أغرب متاحف العالم

بقلم : بسنت محمد بكر

 

عند سماع كلمة متحف فإنه يتبادر إلي الذهن مباشرة أن هذا المكان يضم تحفًا رائعة لا مثيل لها، يضم قطعًا فنية لن تتكرر، يضم آثارًا ذات قيمة تاريخية كبيرة، وأيضًا في الآونة الأخيرة بدأ يظهر نوع آخر من المتاحف وهي المتاحف الخاصة، أو متاحف كانت في الأصل قصوراً أو بيوتًا ولكن أصحابها أوصوا بأن تصبح متاحف تضم التراث من بعدهم ، ولكن هنا الفكرة تغيرت تمامًا، وسوف نسرد بعض المتاحف الفريدة من نوعها ذات الأفكار الغريبة عن الأصل في إقامة المتاحف ..

متحف الفشل Museum Of Failure

دائمًا لا نتحدث سوي عن إنجازاتنا، عن المحاولة الأخيرة التي نجحنا فيها مع إهمال ذكر أي محاولة إخفاق قبل النجاح، علي الرغم من أننا نتعلم كثيرًا من الإخفاقات والمحاولات الفاشلة وتكون سببًا في نجاحنا، ومن هنا جاءت الفكرة إلي الأخصائي النفسي والباحث في الابتكار”سامويل ويست” حيث قام هذا الباحث بإقامة متحف الفشل في مدينة “هلسينغبورج” السويدية، وتم افتتاحه في يونيو عام 2017م، وعلي عكس المعتاد لا يضم المتحف الأفكار الناجحة أو القطع المتميزة، وإنما يضم كل الأفكار الفاشلة التي لم تلق أي نجاح؛ لذا سمي”متحف الفشل“..
يضم هذا المتحف أكثر من 80 فكرة ومنتج فشلوا ومن ضمنهم تجارب وأفكار لـ”ويست” نفسه صاحب فكرة المتحف، بالإضافة إلي أفكار ومنتجات لشركات كبيرة وعالمية، ومشاريع فاشلة للرئيس”ترامب“(رئيس أمريكا الأسبق)،…وغيرها.
لكن الهدف من هذا المتحف ليس الإحباط أو تذكير الغير بإخفاقاته كما قد يظن البعض، وإنما هدفه تسليط الضوء علي هذه التجارب الفاشلة؛ لكي يتعلم منها الآخرون، لكي لا ييئس البعض ويظل يحاول حتي ينجح، تمامًا مثل العالم”توماس إديسون” (مخترع المصباح الكهربي) عندما فشل 999 مرة ونجح في صنع المصباح في المرة الـ1000، وحينها قال مقولته الشهيرة” لم أفشل 999 مرة، بل اكتشفت 999 طريقة للنجاح”.
وهذه هي فكرة الإنشاء لهذا المتحف أن ترسخ في الأذهان أن هناك سلسلة من الإخفاقات تسبق كل منتج ناجح أو فكرة ناجحة، محاولات فشل كثيرة تسبق كل نجاح، الفكرة تكمن في التعلم من تجارب الآخرين وعدم اليأس ..
والآن لننطلق لفكرة متحف جديدة أخري وفريدة من نوعها ..

متحف مصاصي الدماء Le Musée Des Vampires

ما نعرفه عن فرنسا أنها تتميز بالفنون الراقية، والإبداع، والعطور، وكل ماهو نفيس من فنون، ولكن هنا كسرت القاعدة، وشيد في مدينة”لي ليلاس” متحف فريد من نوعه، متحف لعشاق الرعب والمغامرات، والمخلوقات الأسطورية، ألا وهو”متحف مصاصي الدماء“..
والمتحف يقع في زقاق مظلمة في نهاية ممر حجري، وصممت بدايته علي هيئة مقبرة؛ حيث من لحظة الدخول وهي تبعث بداخل الزائر شعور الرعب والخوف ، فكرته تعود إلي “چاك سيرجنت” وهو مترجم ومدرس لغة إنجليزية، ولكن شغفه بالمخلوقات الأسطورية ومصاصي الدماء وغيرها يغلب عليه؛ حيث أنه باحث لا يمكن منافسته في هذا الموضوع ..
صمم هذا المتحف وهو يحوي كل ما يخص المستذئبين ومصاصي الدماء تحت سقف واحد، بالإضافة إلي بعض الأحجاو الكريمة الخاصة بمصاصي الدماء ومجموعة أدوات للحماية منهم، منها قوس يفترض استخدامه لدرء مصاصي الدماء والمخلوقات الأسطورية ..
وعلاوة علي ذلك فهو يحوي بعض الكتب القديمة التي تحكي عن تاريخ باريس ومقابرها، وبعض نصوص من مختلف الثقافات قام بترجمتها هو، وبعض حيوانات محنطة مثل القطط، وألعاب دراكولا ..
كل محبي عيش الأحداث المرعبة والدخول في تفاصيل مخلوقات غريبة في جو عكس المعتاد عليهم بزيارة هذا المتحف ..

وإلي معرفة متحف آخر فريد من نوعه وفريد في فكرته، وهو ..

المتحف الوطني لتاريخ الجنازة National Museum Of Funeral History

يقع هذا المتحف في ولاية”هيوستن” في الولايات المتحدة الأمريكية، تم افتتاحه عام 1992م،يحوي 15 معرض دائم علي مساحة 30,500 قدم. يحتوي علي مجموعة من القطع الأثرية والآثار التي تهدف إلي الحفاظ علي تراث رعاية الموت، يضم معروضات عن أقدم العادات الثقافية للإنسان ..
تم افتتاح معرض لتاريخ الجثث به عام 2018م، ويعد الأول من نوعه عن ولادة ونمو حرق الجثث في أمريكا الشمالية، ويقدم المتحف مؤخرًا معرض خاص بالتعريف بالطقوس المختلفة لتشييع المتوفي في عدد من بلدان العالم ..
في هذا المتحف بإمكان الزائر أن يتجول وسط مجموعة مختلفة من التوابيت، ويعرف تطور تاريخ الجنازات والتشييع في الولايات المتحدة الأمريكية واختلافها من عرقية إلي أخري، ويعرف أيضًا الأدوات المستخدمة في ذلك ، فهو يعد بمثابة متحف يعزز الموضوعات الدائمة لتخليد الذكري ..

متحف الأوهام

يوجد في ممشي القاهرة علي طريق القاهرة إسكندرية الصحراوي، وتم إنشاؤه لأخذ الزائر في جولة إلي عالم آخر، عالم افتراضي وهمي من الترفيه ولعب الألعاب الشيقة والمثيرة، جولاته معتمدة علي الخدع البصرية ومناسبة لجميع الأعمار ..
في هذا المتحف نجد به تقنية الهولوجرام، ونجد ما يسمي بـ “جدول الانستنساخ” وهو يتيح للزائر أن يري عدة أشخاص يشبهونه في أماكن مختلفة من العالم، بالإضافة إلي غرفة مقاومة الجاذبية، والتي تجعل الدماغ والعين يقومون باستنتاجات غير واعية حول ما إذا كان الشخص يقف علي سطح مستوي أو مائل ..
علاوة علي ذلك نجد من أهم ما يميز هذا المتحف ما يسمي بـ “Asem room” وهي عبارة عن غرفة مغلقة ولكن بها تقنية علمية غريبة تجعل الشخص بداخلها يبدو عملاقًا في أحد جوانبها وقزمًا في جانب آخر، ثم نفق”vortex” ويجعل الشخص بداخله يدور حول نفسه ومن المستحيل فيه تحقيق توازن الجسم ..
وغيرها من الغرف والألعاب في هذا المتحف التي تستخدم تقنيات علمية حديثة وتعتمد علي الخداع البصري وخلق الأوهام، وقد صرح المدير العام لهذا المتحف”محمود أبو عباس” أن المتحف يشرح لكل زائريه التفسير العلمي والرياضي والنفسي لكل خدعة يرونها .

 

 

 

إقرأ أيضًا :-
القصبجي الهارب من الألم للألم

إيلي كوهين