الظلم فعل اختياري ومن ارتضاه استحقه.
بقلم /أحمد ممدوح.
قد يبدو العنوان محيرًا للوهلة الأولى عزيزي القارئ، ولكن حتى لا تزداد حيرتك دعني أخبرك، أن المظلوم هو شخص يعاني من كرب وشعور عظيم بالقهر ويتألم جراء ما وقع عليه من غبن، أو جور وهو الأمر الذي يحدوا به اللجوء إلى الله تعالى لينصره، ويأخذ حقه؛ فمن أصعب المشاعر التي يتعرض لها الإنسان هو القهر والذي يأتي ممزوجًا بالوهن والحزن الناتج عن عدم المقدرة على دفع ما أصابه من ضر.
وأعلم عزيزي القارئ أن المظلوم المقهور إنما يعاني من مشاعر مختلطة ما بين الحزن والرغبة في الإنتقام وصولا لليأس غالبًا.
فهل نستسلم حال عدم حصولنا على العدل والإنصاف ونترك أنفسنا فريسة للأمراض العضويه مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل الجهاز الهضمي وخلافه أم نترك أنفسنا لقمة سائغة للأمراض النفسية مثل القلق والإكتئاب وما شابه ذلك .
إذن كيف يمكننا التعبير والتغلب على مشاعر الظلم والإحساس بالقهر، وهذا ما سنحدده بإيجاز في عدة نقاط.
-اللجوء إلى الله تعالى فهو حسبنا ونعم من نوكله على من ظلمنا فتوجه إليه بكلك إيمانًا بقسمة جلّ وعلاه…وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين…
– إرحم نفسك من المشاعر السلبية من حزن وغضب تجنبًا لأثارها النفسية والعضوية وتجنب الإحساس بالشفقة تجاه نفسك واحرص على المواجهة وعدم الإنكار.
-توقف عن التفكير في الظلم الواقع عليك لانعكاس ذلك سلبًا على إمكانية تغييره؛ كما إنه يستنزف طاقتك ويجعلك أكثر تركيزًا على المشكلة دون الحلول المناسبة.
-حدد أهدافك وتقبل الأمر؛ فلا يمكن تغيير الظلم والمعاملة السيئة بالماضي، ولكن يمكن معالجة والتعامل مع الظلم الواقع الآن والتركيز في الحصول على أفضل ما يمكن تحقيقه.
-في بعض الأحيان وذلك ليس عيبًا يمكن اللجوء للمتخصصين والحصول على بعض الطرق العلاجية مثل العلاج المعرفي السلوكي CBT، والعلاج بالإلتزام ACT، وخفض الإجهاد الذهني، والتعامل بلطف ورحمة .
وختامًا فإن تجاوز المشاعر السلبية الناتجة عن الظلم يحتاج إلى وقت وصبر وكثير من الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى للسيطرة والتقليل من المشاعر السلبية الناتجة عن الإحساس بالظلم، والآثار المترتبة عليها.
واعلم عزيزي القارئ إن كان من ظلمك قد إختار ذلك؛ فلا ترتضي ذلك لنفسك ولا تنسى قول الله في كتابه العزيز…ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار….
