التاريخ والآثار

وادي الملوك وسبب اختيار هذا المكان

بقلم الباحثة الأثرية/ كنده اشرف الحناوي

أتخذ ملوك الدوله الحديثة مدينة طيبة عاصمة لهم وفضلوا المناطق الجبلية المعروفة الآن باسم “وادي الملوك” مكاناً مختاراً لحفر مقابرهم ولم يختاروا هذه المنطقة عبثاً ولم يفضلونها بطريق الصدفة فنحن نعرف أن المصري القديم قد وجه كل عنايته للمحافظة على الجسد فحنطوه ووضعوه في مكان حصين أمين و منيع .
فكانت حجره الدفن في الدولة القديمة تحت الهرم فكان ملفت للأنظار ودليل مادي ملموس على القبر الملكي ولم يحقق الغرض الذي شيد من أجله وهو وقاية جثمان الملك والحفاظ على كل ما يوضع فيه من ذخائر ونفائس
أما ملوك الدولة الوسطي شيدوا أهرامات صغيرة نسبياً وقاموا بتعقيد الممرات الداخلية الموصلة الي حجرة الدفن داخل الهرم ولم تنجح ايضا هذه الطريقه في حماية جثمان الملك وما بداخل الهرم من أثاث جنائزي.
لذلك اصبح واضح لملوك الدولة الحديثة ان الطريقتين السابقتين لم تمنع اللصوص من المحاولة سرقة مقابر الفراعنة
لذلك كان من الضروري البحث عن طريقة أخرى على أمل حفظ جثمان الملك أو الملكة في مكان أمين ولهذا لجأ ملوك الأسرة الثامنة عشر وخلفائهم من بعدهم إلى نقل مقابرهم في تكتم شديد في صخر الجبل مخفية وراء الهضاب في وادي في طيبة الغربية اصطلح على تسميته “بوادي الملوك” وكان الوادي في ذلك الوقت منطقة لا يطرقها إنسان أو حيوان، جدباء ليس بها ماء ولا نبات فكانت أحسن مكان لإخفاء المقبرة.

أول من اتخذ وادي الملوك مقراً لمقبرته هو الملك “تحتمس الأول” وكان في هذا الوقت منطقة جرداء لذلك أختارها وأمر بأن تنقر في صخر الجبل فيها مقبرته ويبدو أنه تكتم في البداية سر بناء مقبرته بدليل النص المنقوش على لوحة المهندس “انيني” والمحفوظة في مقبرته بمنطقة شيخ عبد قرنه في البر الغربي في طيبة.

أطلق الإغريق على مقابر ملوك الدولة الحديثة إسم syringes وتعني “مزمار الراعي”
حيث أختلف العلماء والرحالة على عدد المقابر الموجودة في وادي الملوك فقد ذكر “استرابو” عالم الجغرافيا الاغريقي أن وادي الملوك به ٤٠ مقبرة تستحق الزيارة، أما “ديودور الصقلي” فقد أشار إلى ١٧ مقبرة فقط، وأشار الرحال الإنجليزي “ريتشارد بوكوك” الذي زار مصر إلى ١٤ مقبرة فقط، ويعتبر هو أول من كتب عن مقابر وادي الملوك في الدولة الحديثة، وتذكر بعثة نابليون ١١ مقبره فقط، ويشير “بلزوني” الي ١٨ مقبره فقط.
أما التعداد الحالي المقابر المكتشفة بوادي الملوك فيصل إلى ٦٢ منها المقابر الملكية وغير الملكية.

تتكون المقبرة الملكية في وادي الملوك من ممرات ودهاليز وغرف نحتت في صخر الجبل تعترضها بعض الآبار أما جدران المقبرة فكانت مسرحاً للمناظر والرسوم والنصوص الدينية المختلفة أغلبها من كتاب “ما هو موجود في العالم الآخر” وكتاب “البوابات” و كتاب “الكهوف” كتاب “الموتى” بجانب بعض الطقوس الدينية مثل “طقسة فتح الفم”.

وادي الملوك وسبب اختيار هذا المكان
وادي الملوك وسبب اختيار هذا المكان

المراجعة اللغوية: ناريمان حامد.

إقرأ أيضًا

أسرار وخبايا من العالم الآخر

التحنيط في مصر القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا