تقارير وتحقيقات

منيرة المهدية في ذكريات من الحي اللاتيني…حكايات زمن الفن الجميل

تقرير:مادونا عادل عدلي

 

كان حى الحسين قديمًا ملتقى للفنانين والأدباء والشعراء والمفكرين يلتقون فيه ويسهرون ويتناقشون حول أمور الفن والأدب، كما كان قبلة للهواة فى كل هذه الفنون عسى أن يعرضوا مواهبهم على هؤلاء المبدعين فيشجعوهم أو يكتشفوهم، ولذلك أطلق بعض الكتاب والصحفيين وقتها على حى الحسين اسم الحى اللاتينى تشبهًا بالحى اللاتينى في باريس وهو حي الفنانين والأدباء وأيضاً أدعياء الفن والأدب.

منيرة المهدية في ذكريات من الحي اللاتيني...حكايات زمن الفن الجميل
منيرة المهدية في ذكريات من الحي اللاتيني…حكايات زمن الفن الجميل

وكانت تقام في حي الحسين العديد من السهرات الفنية في مقاهيه المنتشرة التى شهدت بدايات ومواهب عمالقة الفن ورواده والعديد من المواقف الطريفة والغريبة التي حدثت لهم في بداياتهم.

وكانت من أغرب وأطرف المواقف التي حدثت في حي الحسين والتي وردت تفاصيله في عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 تحت عنوان ” ذكريات من الحي اللاتيني.

ما حدث مع سلطانة الطرب الفنانة الكبيرة منيرة المهدية في بداياتها، قبل زمن طويل من صدور عدد الكواكب، وحين قامت ضجة واسعة في الصحافة والأوساط الفنية حول حادث اعتبره الكثيرون خارجاً عن المألوف فى وقت لم تكن فيها أى امرأة يمكن أن تقف على خشبة المسرح، وكان وقتها الفنان الكبير عزيز عيد يستعد لتقديم منيرة المهدية كأول امرأة تقف على خشبة المسرح ويمهد لهذه الخطوة.

وذكرت الكواكب أن عزيز عيد اصطحب معه منيرة المهدية في إحدى السهرات إلى حى الحسين كتمهيد للخطوة التي يخطط لها، حيث كان يظهر معها فى كل الأوساط كنوع من الدعاية، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن يذهب بها إلى حى الحسين الذي اشتهر وقتها بأنه منبع الالتزام والصلابة فى كل المظاهر الاجتماعية.

وذهب عزيز عيد مع منيرة المهدية إلى إحدى مقاهى الحسين وفوجئ روادها بوجود امرأة بينهم، فكثرت الهمهمات والجدل وتعجب الناس ، وانشغلوا بهذا الحدث الجلل، بل وقف أحد الجالسين ليخطب فى الناس مندداً بأهل الإلحاد والزندقة الذين استهانوا بالتقاليد واصطحبوا النساء إلى أماكن محرمة عليهم، وتبعه خطباء أخرون ايدوه فيما يقول ، واشتدت الحماسة بين الحاضرين حتى كادوا يعتدوا على عزيز عيد، فنصحه أحد الأصدقاء بمغادرة المكان هو ومنيرة المهدية تجنباً للمشاكل وقبل أن يتفاقم الأمر ويتم الاعتداء عليه، وبالفعل غادر عزيز ومنيرة حى الحسين.

ولكن لم يمر هذا الحدث مرور الكرام وتناولته الصحف وثار حوله الجدل وانشغل به الناس عن كل الأمور العامة، فكيف لامرأة أن تجلس على مقهى فى حى الحسين؟ وشنت حملات على عزيز عيد، وهو ما أراده الفنان الكبير كدعاية تسبق تخطيطه لظهور منيرة المهدية كأول امرأة تقف على المسرح، وهكذا كانت المهدية هذه المراة وكذلك أول امرأة تجلس على مقهى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا