التاريخ والآثارمقالات

الجمال والتجميل فى مصر القديمة

بقلم :  سهيلة السيد مغربي – ندى محمود غريب – منيرة محمد بدر – هند محمد علام – إسراء السيد غنيم .

( إعداد وإشراف فريق ديوان التاريخ فرع محافظة الغربية )

 

الجمال – لغة – مايؤثر فى النفس البشرية وينعكس عليها مادياً ومعنوياً ، فيُعرف بوجه عام على أنه صفة تُلحَظ فى الأشياء وتبعث فى النفس الرضا والسرور .. وقد إرتبط الجمال – دائماً – بالمرأة ، فيُقال إمرأة جملة أى أنها متكاملة ذات جمال صريح وخفي .. ومما لاشك فيه أن فنون المصريين القدماء هى أحسن ماخلفوه ، وهى فنون إلتزم فيها الفنان بقواعد معينة أملتها عليه البيئة وفرضتها عليه عقيدته الدينية بجانب حبه العميق للجمال .

 

الصحة العامة والنظافة الشخصية وإرتباطهما بالجمال

كان المصريون القدماء يعنون عناية كبيرة بالنظافة الشخصية ويهتمون بنظافة أبدانهم وملابسهم ومساكنهم ، فكانوا يغتسلون عدة مرات فى اليوم ويهتمون بحلاقة الشعر وتقليم الأظافر والتطهر والتطيب بأجمل العطور ووضع المساحيق ؛ ولا تقتصر العناية بصحة الفرد على الفحص والدواء بل تتعداه إلى الطب الوقائى فاعتنوا بالرأس والشعر والأسنان والعيون والجلد والوجه وطرق إزالة تجاعيده .

المرأة المصرية القديمة
الجمال والتجميل فى مصر القديمة

 

الغذاء وأثره على الجمال

حيث قسم المصرى القديم منذ أقدم العصور وجباته اليومية ثلاثاً وأحياناً كان يقصرها على وجبتين ، فكان يأكل معظم ماتُخرجه الأرض ، وكان طعام القوم شمل الخبز والجعة والأوز ولحم العجول وأغذية أخرى متنوعة ، ومن ثم عرف الأنواع التى تُمد الجسم بالسعرات الحرارية والطاقة والمعادن والفيتامينات وتقوى الأعصاب والعظام وتحافظ على الدم ، فأمراض سوء التغذية لديهم كانت قليلة ، كما إعتادوا غسل أيديهم قبل الوجبات وبعدها وهذا ما صورته المناظر من أوانى الغسيل المرسومة بجوار موائد الطعام .

 

التجميل فى مصر القديمة

عرف المصريون مستحضرات التجميل وصنعوها من مركبات كيميائية معقدة ، وكانت الحضارة المصرية القديمة متقدمة جداً فى صناعة الصبغات والعقاقير الطبية ، فجاء الخليط السحرى بين الطب والتجميل .
وارتبط التجميل بما يتطلبه من مواد توارثوا صناعتها منذ أقدم العصور أو إستوردوها من البلاد المجاورة أو التى فتحوها ، وهى مواد لاتزال تستعمل فى مصر إلى يومنا هذا .. فكان لديهم للتجميل ولتحديد البشرة وتقويتها وأخرى لإزالة البقع وحبوب الوجه ومنتجات لتلافى الصلع وإنبات الشعر ومنتجات لمعالجة النمش وتجاعيد الشيخوخة والبقع التى تشوه الجلد ؛ ونستدل من الآثار التى عثر عليها والمنقوشة على الجدران الأساليب التى إتبعتها المرأة المصرية لإضفاء اللمسات الرقيقة إلى جمالها ، ونعرف كذلك الأدوات والمواد التى كانت تستخدمها فى عمليات التجميل .

المرأة المصرية القديمة
الجمال والتجميل فى مصر القديمة

 

وكانت المرأة المصرية عندما تبدأ تجميل نفسها تبادر بالاستحمام، حيث تغسل نفسها غسلاً جيداً و هو أمر كانت العقائد والطقوس تفرضه ، فاهتمت المرأة بنظافة بيتها وملابسها كما استخدمت خيوط الكتان لعمل المناشف التي نراها مصورة علي الجدران في بعض المقابر و كانت تستعمل في اغراض التجفيف والتدليك .. كما عثر علي رداء من الكتان يشبه الى حد كبير (( البُرنُس )) الذي يستخدم حاليا بعد الحمام .

المرآة :-
و بعد الانتهاء من الحمام، كانت المرأة تمسك مرآتها البرونزية ذات الذراع الأبنوسية و الحواف التي تزينها زهره اللوتس .. وكانت المرآة أهم ادوات التجميل وهي عبارة عن قرص معدني مصقول يكون عادة من البرونز وله مقبض طويل .
الشعر :-
من المؤكد أن المصريين جميعا كانوا يقدرون الشعر الطبيعي بدليل ان المومياوات تحتفظ بشعر رأسها ووجود وصفات عديدة لنمو الشعر، كما أن في بعض الأحيان تري جزءاً من الشعر الحقيقي يبرز من تحت الشعر المستعار، لكن المؤكد أيضا ان الباروكة كانت جزءاً أساسياً في الجمال و التجميل .

وكانت المرأة المصرية مغرمة بالروائح النفاذ القوية التي كانت تصنع من خلط الزيوت و الدهون ، و مع أن طريقة التقطير لم تكن معروفة ، فكانت هناك طرق لصنع الروائح من الزهور و الفواكة و البذور :-
1- طريقة يتم فيها إغراق الزهور في الدهون و تعرضها للتشرب وبذالك تنتج الكريمات و المراهم .
2- طريقة يتم فيها إغراق الزهور و الأعشاب أو الفواكة في الزيوت تغلي و هذا المنظر يتكرر كثيرا في الرسوم ، بعد ذلك كانت الزهور تطحن في الهون ثم تقلب في الزيت فوق النارثم ينخل الخليط و يترك ليبرد، وعندئذ يتم تشكيلة علي هيئة كرات أو أقراع أو سائل يحفظ في زجاجة .
3- طريقة تشبة صناعة النبيذ و الزيوت حيث توضع الزهور في حقيبة لها طرفان مربوطان بعصا عند الطرفين ، و يتم عصر المادة المطلوبة وهي الروائح .

المرأة المصرية القديمة
الجمال والتجميل فى مصر القديمة

 

وكان التزيين و تضميخ الجسم بالدهون و العطر جزءاً من حياة المرأة و الإنسان المصري بشكل عام لا يمكن الاستغناء عنه مثله مثل الأكل و الشرب ، و فية يتساوي الغني مع الفقير و لذلك إحتوي أجر العامل علي كمية من الزيوت و الضموخ بجانب الطعام ، وقد أقرت المرأة المصرية ببساطة الفساتين أو الثوب ، لقد كانت المرأة المصرية حريصة علي إقتناء وإرتداء مجموعة كبيرة من الحلي و المجوهرات ، وكثيراً من المجوهرات والحلي كانت تآخذ صفة التميمة التي تقي من الأرواح الشريرة والضرر .

وواضح أن المرأة المصرية كانت تهوي الحلي منذ قديم تاريخها ، ففي العصور القديمة وجدت أجسام النساء مُحلاة بعقود من الخرز وأساور وخلاخيل مصنوعة من العظام أو الأحجار ، كان صناع المجوهرات المصريون علي درجة مذهلة من المهارة و الإتقان ، فلم يتفوق أحد حتي الآن علي صنعتهم التي يمكن مقارنتها بأكبر بيوت المجوهرات العالمية المعاصرة ، و كانت المواد التي تصنع منها الحلي ، هي المعادن مثل النحاس في البداية ثم الذهب ، وأخيراً الفضة و البرونز، و استخدم القيشاني ، والأحجار الكريمة ، و الأحجار شبة الكريمة مثل الكالسيت و المالاكيت و الفيروز ، أما الالالئ و الياقوت فلم تكن معروفة .

المرأة المصرية القديمة
الجمال والتجميل فى مصر القديمة

 

وكان لرأس المرأة المصرية زينة خاصة تأخذ شكل الأكاليل او الشرائط المصنوعة من الزهور الحية أو من المعدن و الأحجار شبة الكريمة ، ومن زينة الأطراف التي كانت المرأة تحبها الأساور والخواتم وتفضل بشكل خاص أن ترتديها في الجزء الأعلي من ذراعها ، كما كانت تحب الخلاخيل محيطة بأعلي كعبيها .
ونصل إلي طلاء العين فنجد أنه كان عنصراً هاماً في عملية التجميل لدي المرأة المصرية ، وكان هناك لونان شائعان في الاستعمال هما الأسود و الأخضر ، وفي العصر الحديث إستبدل بالاخضر الأسود و هو الكحل ، و بدأت معرفة أقلام الكحل المصنوعة من الخشب او البرونز بعد أن كانت المرأة تضعة باليد ، و كانت المكحلة تستخدم كغطاء لعلبة الكحل المصنوعة من الآلباستر، و إلي جانب التجميل فكان الكحل يستخدم في الوصفات العلاجية الخاصة بأمراض العين .

وفى النهاية هل هناك فتنة وجمال يضارعان جمال وجه “نفرتيتى” فى تمثال رأسها الشهير ، ذلك الوجه الذى جمع بين جمال النفس وما يوحى به من شموخ وعظمة ، وبين الجمال الحسى الظاهر فى قسمات الوجه الدقيقة المتناسقة فى أبهى صورة من صور الجمال !!.

 

المصادر :-
– أدوات التجميل فى مصر القديمة ، د/محمد فياض .
– الجمال والتجميل فى مصر القديمة ، د/عبير صادق .

 

((كل هذا في إطار مبادرة حكاوى لنشر الوعي الاثرى والترويج عن السياحة في مصر تحت إشراف ديوان التاريخ))

#مبادره_حكاوى
#ديوان_التاريخ
#الموسم_الثانى

 

إقرأ أيضاً :-
بئر برهوت

مخطوطة ابن بطوطة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا