مقالاتالتاريخ والآثار

الشعائر الجنائزية فى مصر القديمة

بقلم الباحثة الأثرية : نسمة أيمن

 

كانت عقيدة المصرى القديم قوية وراسخة فى إيمانه بالبعث ثم الخلود فى عالم الأموات ، فأخذ يفكر طويلا ً بكيفية الحفاظ على جسد الأموات بعد موتهم لإعتقاده فى يومٍ ما بعودة الروح وإلتصاقها بالجسد مرة أخرى وعودتة للحياة مرة أخر ، وإعتقادهم بأن الجسد إذا بُلىَّ فى التراب فكيف تتمكن الروح من الإلتصاق به مرة ثانية! وعودته للحياة الأبدية ، استعمالة لكل الأشياء والإحتياجات الضرورية التى أمروها به وجعلوها معه فى المقبرة .. إذًا لا بد من عمل شئ للحفاظ على هذا الجسد حتى تتمكن الروح من الإلتصاق به يوم دفنه ختى ترشده فى رحتله إلى العالم السفلى ، ومن عنا فكلمة التحنيط تعنى الحفاظ على الجسد ..

عقيدة المصرى القديم
الشعائر الجنائزية فى مصر القديمة

كيفية تحنيط الجسد عند القدماء المصرين :-

١- يقرأ أحد الكهنة من بردية معينة ويتلو كيفية التحنيط والإجراءات التى يجب أن تتبع، يقوم أيضاً بترتيل بعض الترتيلات التى تعمل على ليونة الجسد فى أيديهم أثناء العمل .

٢- يأتى اللاعب الأساسى فى عملية التحنيط ودوره إلهام حيث يرتدى قناع إله المحنطين وإله التحنيط هو الإله أنوبيس (حيوان إبن آوى) .
هذا الكاهن هو الطبيب الذى يقوم بأداء العمليات الطبية وذلك بمساعدة المكفنون .
٣- كهنة آخرون مساعدون يقومون بصب الزيوت فوق الجسد وهم يلبسون أقنعة الرب حورس .
أما الكاهن الأخر يقوم بلف اللفائف ومن هنا نعتبر هذه العملية بمثابة الحفاظ على الجسد .

عقيدة المصرى القديم
الشعائر الجنائزية فى مصر القديمة

 

طريقة التحنيط :-

كما ذكرها هيرودوت وأشار أنه كان هناك ثلاث طرق رئيسية عرفها المحنطون وكانوا يعرضونها على أهل المتوفى وكانت تتفاوت على حسب حالتهم الاجتماعية والاقتصادية وهي:-
١- طريقة التحنيط النموذجية وهى طريقة للأغنياء فقط .
٢- طريقة التحنيط المتوسطة وهى طريقة للطبقات الوسطى .
٣- طريقة التحنيط البسيطة وهى للطبقات الفقيرة .

عقيدة المصرى القديم
الشعائر الجنائزية فى مصر القديمة
الخطوات الرئيسية لعملية التحنيط :-

أولاً: الغسل والتطهير فيقوم المحنطون بوضع الجثة فى حوض ويصب عليها الماء حتى تغسل وتطهر تماماً ، ثم يفتح فى الجانب الشمالى من البطن فتحة طولها ١٠سم وذلك لإستخراج المحنط أحشاء الميت الأربعة وهى(الأمعاء – الكبد – الرئتين – المعدة) فيتم غسلها وتطهيرها منفصلة عن الجسد ثم يضعها فى ملح النطرون ثم يدهنها بزيت الأرج وفى النهاية يلفها بلفائف من الكتان،يضعها فى أوانى تسمى بالأوانى الكانوبية الذى أغطيتها على شكل أبناء حورس الأربعة (حابي للرئتين – دواموتف للمعدة – قبح سنوف للأمعاء – إمستى للكبد)،كل غطاء لهذة الأوانى يحمل الشكل المخصص له وهى:- الأول غطاء يحمل رأس البابون ، والثانى يحمل شكل الصقر ، والثالث يحمل شكل إبن آوى ، والرابع والأخير يحمل رأس الإنسان .. وهم يقومون بحماية الأحشاء فى العالم الأخر ، أما القلب فيوضع من أعلاه زعراناً وأسفله تعويذة تقول أشهد عليا بخير أيها القلب فى العالم الاخر ورد هذا النص من كتاب الموتى الفقرة رقم٢ .

ثانياً: حشو الجسد بالمواد اللازمة ثم حشو الجسد أولاً بمواد مؤقتة فى الأماكن الفارغة بين الصدر والبطن ، وهي عبارة عن لفائف بها ملح النطرون ولفائف معطرة بالكافور حتى تمتص السوائل وتعطى الجسد رائحة ذكية حتى يتم بتكفيف الجسد تماماً وإخلائة من أى مواد باقية ممكن أن تفسد عملية التحنيط،وبعد فترة زمنية يتم نزع هذة المواد وإبدالها بحشو دائم لا ينتزع من الجسد لأنها مواد حافظة للجسد وتساعد على قتل البكتيريا التى تتسرب للجسد .. كانت هذة المواد عبارة عن (ملح النطرون  ونشارة الخشب المعطرة والقرفة والمُر وبصلة صغيرة ولفائف من الكتان مدهونة بالصمغ).

ثالثاً: تجفيف الجسد لحفظة وهي عملية يقصد بها التخلص من الماء والأطعمة والأشياء التى مازالت متبقية فى الجسد التى تقدر تقريباً ٧٠% من وزن الجسد ، وهنا يلقى المحنطون كمية كبيرة من ملح النطرون فوق الجسد لمدة ٤٠يوماً تظل عليه وتغطيه بأكمله حيث كان يتم جلبه من وادى النطرون غرب الدلتا وغرب محافظة البحيرة وأيضاً من الكاب فى إدفو ، وكانت وظيفته إستخلاص الماء من الجسد وفى نفس الوقت قتل البكتيريا المتبقية وبعد ذلك كام يتم الإستخلاص من ملح النطرون ثم يصب على الجسد الزيوت والدهون ، وكان على هيئة سائل يغلى ويصب على الجسد بكميات وفيرة ويخلط بزيوت أخرى ومواد أخرى كزيت الأرج ، ودهون نباتية ، لبان الدكر ، شمع النحل ، زيت التربنتين ،يتم بعد ذلك إغلاق فتحات الجسد بعد التأكد من تجفيفها تماماً،ثم يقوم المحنط بالضغط على العينين حتى يسقطا ، يضع فوق الفتحتين قشرة بصل لمنع دخول البكتيريا، ثم يسد الأنف بالتوابل كـ الفلفل الأسود ويملئ الفم بالكتان ويلصق الشفتين وفتحة الشرج بشمع النحل ثم يقوم بخياطة اهم وأكبر فتحة فتحها بنفسه فى الجسد أيسر البطن ويضع فوقها تميمة عين حورس التى تحميه من دخول الأرواح الشريرة إليه، ثم يصبغ الوجه وتوضع البروكة والصنادل والحلي ..

رابعاً وأخيراً: التكفين وكان يتم أولاً بوضع قطعة كبيرة من الكتان تصل الكتف بالرأس وقطعة أخرى تحت الذقن يعقد على قمة الرأس ثم لف الذراعين بدءاً من الكتف وربط الكتف بالجذعين ثم بنفس اللفائف التى تمتد من الرأس حتى الساقين والقدمين ثم يتم وضع الذراعين بجانب الجسد .. وإذا كان المتوفى ملكاً فإن ذراعه الأيمن يتقاطع مع ذراعه الأيسر على الصدر كـهيئة الرب إيزوريس ، ثم يقوم المحنط بتلوين الكفن باللون الأحمر حيث يبلغ طوله ٦أمتار وفى النهاية يتم وضع القناع على وجه المتوفى ثم يقوم المحنطين بقراءة التعويذات والتلاوات المذكورة فى كتاب الموتى .

عقيدة المصرى القديم
الشعائر الجنائزية فى مصر القديمة

 

 

إقرأ أيضاً :-

إمبراطور الصين العظيم

بعثة المأمون وكنز الأهرامات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا