رؤية وابداع

“مصعب بن عمير ” فتى قريش المدلل الذى مات ولم يجدوا له كفنا

كتب: محمد ابوالسعود

كتب المؤرخون عنه أنه كان أعطر أهل مكة، شب على النعمة وتغذى من الغنى ،فلم يكن مشغولا فى صباه وشبابه الا بنفسه ، كان الفتى المدلل لأبوين أغدقا عليه بكل سبل الرفاهية والتدليل ، حتى قال سعد بن أبى وقاص عنه ” كان أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه ولقد رأيت جهده فى الإسلام جهدا شديدا”

"مصعب بن عمير " فتى قريش المدلل الذى مات ولم يجدوا له كفنا
“مصعب بن عمير ” فتى قريش المدلل الذى مات ولم يجدوا له كفنا

تغيرت حياته بعد الإسلام تغيرا شديدا ورغم ماعانه بعد كل هذا التدليل والغنى إلا أنه نال مكانة كبيرة عند رسول الله فكان سفيرا له ، ونال الشهادة فى سبيل الله فمن هو مصعب بن عمير رضي الله عنه وماهى قصته

نسبه وإسلامه

 

هو مصعب بن عمير رضي الله عنه يلتقي في نسبه مع رسول الله في الجد الرابع ، نشأ حياة مترفة إلا أنه كان دائم البحث عن الحقيقة حتى اهتدى يوما إلى موضع النور المحمدي فى دار الأرقم بن أبى الأرقم فذهب إلى هناك واستأذن في الدخول ثم بدأت تنساب الآيات التى كان يتلوها رسول الله إلى قلبه فأعلن إسلامه بين يدي رسول الله وكتم مصعب إسلامه إلا أن أحد الناس وشى به عند أمه فحزنت حزنا شديدا وقررت أن تحبسه فى حجرة صغيرة من البيت الا أنه لم يتخلى عن دينه حتى هاجر بعدها إلى الحبشة فى الهجرة الثانية ثم ظل بجوار رسول الله حتى الهجرة إلى المدينة

لماذا كان يبكى النبى حين يرأه

 

تبدل الحال بمصعب وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي حين يراه وما عليه إلا بردة مقطوعه بعد ماكان فيه من النعم ويقول كيف كان وكيف أصبح الآن وهو الذي كان يقول عنه ” ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير ”
بينما كانت علاقته بأمه تزداد سوءاً ونصحها بأن تدخل فى دين الله ولكنها رفضت ، فهاجر مصعب بإختيار من رسول الله إلى المدينة المنورة قبل الهجرة ليمهد لهم طريق الإسلام فكان خير سفير للإسلام حيث استطاع برجاحة عقله وقوة حفظه أن يقنع أهل المدينة من الأوس والخزرج برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فأسلمت اغلب القبائل هناك حتى قبل أن يروا رسول الله وكان استقبالهم لنبى الله استقبال الفاتح المنتصر. .

نهاية مؤلمة

 

استقر مصعب إلى جوار رسول الله بعد الهجرة ، واشترك في غزوة بدر وأبلى فيها بلاء حسنا إلى أن جاءت السنة الثالثة من الهجرة فأقبل القرشيون يحملون رغائبهم في الثأر لما حدث لهم في بدر فاختار الرسول مصعب لحمل راية الإسلام وما آن تحولت الدفة لصالح المشركين وتاه المسلمون في ميدان المعركة وانشغلوا بحماية نبى الله ، أدرك مصعب مقدار الخطر القادمةثم توالت عليه الطعنات حتى قطعت يده اليمني فحمل الراية باليد اليسرى وهو يتلو ” وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل” ثم هوت عليه عدة طعنات وهو يقرأ الاية الكريمة ثم سقط شهيدا بعدها في أرض القتال.

موقف مهيب

ولما وضعت الحرب أوزارها وانصرف الرسول من موقف البكاء على عمه حمزة تفقد أرض القتال وجد مصعبا شهيدا ووجهه ملطخا بالدماء فبكى و نعاه ونظروا الى مصعب فلم يجدوا ما يكفنونه به سوى برده لا تغطي سائر جسمه

عن خباب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله نبتغي وجه الله فوقع أجرنا على الله فمنا من مات ولم يأكل من أجره ، ومنا من أينعت له ثمرته ، وان مصعب ابن عمير مات ولم يترك الا ثوبا كانوا إذا غطو به راسه خرجت رجلاه وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه فقال رسول الله غطوا رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر ” وهو نبات طيب الرائحة

وأخذ الرسول يتلو ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” ثم أقبل الناس على شهداء
يوم أحد فقال رسول الله ” يا أيها الناس أتوهم فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد الى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام ”

رحم الله الصحابي الجليل مصعب بن عمير ورضى الله عنه

إقرأ أيضا :

ألا يا صاحبي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا