المرأة والحياة

عوامل ضعف العلاقات الزوجية وكيفية تقويتها 

كتبت : مايا أحمد زكي

 

إن العلاقات الإنسانية تتخذ أشكالًا عدة، وكل شكل له بعض القواعد التي تحدده، والتي يسير وفقها الأشخاص داخل تلك العلاقة، ولعل من أهم وأبرز تلك العلاقات هي العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، وترجع هذه الأهمية إلى كونها العلاقة الرئيسية التي تتكون منها الأسرة وينتج عنها إنجاب الأطفال لكي تستمر الحياة.

عوامل ضعف العلاقات الزوجية وكيفية تقويتها 
عوامل ضعف العلاقات الزوجية وكيفية تقويتها

وبجانب ذلك، فإنها علاقة تحمل بين طياتها تفاصيل كثيرة ودقيقة لابد من تحليلها وفهمها؛ في العلاقات الزوجية تستمر لسنوات طويلة، وخلال تلك السنوات تظهر مشكلات عدة تعرقل سير العلاقة في مسارها الصحيح، وإذا لم يتم التعامل مع تلك المشكلات بشئ من الحكمة والتدبر والتحليل، فإن الأمر قد يصل إلى حد الطلاق.

 

مفهوم العلاقة الزوجية الضعيفة:

ولعل من أهم المشكلات المطروحة بشأن العلاقات الزوجية، هي معيشة الزوجين داخل علاقة زوجية فاترة باهتة اللون مندرجة تحت بند العلاقات الضعيفة، تتجرد من بعض صفات العلاقة الزوجية الصحيحة متكاملة الأركان، فيعيش الزوجين تحت ظل علاقة لا تسمن ولا تغني من جوع.

أسباب ضعف العلاقة الزوجية:

من أسباب ضعف وفتور العلاقة الزوجية بين الزوجين هو تقصير كليهما في النهوض بالعلاقة لمستوى أقوى، وفي حالات أخرى يبذل إحدي الطرفين ما في وسعه ليقوّم سلوك العلاقة ويحاول معالجتها بشتى الطرق، لكن دون أن يساعده الطرف الآخر، حيث يستمر في التخاذل، ونتيجة الحالتين هو إنهيار العلاقة.

تظهر أعراض ضعف العلاقة بين الزوجين حين تحدث بعض الأمور مثل: فقدان للتواصل بينهما، لا يجدا نقطة إلتقاء إذا تحدثا سويا، يجد كل منهما ميول ورغبات تختلف عن الآخر، فلا تجمعهما لحظات سعيدة بالكم الكافي، يجدا صعوبة في تقبل كل منهما رأي الآخر، وتنعدم سياسة التنازل والتخلي من أجل راحة الآخر، ولا يبذل أحد منهما أدنى مجهود لجعل شريك حياته سعيدًا.

و بالإضافة إلى ما سبق، فإن الشك و المراقبة والتتبع والغيرة الزائدة والمشاجرة بسبب صغائر الأمور من أسباب ضعف العلاقة بين الزوجين وتفككها، حيث أن هذه الأسباب تفتح مجالًا لإنعدام الثقة وبناء حواجز بين الزوجين يصعب هدمها، ويظل كل فرد منهم في وادٍ منعزل عن شريكه.

والحقيقة أن ضعف العلاقة الزوجية له الكثير من الأسباب، فأي شئ ينتقص من راحة إحدى الطرفين أو يؤذيه يعتبر برهان لوجود خلل في العلاقة، وضعفها شئ فشئ.

ومن خلال استطلاعات الرأي التي قامت بها جريدة رؤية وطن؛ لبحث طرق تجعل العلاقة الزوجية قوية بين الزوجين، أتت آراء الجمهور كالآتي:

قالت مريم غانم: إن الإحترام والتفاهم والحب ينهوا عن أي ضيق، وإذا وجد الإحترام بين الزوجين فلن يسمح لأي شجار بينهما أن يدوم طويلًا، كما أن التفاهم يرسم سبيلًا للتغاضي عن زلات الطرف الآخر، وأن الحب هو الذي يقضي على فكرة الإنفصال.

قالت هبة عبدالله: لا بد أن يكون كل طرف منهما على دراية بواجباته تجاه الطرف الآخر، ويقوم وإتمامها على أكمل وجه، كما أن قضاء وقت للتنزه معًا كل فترة يكسر من حدة الملل في العلاقة، وألا يكذب كل منهما على الآخر.

كما أنهما يجب أن يحافظا على أسرار بيتهما وألا يسمحا لأشخاص آخرين بالتدخل في حياتهما، ولابد أن يسود بينهما سبل النصيحة بالمعروف، وكذلك غفر الزلات غير المقصودة، كما أنها في نهاية الأمر اختصرت العلاقة الزوجية القوية في قوله تعالى: “وجعل بينكم مودة ورحمة”.

قالت سامية يحيى: إن المودة والرحمة والتفاهم والتجديد في العلاقة وعدم وجود روتين يومي ممل، من أسباب جعل العلاقة الزوجية قوية بين الزوجين.

قال أحمد ممدوح: إن الثقة والتقدير بين الزوجين، وتقبل الرأي الآخر، والحرية في التعامل بينهما، والاعتراف بالخطأ، واحترام كل منهما لعائلة الطرف الآخر، ومبدأ الصداقة بين الزوجين، والتواصل السليم بينهما، من أهم طرق جعل العلاقة الزوجية بين الزوجين قوية.

قال خالد يسري: إن وجود علاقة زوجية قوية شئ ليس مضمون، فهو أولا وأخيرا نصيب، لكن هناك طرق يمكن اتباعها لإستكمال العلاقة الزوجية بشكل سليم، مثل: صون الحب وعدم البخل به.

وكذلك التجرد من العيوب والذنوب التي تؤدي بالعلاقة إلى الإنتهاء، مثل: البُخل والكذب والخيانة، وأضاف أن الحل دائمًا يكمن في الحب، لأن الحب يقي من الوقوع في الخطأ، وأنهى رأيه بتلك المعادلة “الدين + الحب = علاقة وحياة ناجحين”.

قال السيد حامد: إن التفاهم والثقة، وأن يكونا كلًا من الزوجين على درجة كبيرة من النضج، هذه عوامل تجعلهم قادرين على تخطي أي مشكلة، لأن المسؤولية هي التي تجعلهم قادرين على حمل منزلهم على عاتقهم.

قال محمد عيد: إن الانفصال عن الإنترنت وعدم السماع للغير، من طرق جعل العلاقة الزوجية قوية بين الزوجين.

وفي النهاية، فإن العلاقة الزوجية هي شركة مكونة من طرفين، كلًا منهما يمسك بزمام بعض من أمور تلك الشركة، ولكل منهما واجباته وحقوقه، وتلك الواجبات والحقوق يُقبل فيهما التساهل، إلا الحقوق والواجبات التي أقرها الشرع والقانون.

عوامل ضعف العلاقات الزوجية وكيفية تقويتها 
عوامل ضعف العلاقات الزوجية وكيفية تقويتها

ولا شك أن تلك الشركة قد تتعرض أسهمها إلى الإنحراف بعض الشىء، وقد لا تكون الأمور دائمًا على ما يرام، لكن إن وضعا الزوجين صوب أعينهما منطق الشراكة الوجدانية العاطفية، وأن كل طرف ماهو إلا جزء لا يتجزأ من الطرف الآخر، واستبعاد فكرة الإنفصال، سيكون هذا مؤشر جيد وارتفاع أسهم شركتهما من جديد.

إقرأ أيضا :

أهمية الثقافة في تكوين شخصية المرأة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا