مقالاتالتاريخ والآثار

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

بقلم الكاتبة والباحثة الأثرية : ندى محمود غريب .

 

عصر الدولة القديمة (عصر بُناة الأهرام)

الأسرة الثالثة :-

وامتدت فى الفترة ( 2700 – 2625 ق.م ) وكان أهم ملوكها ( سا نخت / نب كا ، نثرخت / جسر/ زوسرسخم ختخع بانب كارعحو / حونى )، واختلفت الآراء حول نشأة وترتيب الملوك الثلاثة الأوائل لهذه الأسرة !! ومن هو مؤسسها الفعلى ؟! حيث عثر بمقبرة الملك “خع سخموى” بأبيدوس على إنطباع ختم طينى مكتوب عليه “أم أبناء الملك” وهى الملكة “نى ماعت حب” زوجة “خع سخموى” وأم “نثرخت” ..

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

بينما سجلت بردية تورين إسم “جسر” وهوإسم الملك زوسر بالمداد الأحمر باعتبارة المؤسس الفعلى للأسرة الثالثة على الرغم من أنه ليس أول ملك لها ؛ وكانت أهم أعماله الشهيرة ذلك البناء الذى إبتكره مهندسه إيمحوتب (هرم زوسر المدرج) بجانب شبكة الممرات والدهاليز الواقعة تحت البناء ، كما يطل الهرم على مجموعة من المبانى الدينية والتى يحيط بها سور بلغ محيطة أكثر من ميل ، كما عُثر على نص مُدون على صخور جزيرة سهيل بالقرب من إليفنتين توضح قصة المجاعة التى حدثت فى مصر فى عهد الملك جسر بسبب توقف جريان النيل ، وإن كنا نرى أن زوسر هو نفسه جسر هو نفسه نثرخت ..

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

أما عن آخر ملوك الأسرة فهو الملك “حو” أو “حونى” والذى حددت له بردية تورين 24 عاماً فى الحكم وقد شيّد فى ميدوم هرمًا لنفسه هناك ، ويبدو أنه قد توفى قبل إستكماله ، فاتمّه إبنه “سنفرو” من بعده .

 

الأسرة الرابعة :-

وامتدت فى الفترة ( 2625 – 2510 ق.م ) ومن وجهة نظرى أطلق على هذه الأسرة “عصر عمالقة الحضارة” حيث كان أهم ملوكها ( سنفروخوفوجد إف رعخع إف رعمن كاو رعشبس كاف ) .. وبدأ تأسيس هذه الأسرة عندما تزوج “سنفرو” من الأميرة “حتب حرس” إبنة الملك “حونى” آخر ملوك الأسرة الثالثة والتى كانت تحمل لقب إبنة الإله ؛ ولقد اشتهر سنفرو بالنشاط العسكرى فأرسل حملة على بلاد النوبة وأخرى إلى فينيقيا لجلب الأخشاب ، كما إهتم بتشييد السفن والقصور والحصون والمعابد ؛ ويُعد الملك سنفرو هو الوحيد من بين ملوك مصر الذى يمكن إعتباره صاحب 3 أهرامات ، حيث بدأ بتشييد مقبرة جنوب جبانات سلفه عند ميدوم ولكنه توقف عن إستكمالها فى العام الثالث عشر من حكمه وأخذ فى تشييد هرمين آخرين فى منطقة دهشور ، هذا وقد إستحدث سنفرو منصب الوزير وشغل إبنه “حم إيونو” هذا المنصب فى عصر الملك “خوفو“..

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

 

أما عن ثانى ملوك هذه الأسرة فكان الملك “خوفو” إبن سنفرو الذى خلفه على العرش ، والذى شيّد أهم جبانة للأسرة الرابعة فوق هضبة الجيزة ، وقد صورته بردية وستكار أنه كان ليّن الجانب مولعًا بسماع الغريب من القصص ؛ ومهما يكن من أمر فهو صاحب أحد عجائب الدنيا السبع ونعنى بذلك الهرم الأكبر والذى تزيد مساحته عن 13 فدانًا ويبلغ إرتفاعه 146 مترًا إلا أنه لعوامل التعرية نقص 9 أمتار ، وقد إزدهرت التجارة فى عصر خوفو بين مصر وفينيقيا ، كما قام بتشييد معبد فى جُبيل بلبنان ..

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

 

أما عن خلفاء “خوفو” فبعد وفاته خلفه إبنه “جد إف رع” والذى حكم حوالى 8 سنوات وتلك الفترة كانت غامضة .. وبعد صراع تولى الملك “خع إف رع” السلطة لمدة 25 عامًا قام فيهما بتشييد هرمه بالقرب من هرم أبيه بجانب معبدًا جنائزيًا عند قاعدة هرمه الشرقية ، وبالقرب منه عُثر على 6 حُفر لمراكب الشمس ، وعند معبد الوادى الخاص بالملك أقيم تمثال أبوالهول الشهير ..
بعد ذلك تولى “من كاو رع” عرش البلاد وقد شيّد هرمًا لنفسه جنوب غرب الهضبة وشيّد معبد جنائزى شرق الهرم ولم يُستكمل فى حياته فقام خليفته “شبس كاف” بإتمامه .. وكان الملك ” شبس كاف” آخر ملوك الأسرة الرابعة ويبدو أنه قد تزوج من “خنت كاو إس” إبنة الملك “جد إف رع” ، وقد إختط لنفسه منهجًا جديدًا مغايرًا عن منهج سلفه ، والدليل على ذلك إسمه الذى جاء خاليًا من إسم رع ، ليس هذل فحسب ، بل قام بقطع صلته بالتقاليد السابقة وشيّد مقبرته جنوب سقارة على شكل تابوت مستطيل ؛ ومن أبرز أعماله إصداره مرسومًا يحُث على حماية أملاك أسلافه الجنائزية .

 

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)
الأسرة الخامسة :-

وضمّت الفترة مابين ( 2510 – 2460 ق.م ) وكان ملوكها ( وسركافساحورعنفرإيركارعكاكاىشبسكارعرع نفر إفنى أوسر رعمن كاو حورجد كارع إسيسىونيس/أوناس ) .. إزداد التقارب بين الحكام والشعب فى عصر هذه الأسرة كما تطورت الجوانب المعمارية والفنية بشكل ملحوظ ، كذلك إزدادت العلاقات بين مصر وفينيقيا وبلاد بونت .. ولكن أهم ماتميزت به هذه الأسرة هو توطيد دعائم عبادة الشمس حيث إنتشرت معابد الشمس بصورة ملحوظة حيث أنهم أدركوا أنهم لن يستطيعوا مجاراة الأسرة الرابعة فى تشييد الأهرامات الفخمة الشاهقة الإرتفاع ، لذلك إتجهوا بنشاطهم المعمارى بضعة أميال جنوب الجيزة حتى تقل عملية المقارنة بين آثارهم المعمارية وما خلّفه ملوك الأسرة الرابعة ، وتميزت هذه المعابد بوجود قوارب بجوارها ترمز إلى مركب معبود الشمس ولكنها لا تشتمل على تماثيل ، كما تم زخرفة الجدران بصور تتميز بالحيوية ..

تبدأ هذه الأسرة بحكم الملك “وسركاف” والذى شيّد لنفسه هرمًا شمال شرق هرم زوسر بسقارة ، وهو هرم متواضع ومعظمه مهدم واستُخدم كحجر فى العصر الصاوى ، كما قام ببناء معبد للشمس فى أبوصير ، ولم يبق وسركاف فى الحكم طويلاً حيث حددت له بردية تورين سبع سنوات فقط ولكن مانيثون حدد له 28 عامًا ..
أما عن الملك “ساحورع” فكان خليفة وسركاف وقد شيّد لنفسه معبدًا جنائزيًا فى أبى صير ، ومن خلال النقوش الموجودة به يتضح إنفتاح مصر على الجهة الشمالية والجننوبية ، كما قام بتوسيع نطاق علاقات مصر الخارجية على أسس إقتصادية ، كما اهتم بأعمال المناجم والمحاجر والرحلات التجارية ..
وقد خلف ساحورع الملك “نفرإيركارع” ثم الملك “كاكاى” ثم “شبسكارع” ولكنهم حكموا لفترات وجيزة ؛ أما عن الملك “رع نفر إف” فله هرم ناقص ومعبد جنائزى قام بالعمل فيه البعثة التشيكية . وفى الفترة 1980-1986 تم العثور خلالها على مجموعة من أوراق البردى والبطاقات وعدد من التماثيل والمراكب الخشبية ..

وبالنسبة للملك “نى أوسر رع” فكان معبده الشمسي من أجمل معابد هذه الأسرة ويرجع الفضل فى إكتشاف هذا المعبد إلى بورخارت .. أما آخر ملوك هذه الأسرة فكان الملك “ونيس” وله هرم فى سقارة إلا أنه أصغر من أهرام أسلافه جميعًا ، ولكنه تمتع بأهمية خاصة نظرًا لما يحمله من نقوش دقيقة عبارة عن مناظر تصور عملية نقل أحجار الجرانيت من أسوان ومناظر للعمال والحرفيين الذين يصنعون الذهب وصور لبعض الحيوانات بجانب منظر يوضع مجاعة ولكنه ناقص . أما جدران البهو وغرفة الدفن فهى مُغطاه بأقدم النصوص الدينية المعروفة بإسم ” نصوص الأهرام ” والتى نُقشت بالكتابة الهيروغليفية والتى ماكانت إلا حصادًا للأفكار التى سبقت عصر الأسرة الخامسة .

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)
الأسرة السادسة :-

وامتدت فى الفترة ( 246. – 2200 ق.م ) وتتكون هذه الأسرة من ستة ملوك من منف وهم ( تيتىوسر كارعبيبى الأولبيبى الثانىمر إن رع الثانىنيت إقرت )، وقد صاحب قيامها قيام الإقطاعيات التى بدأت تشكل تهديدًا للسلطة المركزية لما كانت تمتلكة من قوة وإمكانيات مادية بل وازدادت الأمور تعقيدًا بغياب وريث ذكر للعرش . وانتهت هذه المشكلة عندما قام “تيتى” بالزواج من “إيبوت” إبنة الملك “ونيس” وبذلك أصبح له الحق فى إعتلاء عرش البلاد ، ومن ثم أنجبت له “بيبى الأول“، وأقام الملك تيتى لنفسه هرمًا فى سقارة نُقشت علي جدرانه نصوص دينية مثل هرم ونيس . كما أصدر تيتى مرسومًا ينُص على إعفاء المعبد من الضريبة ، ويعتبر تيتى أول ملك إرتبط إسمه بالمعبودة “حتحور” فى دندرة ، كما عمد تيتى إلى سياسة محالفة النبلاء عندما قام بتزويج إبنته من وزيره “مرى روكا” المشرف على كهنة هرمه ، وقد ترتب على السياسة المالية لملوك هذه الأسرة إنخفاض موارد خزائنهم ، ويذكر مانثيون أن هذا الملك قد مات مقتولاً مما يؤكد إضطراب الأوضاع فى عصره ..

أما عن حكم الملك “وسركارع” فكان سريع الزوال ، حيث خلفه الملك “بيبى الأول” والذى حكم لمدة 50 عامًا ، وقد أُطلق على هرمه “بيبى مستقر وجميل” وهو الإسم الذى أطلق على مدينة منف ككل ، وقد تم فى عهده إرسال حملة إلى محاجر المرمر فى حتنوب ، كما حدثت مؤامرة ضده من قِبل زوجته كان قد أولى مهمة التحقيق فيها إلى “أونى” ..
أما الملك “بيبى الثانى” فقد تولى العرش تحت وصاية أمه حيث كان فى السادسة من عمره وحكم لفترة دامت حوالى 94 عامًا كان قد إستمر فيها بإرسال الحملات التجارية للمناجم والمحاجر التى فى سيناء وحتنوب ، وفى عهده أرسل إليه الرحالة “حرخوف” قزمًا ليُدخل على قلبه البهجة والسرور وبصحبته خطاب يوصيه فيه بالحفاظ عليه ، وقد دُونت تلم القصة على جدران مقبرة حرخوف بأسوان .. أما الملك “مر إن رع” فقد إستمر على سياسة أبيه فى إستغلال المناجم والمحاجر من أجل تشييد هرمه ..

عصر بُناة الأهرام
لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثالث)

 

إقرأ أيضاً:-

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الأول)

لمحة حضارية فى سطورٍ تاريخية (الجزء الثانى)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا