مقالات

قضايا قتل الأزواج بين المرض النفسي والمراهقة الزوجية

كتبت: ماجدة مسلم

في الآونة الأخيرة ..تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الإجتماعي ..كم هائل من قضايا قتل الأزواج لزوجاتهم بدءًا من طبيب يقتل زوجته بالطعن 11 طعنة في مناطق متعددة من أنحاء جسدها؛ تلك القضية التي هزت أرجاء المجتمع المصري بأكمله
فر الطبيب هاربا فور وقوع الحادث. فأمرت النيابة بالقبض على المتهم ومباشرة سير التحقيقات؛ قضايا قتل الأزواج بين المرض النفسي والمراهقة الزوجية.

قضايا قتل الأزواج بين المرض النفسي والمراهقة الزوجية
قضايا قتل الأزواج بين المرض النفسي والمراهقة الزوجية

وجدير بالذكر أن المرأة في مصر تعاني وضعًا هشًا ومريرا من ظلم وقع عليها من أهلها وإجبارها على الحياة مع زوج وهي ربما تكون مهددة بالمخاطر الحياتية التي قد تصل إلى القتل والدماء ، فأصبحت فريسة لدماء قتل زوجها في أي لحظة غضب،عقب نشوب مشادات كلامية بينهم.

 

تداولت آراء السوشيال ميديا على هذه الحوادث وعقبّ كثير من الفتيات على انتشار قضايا القتل؛ بتعليقات مثيرة للضحك والبكاء في آن واحد مما أدى إلي اختلاف النظرة إلى الزواج من الجيل السابق إلى الحاضر

وكان التعليق الأبرز دهشه هو “أتزوج عشان اتقتل بسكينة ؟!”

يعيشون معًا تحت سقف واحد و إذا بطرف يخون الآخر ويفكر في التخلص منه. ماذا يعني التخلص بذلك ؟
أما عن التخلص من الآلام التي بداخل الطرف الثاني فلا تشغل بال أحدهم.

سكينة باردة قتلت الأحلام:

 

لحظة نشوب الخلاف تقول؛ أصعب ما في الأيام، وأمام نظرات عيني لا شفاعة لذلة لسان أو كلمة جرحتك وتقتل عشرتي بسكين باردة وتلمة مزقت الوفاء والإخلاص والحياة الجميلة التي كانت تنتظرنا.

العائلة هي الستر والغطاء في آن واحد، لكن، عندما يقوم الشاب ببناء هذه الأسرة وتكوين العائلة بلا أي مجهود أو جهد مادي من دخله الخاص؛ يهدر هذا التكوين أو الكيان الذي أنشأه بسهولة ، ويضطر إلى الانتقام بالضرب المبرح أو اللسان بدلا من حلول يرضاها الدين ، ويكون أهم أسبابها المادية وعدم الموازنة في طريقة الصرف لكلا منهم.

أحد أهم الأسباب التي نقف عليها عدم تحمل مسؤولية المنزل من أحد الطرفين وتفويضها لطرف واحد مما يشعر بالكلل والضغط من إهمال الآخر

تهميش الأسباب الحقيقية التي تتضمن المشاكل بين الأزواج وعدم الاعتراف بالخطأ من الطرف المسؤول عن المشكلة

ضيق الحال بالأزواج واللجوء إلي القتل هل ذلك يرجع إلى أمراض نفسية؟

كشف الدكتور أحمد هارون استشاري الطب النفسي والعلاج النفسي، الزوج يقول لزوجته أنتِ اعظم انتصاراتي، وأجمل اختيارات حياتي بينما يبدأ العنف الأسري بشخص يعنف الطرف الآخر يصل لمرحلة الإساءة الجسدية ، وعلي الجانب الآخر، تتواجد المقدمات اللطيفه بينهم علي السوشيال ميديا ويوجد فيها شكل من الحميمية وليس من الضرورة هذه الحالات تخرج عن دائرة العنف الأسري أو الإساءة الزوجية والتي قد تصل إلى القتل أحيانا

فإذا ما تحول الزواج من أنه سكن للاثنين إلى مسكن يجمعهم، أصبحت هذه الشراكة يمكن أن تفترض أسوأ شيء يتم بينهم قبل أن يبدأ ؛ من افتراضات سلبية يبنيها العقل الباطن .

وذكر”استشاري الطب النفسي” التصرفات الناتجة لدى الشخص هي التي تحرك العقل الباطن وتظهره وتجعله عقل حاضر تسمي الحيل الدفاعية Defense Mechanisms ، ويحدث تكنيك يسمي “الإزاحة” وهو :الشخص الثاني أو الزوج تم شحنه نفسيًا طوال اليوم بضغط نفسي رهيب سواء من المدير في الشغل أَو أحداث تراكمية حدثت معه على مدار اليوم مما أدى بعدم تفريغها إلى كبت نفسي رهيب.

“الكبت النفسي يحدث بشكل لاشعوريًا،وعندما يظهر موقف يسهل فيه تفريغ الإنفعال يحدث تكنيك الإزاحة”

ويدعي” الازاحة” وهو زحزحة الإنفعال من مصدره الأصلي إلى مصدر بديل أو موقف يسهل تفريغ المشاعر المكبوتة فيه

ويضطر الزوج أن يهاجم زوجته بالمشادة الكلامية أو الإساءة الجسدية وهنا ما يحدث أن العقل الباطن يهاجم المدير الذي عنفه وليس زوجته ولكن، وقع الفعل على زوجته. مما يحصد عدد من الآلاف من نفس الموقف على مدار اليوم

اختتم “هارون” كلامه قائلا؛ معظم المتزوجين لا يعرفون كيف يتعامل الزوج مع زوجته ، ولا الزوجة تعرف كيف تتعامل مع الزوج؟

تكمن النتيجة في مسارين إن لم تكن مشاكل نفسية تصيب أحد الطرفين تصبح مشاكل سلوكية تصيب الأطفال ، مما يترتب عليه إنتاج جيل لا يعرف كيف يعيش مع أب، أو بالكاد يعيش مع والد ولا يستطيع أن يستمتع بأم ..بالكاد يعيش مع والده

إنهاء هذه المسألة الجدلية بين الأزواج وعدم التحمّل والأعصاب المشدودة:

يلجأ الزوجان سواء الذين أحسنوا الاختيار أم لم يحسنوا الاختيار.. إلي العلاج الزواجي أو الإرشاد النفسي، ونصح “هارون” هولاء بمشروع رخصة الزواج قبل الإقدام على الزواج ووجود التدريس والتدريب الإجباري والتوعية الإلزامية لكل المقدمين على الزواج

كذلك أوضح الدكتور زياد السعدون، دكتوراة في الفقه المقارن طلاق وأحوال الشخصية، أن المراهقة الزوجية وأهم علاماتها عدم الاهتمام بشريك الحياة من خلال جرح مشاعره من دون مبالاة، الاهتمام بالأصدقاء أكثر من شريك الحياة، عدم تحمل المسؤولية، الاهتمام بكماليات حياتية تخصّه، ويهمل أساسيات حياتية تخص البيت أو شريك الحياة، اتخاذ قرارات مصيرية بسبب مواقف تافهة

وأضاف سعدون، أن قضايا قتل الأزواج موجودة منذ الأزل، ولكن السوشيال ميديا عملت علي أظهارها مجددًا في هذا الوقت تحديدا؛ مما سبب جدل واسع بين المصريين وباتت حديث الجميع ، وكذلك عملت الدراما المصرية علي تغذيتها في أذهان وعقول الجميع وأصبح القتل في المسلسلات وتمثيل الجريمة أمام المشاهد أمرا عاديا.

و في هذا الصدد تقول استشاري تحفيز” شريهان حسن” : يوجد أسباب عديدة للشخص الذي يختار الإساءة الجسدية والقتل لأنه ربما تعرض لضغط نفسي شديد أو نوبة غضب نتيجة لضغوط متتالية من أحد الطرفين، فالشخص الآخر فقد أعصابه وقدرته على التفكير المنطقي عند المشكلة أو الخلاف الزوجي ، ويوجد سبب للقتل هو تعرض الشخص الآخر لهجوم شرس جدًا، فيضطر الطرف الثاني للدفاع عن نفسه وفي لحظة الهجوم يغيب العقل ويسطر جزء من المخ يسمى العقل المبدئي

في هذا الصدد؛ أهم سبب للقتل هو وجود مرض الاضطراب النفسي لأحد الطرفين وعند تعرض أحدهم لـ إساءة جسدية أو مشادة جسدية علي أثرها يقاوم الطرف العنف بكل قوته.. فإذ فشل في المقاومة، تحدث جريمة القتل.

واستطردت حديثها قائلة: الذي يحكم العلاقة ليس التكافؤ بين الأزواج سواء على الجانب المادي، التعليمي، الثقافي وحسب ولكن، يرجع ذلك إلى وجود ضغط نفسي شديد متتالي من أحد الأطراف والهجوم من أحد الأطراف على الآخر، و السلوكيات والأساليب التي تحكم طريقة العيش بين الطرفين

وأشار محامي الأسرة بمحكمة كفر الشيخ، أغلب قضايا الخلع التي تقدمها النساء أسبابها الضرب المبرح والشتائم وعدم تحمل المسؤولية للزوج تجاه بيته، وأنهن لجأن إلى المحكمة لتنجدهن من ضرب أزواجهن وعلى أساسها تقوم الموكلة برفع القضية وضمان أغلب حقوقها المادية، متعة، نفقة، طلاق لأحد الأسباب .

وقالت “نهلة” اسم مستعار، انهال زوجي عليّ بالضرب المبرح حتى كنتُ ألفظ آخر أنفاسي في يده إلي أن لحقني أحد الجيران نتيجة الاستغاثة المتكررة بهم قاموا بإنقاذي وإفلات جسدي من وحشية يده ،وأكملت؛ عند نشوب خلاف مع زوجي يقوم بتكسير البيت والشيء الذي أمامه ويقوم بإلقائها عليّ، اتجنب هذه الأشياء حتي لا أصاب بجروح بالغة؛ لولا ستر الله عند كل خلاف لكان من الممكن أن أكون مصابة حد الموت،

وقالت “أنا المتحملة أعباء المنزل وجميع الضغوطات النفسية جميعها علي عاتقي، ولم أجد سبب كافٍ لهذه الأفاعيل التي يفعلها فأنا أعيش رعب الموت، ورعب الحياة، وتحملي لأجل أولادي .

علاوة علي ذلك؛ قد كانت أغلب قضايا الأسرة والنفقة تتحول إلى جنايات وقتل، لولا النساء تقدمنّ بقضية لإيقاف العنف الزوجي قبل ما تحدث جناية قتل

وفي النهاية.. أود أن أقول أنه بات العنف الجسدي موجودا في كل بيت وبكثرة، ويطال فئة المتعلمين وغير المتعلمين ولا بد أن نضع قانون رادع ونسدل الستار على هذه القضايا كي تأخذ جزاءها العادل ويتم التكاتف من الجميع لإيقاف العنف و إيقاف قتل الأزواج في المجتمع المصري.

أقرأ أيضاً :

اكسر ضلعه !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا