مدينة الكوفة
بقلم : بسمة باسم
أُنشأت مدينة الكوفة على يد الصحابى الجليل “سعد بن أبى وقاص” فى عام 17ھ/ 638م. فى عهد أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه .. ذكر “البلاذرى” أن أصل كلمة الكوفة جاء من التكوف ومعناه الإجتماع، وقيل أيضا أنها المواضع المستديرة من الرمل وتسمى كوفانى، والبعض يقول على الأرض التى بها رمل وطين يطلق عليها كوفه ..
كانت مدينة الكوفة فى بادئ الأمر كمعسكر حربى للجند، وكانت المدن الإسلامية تشيد وفق أسس معينة حيث تم تحديد اتساع الشارع الرئيسية بأربعين ذراع، والشوارع الثانوية بثلاثين ذراع، والشوارع التي تليها بعشرين ذراع، كما حدد أيضا اتساع الأزقة والطرق الفرعية بسبعة أذرع ..
كانت المبانى فى بادئ الأمر تشيد بالقصب (ومعنى القصب هنا الغاب)، ولكن ما لبثت أن تطورت وأصبحت تشيد بالطوب اللبن. كما تحولت المبانى من هيئتها البسيطة إلى منشآت فخمة يعيش أصحابها فى رفاهية وترف .. وقد ذكر فى بعض المصادر أن «سعد بن أبى وقاص» بنى لنفسه بيتا كبيرا وأطلق عليه اسم “القصر“، ثم أخذت مدينة الكوفة تزداد بمعالم العمران حتى امتلأت بالعرب من أهل اليمن وشمال الجزيرة العربية، وبعد ذلك أصبحت قاعدة للجيوش المتوجهة لفتح بلاد الجزيرة بشمال العراق ..
مسجد الكوفة :-
قام سعد بن أبى وقاص ببناءه مع بناء مدينة الكوفة وقد جعله فى قلب ومركز المدينة، وامتدت الشوارع من هذه المنطقة وأطلق عليها “مناهج أهل العزم”، وكان بناء المسجد فى البداية بسيطا، حيث بنيت ظله في مقدمة المسجد ليس لها مقابل فى الجهات الثلاث الأخرى ..
قام سعد بن أبى وقاص ببناء دار الإمارة ويوجد بها “بيت المال” بجانب المسجد ولكن يفصلهما شارع ضيق، يقال أنه فى مرة ما سُرق بيت المال فتوجه سعد لأمير المؤمنين وخاطبه فقال له أن يجعل بيت المال ملاصقا للمسجد لأن المسجد يظل مأهولا بالناس ليلا نهارا وهذا أفضل حارسا ..
أعاد «زياد بن أبيه» بناء المسجد فى عام 51ھ، وقام بتوسعته وفرش أرضه بالحصى، واستخدم فيه أعمدة جلبت خصيصا من جبل الأهواز، بعد تجويفها وحفرها وخلطها بالرصاص، وأصبح ارتفاع السقف 30 ذراع حتى أنه كل من يراه يُدهش .
