبر عن بوابات العبور إلي العالم الآخر، وعلي المتوفي أن يكون علي علم بأسماء هذه البوابات وحراسها حتي يستطيع العبور منها لعالمه الآخر.

(كتاب الكهوف)

ينقسم في هذا الكتاب العالم الآخر إلي 6 أجزاء، وتم إنشاؤه خلال عهد الأسرة التاسعة عشر، وسمي كذلك لأن أجزاؤه مصورة في كهوف وحفرات مظلمة يمر فوقها إله الشمس ومستمدة من الساعة الثامنة من كتاب الـ” الإيمي دووات”، وفي نصوصه إبتهالات للإله أوزيريس.

(نصوص الأهرام “متون الأهرام”) أسرار وخبايا من العالم الآخر. 

من أشهر المصطلحات من النصوص التي تخص خبايا العالم الآخر لدي المصري القديم، تمدنا بأقدم مصدر وصل إلينا عن التفكير والعقل البشري عند الأقدمين، وهي أقدم نصوص تم العثور عليها علي مقابر الأسرتين الخامسة والسادسة في عهد الدولة القديمة، وهي ليست قاصرة علي تلك الفترة فقط بل وجدت بها نصوص تعود لعصور ما قبل التاريخ ونصوص تعود لفترات لاحقة، وهي تؤكد للملك مكانته بين آلهة السماء، وبها صيغ من نصوص تتفق مع نصوص التوابيت وكتاب الموتي وأخري تختلف معهم.

(كتاب البقرة السماوية)

إسم عمل يرجع لفترة الرعامسة، ومن أهم كتب النصوص في أسرار وخبايا العالم الآخر في المصرية القديمة لأن ما يسجله هو محاولة إله الشمس لإبادة الجنس البشري، ثم أسفه علي ذلك، ثم بعد ذلك يتم إنسحابه للسماء.

أسرار وخبايا من العالم الآخر.
                       أسرار وخبايا من العالم الآخر.

(نصوص التوابيت)

بذكر نصوص التوابيت نكون قد بدأنا بالحديث عن كتب النصوص الخاصة بالأشخاص العاديين وليس الملوك، فهي علي عكس نصوص الأهرام كانت في الدولة الوسطي وكانت تنقش علي توابيت الأفراد في تلك الفترة، ولكن أهميتها تكمن في أنها توفر معلومات وافية عن عقائد المصري القديم في الأبدية، وكانت عبارة عن مجموعة من التمائم والتعاويذ السحرية المختلفة.

أسرار وخبايا من العالم الآخر.
                   أسرار وخبايا من العالم الآخر.

(كتاب الموتى).

تكمن أهميته في أنه يصور الحساب في العالم الآخر أمام الإله أوزير، وكيف يتم وزن قلب الإنسان في كفة وفي الكفة الأخري ريشة الماعت في ميزان العدالة لكي يتم حسابه، وهل سوف ينعم بحياة طيبة في العالم الآخر أم سوف يتم عقابه.
هو ليس نص فعلي كامل ولكن كان عبارة عن مجموعة من التعاويذ في صيغ عديدة، عند ذكره في كتب النصوص لدي المصري القديم يجب التنويه علي أنه كان عبارة عن لفافة من أوراق البردي توضع في مقابر الأشخاص العاديين أيضًا ولكن خلال عصر الدولة الحديثة.
كان غرضه التأكيد علي أهمية السحر في حفظ حياة المتوفي أثناء رحلته إلي الأبدية، ومن هذا الكتاب استطاع الباحثون تحديد آمال ومخاوف المصري القديم في تلك الرحلة.

(كتاب الأرض)

يتعلق هذا الكتاب برحلة الشمس الليلية إلي العالم الآخر، وفيه نجد مناظر الأربعة أجزاء التي يتكون منهم تتنوع ما بين مناظر لأقراص الشمس، وتوابيت، ومقابر، وكهوف، وبداخلها جثث مقدسة.

(كتاب السماوات)

ظهر هذا الكتاب في عهد الرعامسة ويتحدث عن معالم السماوات وما يتعلق بها.

(كتاب النهار)

ظهر في عهد الرعامسة أيضًا، يجمع بين نص مصور للدورة الشمسية وقوائم الآلهة، ويتميز بأن هذه الرسومات عليها نقوش مجرد تعليقات وليست نصوص مطول.

(كتاب الليل) 

يعد هو وكتاب النهار وجهان لعملة واحدة، ظهر في عهد الرعامسة، ويعبر عن الرحلة الليلية للشمس ولكن عبر جسد الإلهة “نوت” حيث تبتلع الشمس بآخر النهار وتلدها في الصباح.

(كتب العالم الآخر)

عند قول كتب العالم الآخر لا نعي بذلك كل تلك الكتب الخاصة بالأبدية، ويعد هذا خطئًا وهذا لأن ذلك المصطلح يعبر عن تعريف مجموعة كاملة من كتب النصوص الخاصة بالملوك، علي عكس كتاب الموتي الخاص بالأشخاص العاديين، ويضم في نصوصه نصوص كتاب” الإيمي دووات، الكهوف، البوابات، الأرض”.

وفي النهاية ما يسمي بـ” ابتهالات رع”.

تزامن ظهور تلك النصوص مع ظهور نصوص الإيمي دووات في منتصف الأسرة الثامنة عشر، تلك الابتهالات تمثل جزأين، الأول منها تهليلات للإله رع تحت 75 اسم، والجزء الثاني ابتهالات للملك يتخذ فيها شخصيات الآلهة المختلفة والتي أهمها الإله رع.
وبهذا يكون قد تم توضيح الفرق بين كتب ونصوص الأبدية لدي المصري القديم، ورغم أن المصري القديم لم يكن يعلم بوحدانية الله ولكنه أدرك العالم الآخر والموت وعمل لحياته في الأخرة أكثر من دنياه.

أسرار وخبايا من العالم الآخر
أسرار وخبايا من العالم الآخر

 

مصادر المقال/

1- إريك هور نونج، وادي الملوك. أفق الأبدية. العالم الآخر لدي قدماء المصريين، ترجمة “محمد العزب موسي” مكتبة مدبولي، القاهرة، 1996م.

2-چيمس هنري بريستد، فجر الضمير ، ترجمة د. سليم حسن، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000م.

-المراجعة اللغوية: ناريمان حامد 

 

إقرأ أيضًا:-

التحنيط في مصر القديمة

نبذة تاريخية عن إبداع معبد الكرنك

وادي الملوك وسبب اختيار هذا المكان 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا