تقارير وتحقيقات

إنهم حولك في كل مكان

 

دليل وجود عالم الجن

ما هو عالم الجن؟

ديانات الجن

الحقيقة وراء مس أو تلبس الجن للإنس بين مؤيد ومعارض

 

كتب/ أحمد عز

إنهم حولك في كل مكان
إنهم حولك في كل مكان

كثيراً ما نسمع عن مس أو تلبس الجن للإنس، نسمع عن الجن العاشق وعمار البيوت فهناك من يستنكر هذا معتقدا أنها خرافات ليس لها أساس من الصحة، ولكن الحقيقة إنهم حولك في كل مكان..!!

دليل وجود عالم الجن:-

قال الله تعالى:- ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُوا ﴾، “الذاريات: ٥٦”

وفي قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ } “الرحمن: ٣٣”.

وقال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم: “خُلِقَتْ الملائكة من نور وَخُلِقَتْ الجانُّ من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم”، “رواه مسلم”.

كما أن الله -سبحانه وتعالى- خصص سورة كاملة في القرآن الكريم باسم الجن، وذكر الله الجن في مواضع كثيرة في القرآن الكريم.

فهذا هو الدليل القاطع على وجود عالم الجن فنحن أمام عظمة كلام الله ورسوله فلا داعي للمزيد من الكلمات البلاغية والأسطر الإنشائية.

ما هو عالم الجن؟

إنهم حولك في كل مكان
إنهم حولك في كل مكان

هو عالم كعالمنا الذي نعيش فيه لهم قوانينهم وطقوسهم الخاصة ولكنه عالم خفي لا يمكن للإنسان أن يراه وذلك وفقاً لما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى:- {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}، “الأعراف: ٢٧”، والجن لديه القدرة على الظهر لبني البشر متجسدا في شكل إنسان أو حيوان، والمقصود من هذا أن الإنسان لا يمكن أن يري الجن في الصورة التي خلقه الله عليها.

كما أن هناك صفات مشتركة بين الإنس والجن كالعقل والتفكير والإرادة وحرية العبادة والمعتقد والتزاوج والإنجاب سنداً لقوله تعالى {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا} “الكهف: ٥٠”، وغيرها من الصفات المتشابهة.

ديانات الجن:-

وللجن ديانات ومعتقدات مختلفة وذلك سنداً لقوله تعالى:- {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}، “الجن: ١١”.

الجن المسلم:-

وهذا النوع من الجن مؤمن وموحد بالله ورسوله وهو كالبشر منهم الصالح ومنهم السيئ فهم يصلون ويحجون كما أن مساكنهم طاهرة ولا يسكنون الأماكن النجسة كغيرهم، فهم كالإنسان تماما كما أنهم لا يؤذون بني البشر سوى من ضل منهم طريق الإسلام ويقال إنهم كانوا مصاحبين لنبي الله محمد أثناء نشر رسالة الإسلام.

{وَإِذْ صَرَفْنَا * إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيَجُرّكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: ٢٩،٣١].

وفي موضع آخر قال الله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ اَلْجِنّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى اَلرُّشْد فَآمَنَا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}، “الجن: ٢،١”

الجن الكافر:

إبليس وجنوده هذا النوع من الجن لا يؤمن بالله تعالى فهم مكلفون بإغواء بني البشر على ارتكاب كافة الأفعال وأعظم المعاصي والذنوب التي نهى عنها الله ورسوله في جميع كتبه وذلك بهدف الشرك بالله والعياذ بالله.

فعن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال:

إذا أصبَح إبليسُ بَثَّ جنودَه فيقولُ: مَن أَضَلَّ اليومَ مُسلِمًا ألبَسْتُه اَلتَّاج، قال: فيخرُجُ هذا فيقولُ: لم أزَلْ به حَتَّى طَلْق امرأتَه، فيقولُ: أوشَك أنْ يَتَزَوَّج، ويجيءُ هذا فيقولُ: لم أزَلْ به حَتَّى عَقَّ والدَيْهِ، فيقولُ: أوشَك أنْ يَبِرّ، ويجيءُ هذا فيقولُ: لم أزَلْ به حَتَّى أشرَك، فيقولُ: أنتَ أنتَ، ويجيءُ فيقولُ: لم أزَلْ به حَتَّى زنى، فيقولُ: أنتَ أنتَ، ويجيءُ هذا فيقولُ: لم أزَلْ به حَتَّى قتَلَ، فيقولُ: أنتَ أنتَ، ويُلبِسُه اَلتَّاج“.

الجن المجوسي:

إنهم حولك في كل مكان
إنهم حولك في كل مكان

وهم يعبدون النار ويسجدون لها دون الله كما أنهم من أقوى وأخبث أنواع الجن.

الجن النصراني:-

وهو من يؤمن بما أنزل على المسيح ابن مريم عليه السلام، ومن الشائع عن هذا النوع أنه يندرج ضمن أنواع الجن السفلي ويستخدم في عمل الأسحار من قبل بعض القساوسة الضالين عن ما ورد في الكتاب المقدس، وتعليمات وأوامر السيد المسيح -عليه السلام-.

الجن اليهودي:-

وهذا من أخبث أنواع الجن وأكثرها كذبا وخداعا، يتسبب دائما في الفتنة بين بني الإنس، فهو يتصف بصفات اليهود مثل الغدر والفتنة ونقض العهود، كما أنه يمتلك قوة تحمل وإصرار كبيرة جداً على عدم ترك الشخص الذي يتلبسه.

الحقيقة وراء مس أو تلبس الجن للإنس بين مؤيد ومعارض:-

قال “محمود السيد”، ٢٨عاما، لا يمكن أن ننكر وجود الجن أو تلبسهم للإنسان لأن الله -سبحانه وتعالى- ذكر الجن في القرآن الكريم ولكن لهم عالمهم الخاص وعلينا أن لا نقترب منهم كما أمرنا الله.

وصرحت “أماني جمال”، ٣٢ عاما، قائلة أوقات كثير وأنا في منزلي كنت أشعر بوجود أحد معي في الغرفة وأرى خيالا، وأشم روائح جميلة لا أعرف مصدرها إلى أن قمت بالتحدث مع أحد رجال الدين وأخبرته بما يحدث فقال لي إنهم “عمار البيوت” ونصحني بتشغيل وقراءة سورة البقرة وتحصين المنزل والتقرب أكثر من الله بالصلاة والدعاء.

ومن جانبه أضافت “غ ط” ٢٥، عاما، كنت دائماً أشعر بأن هناك أحد ينظر لي ويجلس بجانبي وعند استيقاظي من النوم أرى علامات علي جسدي لا أعرف مصدرها، وحدث ذلك مراراً وتكراراً، وأشارت إلى أن هناك أشياء أخرى تحدث معها ولكن تخجل من ذكرها، وتابعت: عند بحثي عما ما يحدث لي توصلت إلي أنه مس شيطاني وقال لي أحدهم إن هذا يسمى “بالجن العاشق”.

وعلى صعيد آخر قال “عبد القادر سمير” لا توجد حقيقة علمية تثب تلبس أو مس الجن للإنس وكل هذا خرافات وينصح من يعاني من هذه الخرافات بالذهاب إلى أحد عيادات الطب النفسي.

ومن الناحية الديني قال شيخ الإسلام، “ابن تيمية”، أن دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة والجماعة، وذلك سنداً لقوله تعالى:- {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}، “البقرة: ٢٥٧”، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” “أ. ه”، “مجموع الفتاوي٢٧٦/٢٤”

هذا وقد جاء عن “عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل”، “قلت لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه”، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكانٍ إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك،”أ، ه”.

إنهم حولك في كل مكان
إنهم حولك في كل مكان

ومن الناحية العلمية قال الدكتور” سمير فرج “أستاذ الطب النفسي، أن أكثر الحالات التي تظهر عليها علامات الصرع يعتقدون أنه مس شيطاني.

وأضاف أن كثيراََ من المرضى المترددين عليه يعانون من الهلوسة السماعية والبصارية وأن المريض يعتقد أنه يري أشخاص ويتحدث معهم ويشعر بأيادي تلمس جسده ومع تكرار هذه الحالة يذهب على الفور إلى المعالج الروحي معتقدا أنه مس شيطاني وعندما يفشل الأمر يأتي إلينا متأخرا.

وأشار أن هذه الأعراض أن دلت على شيء تدل على الإصابة بمرض الفصام وأكد أن كل هذا مسجل ومتعارف عليه في كتب الطب النفسي وما هي إلا أعراض لمرض نفسي تحتاج إلى علاج وليس لها أي علاقة بالجن.

فعالم الجن عزيزي القارئ هو عالم حقيقي وموجود كما جاء في كتاب الله عز وجل، فهم يعيشون بجانبنا ويتشابهون معنا في الكثير من الصفات، فالجن يمرض ويموت ويأكل ويتزوج وينجب ومنهم الجن المؤمن الموحد بالله ومنهم الملحد الكافر منهم الصالح ومنهم السيئ كالبشر تماما.

فيجب علينا أن نتوخي الحذر وأن نبتعد عن الدخول إلى هذا العالم الخفي حتى وإن كان على سبيل التجربة والفضول كما يجب أن نحصن أنفسنا جيدا بالذكر والدعاء والصلاة، وعلينا أن ندرك أن الله لا يمنع شيء عن بني آدم إلا وكان خير لهم.

وفي النهاية هل شعرت في يوم بوجودهم حولك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا