الأسرة والتربية

لا أريدك أن تبقى في حياتي بعد الآن

كتبت /ناهد السروجي

جملة لا تتعدى كلماتها سطرًا واحدًا ،أصبحت تتردد يوميًا بين كثير من الناس ،فلا يمكن أن تخلو أي مشاحنات من هذه الجملة ،سواء كانت بين الأخوات أو الأصحاب أو الأزواج
ولكن أكثرها إنتشارًا خطورة على المجتمع ككل هي ترديدها بين الأزواج لأنها تؤدي إلى هدم كيان كامل من الصعب رجوعه مره أخرى ،بل من الممكن أن تمتد النتائج المترتبة عليها لسنوات من المشاكل التي لا تنتهي .

لا أريدك أن تبقى في حياتي بعد الآن
لا أريدك أن تبقى في حياتي بعد الآن

من أهم الأسباب التي تجعل الأزواج يقولون لبعض “لا أريدك أن تبقى في حياتي بعد الآن “

أولًا الخيانة

والخيانة من أصعب وأكثر الأسباب شيوعًا وخطرًا لأن من الصعب نسيانها أو التغاضي عنها سواء كانت الخيانة من الزوج أو الزوجة ،حتى لو استمر الزواج بتتحول المشاعر بينهما لحالة من الجفاف والجمود العاطفي.

ثانيًا الإهانة والضرب

أصبحت الإهانات بين الأزواج وسيلة من وسائل التحدث بينهم وهذا أمر خاطئًا يرفضه الدين والقانون لأن من المفترض أن العلاقة الزوجية تقوم على المودة والرحمة ، فالضرب يؤدي إلى إنعدام الثقة والأمان في الكيان الأُسَري .

ثالثًا توزيع المسؤوليات

من المفروض والمعروف أن الرجل هو المسئول الأول عن إدارة الشئون المالية الخاصة بالأسرة ،حسب إمكانياته المتاحة ، والمرأة عليها أن تدير المنزل وكل ما يخص شئون الأولاد وتربيتهم وهكذا تدار الأسرة ،ولكن مع تغير العصور وزيادة أعباء الحياة ،فأصبحت المرأة تخرج لتساعد الزوج ،وذلك فى بعض الأحيان يؤدي إلى حدوث مشاكل إما نتيجة اعتماد الزوج على زوجته في الإنفاق فيصبح وجوده لا يمثل فرق عند زوجته وأولاده أو نتيجة الضغوطات التى تعيشها المرأة ما بين العمل ومسئوليات البيت ،والزوج لا يقدر تعبها ولا يحتويها ولو بكلمة .

رابعًا الأهل

تدخل الأهل في حياة أولادهم بعد الزواج أصبح عبء ،وفِي بعض الأحيان يكونوا السبب في الخلافات ،مجرد إختلاف الأفكار ما بين الزوجين يجعلوا منه حلبة صراع ،ومن رأيه سينتصر برغم إنه من المفترض إن الأهل هم وسيلة التقارب والتوافق بما لديهم من خبرات فى الحياة ، فعلى الأهل أن يدركوا أن حياة أولادهم الزوجية حياة مستقلة عنهم هم من يحددوا معاييرها ،وخاصة فى تربيتهم لأطفالهم ،فلا يمكن تعليم الأطفال القيم ،والأخلاق ويروا بأعينهم عكس ذلك ، فهذا يؤثر بالسلب في تكوين شخصياتهم .

خامسًا المقارنة بالآخرين

نحن بشر مثلما نحمل في داخلنا مميزات نحمل عيوب ، شخصية كل إنسان تتكون بما مر به من تجارب أو بما يرى من حوله من تجارب الآخرين، فلابد أن يعرف الأزواج إن ما يروا من مميزات في الآخرين ويقارنوا أزواجهم أو زوجاتهم به ما هو إلا إطار خارجى فقط ، فالعيوب لا تظهر من خلال حديث أو مقابلة كما تظهر المميزات ،ولكن حتى تستمر الحياة الزوجية علينا تقبل الطرف الآخر ودائمًا إشعاره بأهمية وجوده في حياتنا ، لأن الشعور بالأمان هو البوابة الرئيسيّة لتكوين الثقة وتقوية الروابط .
ولكن هل قول الزوج أو الزوجة “لا أريدك أن تبقى في حياتي بعد الآن ”
ينهي الخلاف وتصبح الحياة أفضل وبدون مشاكل .
الإجابة لا بل هي الشرارة التي تزيد من أي مشكلة .
فعلى الجميع أن يعي إن وجودنا في الحياة مرتبط باختلافنا في الطباع والأفكار والأراء ،فالحياة أبسط وأقصر بكثير من أن نقضيها فى مشاكل وخلافات ليس لها معنى .

إقرأ أيضا :

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا