مقالاتالتاريخ والآثار

هتلر النازي( الجزء الاول)

بقلم الاثرية/دنيا علي

تعد شخصية هتلر واحدة من الشخصيات التي اختلف العلماء في تحليلها في البعض يري انه من اعظم الشخصيات التي اثرث علي تاريخ البشرية بالأخص في القرن العشرين،ونهوضه بموارد ألمانيا السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ إما البعض الآخر يري انه شخصية جنونية ودموية تَسبَبَ في قتل الملايين من المدنيين والعسكريين خلال الحرب العالمية الثانية.

مامعني اسم أدولف هتلر؟!

اسم ادولف مشتق من الألمانية القديمة بمعني الذئب الجميل، إما عن اسم هتلر مشتق من “الشخص الذي يعيش في كوخ” او بمعني “الراعي” او “الحارس” او ربما مشتقًا من الكلمة السلافية Hidlar وHidlarcek. وانعكس لقب الذئب ومشتقاته في مختلف مقرات قيادته في اوروبا، فعلي سبيل المثال في روسيا الشرقية لقب ب وكر الذئب، وفي اوكرانيا ب werwolf؛ اما عن المستوي الشخص فكان يلقبه اصدقائه والمقربين ب” آدي“.

ديانة هتلر

تربي هتلر في عائلة تنتمي فيها الام للمذهب الروماني الكاثوليكي،والأب لا يؤمن بوجود قوة آلهية من الاساس (مُلحد)، وبالرغم من شكوك المؤرخين في ديانة هتلر ألا بعد انتقاله إلى المانيا لم يمتنع ولو مرة عن دفع ضرائب الكنيسة التي تقوم الكنيسة بجمعها،هذا السبب الذي جعل البعض يعتقدون انه كاثوليكي المذهب.

ولكن هذا يتنافي عما ذكره هتلر في كتابه “كفاحي” بعدم ايمانه بوجود قوي خفية عظمي تفوق قدرة البشر وهذا الذي كان يتعارض بحد كبير مع معتقدات الكنيسة المسيحية.

وبسبب معاداة هتلر للسامية حملت اليهود اشاعات محرضة علي انتساب هتلر ل أصول يهودية ولكنها مجرد اشاعات لم تثبت حقيقتها بسبب اخفاء هتلر ديانته الحقيقية.

ثم بعد ذلك؛ امتنع هتلر عن حضور القداس في الكنائس الكاثوليكية وتبيّن اضطهاده  للمسيحية من خلال سجن القساوسة والإقلاع عن بناء الكنائس بالإضافة لمصادرة املاك الاديرة والكنائس، كما كان لهتلر خطة حتى قبل أن يصل إلى كرسي رئاسة الحزب النازي؛ألا وهي تدمير المسيحية في الرايخ.

لأنه كان يري ان الارهاب الديني ما هو الا التعاليم اليهودية التي تدعو المسيحية الي ترويجها، هذا الامر الذي جعل بعض المؤرخين يتشككون في انتسابه للديانة المسيحية.

كما فضل هتلر النازي بعض جوانب المذهب البروتستانتي؛ لانها كانت ستمكنه من تحقيق أهدافه، بالأضافة لأعجابه الشديد بالتقاليد العسكرية في جيوش المسلمين، لدرجة انه امر “هيملر” بإنشاء فرقة عسكرية واحدة من الجنود المسلمين في النخبة النازية بسبب بسالتهم وشجاعتهم في مواجهه العدو  ولم يلتفت إلى أن هذا الجانب في جيوش المسلمين كان من أجل الدفاع عن الحق ولم يقصد به يومًا إيذاء الغير أو الاعتداء على حقوقهم.

كما صرح هتلر النازي علانيةً في إحدى خطاباته قائلاً “لا نريد إلهًا آخر غير ألمانيا نفسها. ومن الضروري أن نتحلى بإيمان وأمل وحب يتصفون بالتعصب لألمانيا ولصالح ألمانيا”.

نبذة مختصرة عن سنوات حياة هتلر الأولي

في عام 1889 ولد (ادولف ألويس هلتر) في النمسا وكان الابن الرابع من اصل ستة ابناء ولكن لم يصل الي سن المراهقة سوي هتلر واخته “باولا” التي كانت اصغر منه ب سبع سنوات وله اخ يسمي” ألويس” واخت تسمي” انجيلا” ولكن من ام مختلفة،وكان والده يعمل في الجمارك إما عن والدته “كلارا هتلر” فكانت زوجة ثالثة لابيه.

"<yoastmark

ومن خلال حديث هتلر مع مدير أعماله قائلاً: “عقدتُ حينئذ العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط” ، هذا يبين لنا قسوة معاملة ابيه له منذ نعومة اظافره بسبب تعلقه الشديد لأمه ومأساه طفولته المضطربة التي اثرت بحد كبير في تكوين شخصية نازية ديكتاتورية أثرت علي البشرية بأكملها.

هتلر وحياته الدراسية

كان هتلر طالبًا متفوقًا في مدرسته الابتدائية، ولكنه رسب في الصف السادس، كما انه كان زميل “فيتجنشتاين”  ( الفيلسوف النمساوي الشهير) في المرحلة الثانوية ولكنه كان سابق هتلر بصفين دراسيين، ولم يتم التأكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك.

كما وصفه معلميه انه لا يحب العمل وذلك بسبب تسلط والده عليه بترك مدرسته والعمل معه موظف جمارك، وكان هذا يتعارض مع رغبة هتلر بان يكون رساماً،ومع شخصيته العنيدة، وبعد وفاه ابيه عام 1903م ترك هتلر مدرسته الثانوية وهو في سن السادسة عشر دون الحصول علي شهادته.

وفي عام 1905، التحق هتلر بأكاديمية الفنون الجميلة في فيينا، وبعد عامين من التحقه للاكاديمية، اخبره رئيس الأكاديمية انه غير مؤهل في الرسم ومن الافضل الالتحاق في مجال الهندسة المعمارية، وفي نفس العام توفيت والدة هتلر عن عمر يناهز ال47 عامًا نتيجة اصابتها بسرطان الثدي، حينئذ ادرك هتلر بحتمية شق طريقه بيديه، وبالفعل عمل كرسام في فيينا حيث كان ينسخ علي البطاقات البريدية مناظر طبيعية مليئة بالتفاؤل والأمل، وحاول مرة اخري الالتحاق بأكاديمية الفنون ولكنه اترفض للمرة الثانية علي التوالي.

وما بين عامي 1909-1910 كانا من ضمن السنوات القاسية التي مرت في حياته فعاش في مأوي متشردين تارة و تارة اخري سكن منزل عمال فقراء نمساويين.

كيفية دخول هتلر علي مسرح السياسة

في عام 1914 تتطوع هتلر في الحرب العالمية الأولي في الحيش الألماني وحصل علي وسام الشجاعة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولي في عام 1919 تم تعيين هتلر جاسوس للشرطة ليكون بمثابة عين لها ومعرفة ما يدور داخل الاحزاب الصغير مثل حزب العمال الالماني.

واثناء تجسسه لهذا الحزب تأثر بأفكارهم ومعاداتهم للسامية والقومية ومناهضة الرأسمالية بالاضافة لمعارضة افكار الماركسية اليهودية، كان فكره قائم علي وجود حكومة قوية لا سلطة تعلوه والايمان بحقوق المواطنين وماعليهم من واجبات.

وكمثل أعجاب هتلر بأفكار مؤسس حزب العمال الألماني “آنتون دريكسلر”، اعجب مؤسس الحزب ايضاً بقدرة هتلر الخطابية وموهبته الفاذة بأقناع المستمعين لارائه حتي اذا كانت متعارضة مع معتقداتهم.

هتلر النازي( الجزء الاول)
هتلر النازي( الجزء الاول)

وبالفعل اشترك هتلر النازي وأصبح العضو رقم 55 في حزب العمال الالماني والعضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة لدي الحزب، وتم تغيير اسم الحزب من حزب العمال الألماني إلى حزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني.

وفي عام 1921 تمكن هتلر بالتحدث وبطلاقة ام حشود ضخمة العدد بلغت حوالي 6 آلاف فرد في ميونيخ، كما ارسل عدة اشخاص من مؤيدي الحزب في شوارع ميونيخ للأحداث حالة من الفوضي ولترويج افكارهم بين عامة الشعب، ولكن علي الحانب الآخر انتشر صيت هتلر ومعارضته الشديدة للماركسية واليهودية وسحقها وتقويض دعائم جمهورية فايمار.

وفي صيف عام 1921، سافر هتلر إلى برلين لزيارة بعض الجماعات التي كانت تنادي بالقومية،واثناء غيابه عن الحزب واجه تمرد من بين قيادات مسئولي الحزب في ميونيخ،وعندما علم هتلر بتمردهم اسرع الي ميونيخ وحاول مواجهه هذا التمرد عن طريق تقديم استقالته رسمياً من الحزب.

وكانت تلك الحركة بمثابة تَمويه لميوله و إخفاء غرضه الفعلي وهو الوصول لعرش ألمانيا، وفي ذلك الحين احس مؤسسين الحزب بدور هتلر وما سيطرأ علي الحزب من عناء وانهيار اذا تركه، وانعكست الموازين 180° وزاد تماسكهم بيه واصبح يشكل خطرا علي مكانه مؤسس الحزب نفسه”دريكسلر”.

وفي ذلك الوقت ظهر كتيب محرض ضد هتلر واتهم هتلر بالخيانة،و رد هتلر علي هذا الكتيب في صحافة ميونيخ ورفع دعوي قضائية عليهم بالتشهير؛ في النهاية انتهت بعقد تسوية بينهم فيما مضي.

وفرغت الساحة امام عين هتلر فاستغل هذة الفرصة ودفع نفسه لانتخابات ولكنه لم يُوفق، في التاسع والعشرين من يوليو عام 1921 قدم هتلر نفسه ك “فوهرر” رسمي للحزب امام الجميع، ويعتبر هتلر هو اول شخص يُلقب بهذا اللقب.

وبدأت خطابات هتلر تعلو صيتها وكوّن جماعات مستقلة مشابهة مثل: جبهة العمل الألمانية؛ والتي اتخذت من مدينة نورنبيرغ مقرًا لها، وكان” يوليوس شترايشر” رئيسًا لها، وشغل بعد ذلك منصب “غوليتر” ، ويعني قائد الفرع الإقليمي لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في منطقة “فرنكونيا“،واقترن هتلر اسمه بأسم القائد العسكري وهذا يدل علي علو مكانته في تلك الفترة.

ثم في عام 1923قام هتلر بمحاولة انقلابية فاشلة بالاتفاق مع الحزب النازي من اجل الاستيلاء علي السلطة في بارفايا وألمانيا.

قرر هتلر حينها استخدام اسم جنرال “إريش لودندورف” كواجهة في محاولة الانقلاب التي انتهت بالفشل الذريع وسجن “أدولف هتلر” واتهم بالخيانة العظمي للبلاد ولكن سرعان ما لبث براءته وصفاء نيته.

وفي عام 1933 تم تعيينه مستشاراً للبلاد عمل علي إرساء دعائم ديكتاتورية ونزعة شمولية فاشية، واتبع سياسة خارجية خاصة تسمي بالألمانية “lebensraum”.

وهكذا تحدثنا عن الخطوط العريضة في حياة هتلر وسنستكمل موقفه من اليهود وفي الحرب العالمية الثانية واين انتهي به السبيل في الجزء الثاني….

المراجع

-كتاب كفاحي والسيرة الذاتية ل “أدولف هتلر”

موقع ويكبيديا

اقرأ المزيد

القصر الغامض

فتوات مصر حكايات لا تنضب

لمحة حضارية في سطور تاريخية (الجزء الاول)


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا