التاريخ والآثارمقالات

قصر الأمير طاز

بقلم : بسنت محمد بكر

 

القصر المملوكي الوحيد الباقي إلي الآن بجميع عناصره المعمارية والتي بدورها تدل علي مظاهر الحياة اليومية بالقصور المملوكية، هو الأول من بين القصور المملوكية الذي ينزل له السلطان من حكمه لافتتاحه، لازال محتفظًا بشموخه ويروي لنا تاريخ عدة عصور، ألا وهو قصر الأمير طاز (الأمير سيف الدين عبد الله طاز بن قطغاج)، والذي لم يقم به إلا ثلاث سنوات وبضعة أشهر ..

القصور المملوكية
قصر الأمير طاز

 

التعريف بالأمير
هو أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وساقيه (أي يشرب من أي مشروب سوف يشربه السلطان حتي يتأكد من أنه خالي من أي سموم أو أضرار من المحتمل أن تصيب السلطان فتصيبه هو بدلًا منه)، وبدأ نجمه في السطوع في عهد أولاد الناصر محمد بن قلاوون، حتي أصبح في عهد ابنه “المظفر حاجي” أحد الأمراء الستة ممن كانت في أيديهم زمام الدولة والحكم، وتزوج من أخته الأميرة “خوند زهرة ” ابنة الناصر محمد بن قلاوون ، وتم تشييد هذا القصر للاحتفال بهذا الزواج عام 1352م.

القصور المملوكية
قصر الأمير طاز

التعريف بالقصر (موقعه وأهميته التاريخية)

يأخذ القصر مكانه بقلب القاهرة التاريخية بشارع السيوفية بمنطقة الخليفة بالقلعة علي مساحة تبلغ 8 آلاف متر مربع، له واجهتين أحداهما تطل علي شارع السيوفية والأخري تطل علي حارة الشيخ خليل، تولي الأمير “منجك” عمارته، يتمتع هذا القصر بالتميز منذ اختيار موقعه، وبني علي أنقاض بيوت اشتراها الأمير طاز من أصحابها؛ ليصبح شاهدًا علي أحداث تاريخية عدة، منها إزاحة المماليك عن الحكم وتولية السلاطين أبناء الناصر محمد بن قلاوون، شاهد علي العصر العثماني؛ حيث اُتخذ مقرًا له، ثم تحول بعد ذلك لإقامة المعزولين من الحكم من البشاوات وكبار رجال الدولة، وفي عهد الأمير”أغا” قام بقطع جزء منه وحوله إلي سبيل مياه وفوقه كتاب لتحفيظ القرآن الكريم، ثم لنراه يستخدم كـ مدرسة حربية في عهد الأمير محمد علي، وفي الحقبة الخديوية تحول لمدرسة أيضًا ولكن لتعليم الفتيات بإشارة من علي باشا مبارك ..
تعرض للتلف أيضًا في زلزال 1992م، ثم انهار الجدار الخلفي منه عام 2002م، وبدأت الجهات المعنية بعمليات ترميم له آنذاك لإصلاح تلك التلفيات، وصاحب عمليات الترميم العثور علي كثير من الاكتشافات الأثرية.

القصور المملوكية
قصر الأمير طاز

التخطيط المعماري للقصر

هو عبارة عن فناء كبير في الوسط خصص لحديقة ويتوزع من حوله من الجهات الأربعة المباني الرئيسية والفرعية للقصر، أهمها جناح الحرملك (مكان إقامة الحريم أو النساء) والسلاملك ( مكان الرجال والمبني الرئيسي للاستقبال)، ثم التوابع والاسطبل، وينقسم الفناء إلي جهة قبلية وجهة بحرية ..
الحرملك يوجد في الناحية البحرية ينقسم إلي 3 أقسام (إيوان رئيسي وإيوان مقابل ويتوسطهم نافورة)، والإيوان الرئيسي علي جانبيه حجرتين إحداهما سقفها مزخرف بشكل الكأس(نسبة إلي وظيفة الأمير كـ ساقي) وحولها ألقاب الأمير، وملحق بالحرملك 3 حجرات عبارة عن حمامات باردة ثم دافئة ثم ساخنة وبها المغطس وجميعها مغطاة بزجاج ملون لوظيفتين إحداهما معمارية وأخري زخرفية ..
أما السلاملك فهو عبارة عن مساحة مستطيلة تطل علي الصحن، وخلفه حجرات عبارة عن ملاحق وغرف للمبيت، وتم تخصيص الدور الأرضي منه للحراس والمقعد العلوي لاستقبال الضيوف وإقامة الحفلات لهم والموسيقي والغناء.
وفي الجهة القبلية كان يوجد الإسطبل، والقاعة الملحقة به والمخازن، وأحواض الدواب، والسكن الشتوي (وكان فوق السكن الرئيسي).

القصور المملوكية
قصر الأمير طاز
القصر في وقتنا الحالي

تتم فيه ورش لتعليم الأطفال مختلف الفنون من الرسم والنحت والفن التشكيلي والفنون الشعبية، وتقام فيه بعض الندوات واللقاءات السياسية والثقافية، وعبارة عن مركز ومكان لمختلف الأنشطة الثقافية، وساحة انشطة تابعة لمركز إبداع التابع لصندوف التنمية الثقافية بدار الأوبرا ، بالإضافة إلي أنه به مدرسة لتعليم الإنشاد الديني، بجانب كونه معرض دائم بعنوان “روائع المماليك” ويضم هذا المعرض خمس حجرات، الأولي منها للتعريف بالمماليك ثم تليها حجرة عن فنون المماليك ومختلف مجالاتهم، ثم الثالثة عن االأمير طاز نفسه، وآخر حجرتين قد تم تخصيصهم للاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها أثناء عمليات الترميم بالقصر .
– المراجعة اللغوية : ناريمان حامد

القصور المملوكية
قصر الأمير طاز

 

إقرأ أيضاً :-

فيلم الشيماء والدراما المضللة

معبد البانثينون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا