الأسرة والتربية

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

كتبت : مايا أحمد زكي

 

شهد العالم في الآونة الأخيرة تغيرًا كبيرًا في وسائل الإتصال، حيث ظهرت وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل “فيسبوك، تويتر، انستجرام… إلخ”، وترتب على ظهور تلك التغيرات عدة آثار منها السلبي ومنها الإيجابي.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات

أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية تأثيرًا يحمل بين طياته الإيجاب والسلب، لا شك أن من الآثار الإيجابية لإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي أنها قد عززت العلاقة بين الأبوين وأبنائهم، وبين الزوجين، وبين الأصدقاء، وحتى بين المعلم وتلاميذه.

حيث نبهت الأبوين إلى التعرف على وسائل التربية الحديثة وكيفية تنشئة الأطفال على أساس علمي صحي، كما نبهت الآبناء إلى واجباتهم نحو آبائهم التي قد يغفلها، وكل هذا يحدث بمجرد ضغطة زر.

أما علاقة الزوجين ببعضهما فقد تدخلت فيها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وتم تناقل الخبرات والتجارب والتعلم من الآخرين بشأن إقامة علاقات زوجية ناجحة، بالإضافة إلى الدورات التدريبية التي تقدم من أجل تأهيل المقبلين على الزواج.

ولا يمكن إغفال دور وسائل التواصل الاجتماعي في توطيد علاقات الصداقة، بل ودورها في إقامة علاقات صداقة من مختلف البلاد، فالصديق الذي يتعثر الوصول إليه يمكن لقاءه عبر تقنيات “الڤيديو كول” أو محادثته عن طريق “الشات” كتابيًا.

ولقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي مساهمة فعالة في عمليات التعلم، حيث انبثقت من التطور الهائل في التكنولوجيا، وسيلة التعلم عن بعد، التي شكلت جسرًا لعبور الثقافات بين مختلف دول العالم دون حدود أو قيود، واتصال معلمين واساتذة الشرق والغرب ببعضهم وإقامة علاقات علمية وثقافية بينهم.

ولكن هذا كله يرجع إلى حسن التصرف والذكاء في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على الانتفاع منها وتجنب المخاطر والأضرار التي تشكلها بشتى الطرق، فإن سوء استخدامها يقلب الأمور رأسًا على عقب.

إن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأبوين، قد يؤدي إلى ضرر بالغ للأبناء، حيث يقضي الأبوين أوقات طويلة على الهاتف المحمول أو أجهزة الكمبيوتر، في يهملوا أبنائهم وينشغلون عنهم، وهذا له أثر في تفكك العلاقة بين الزوجين فيزداد إهمال وانشغال كل طرف عن الآخر حتى تبدأ العلاقة في التفكك.

وبالتالي ينعكس ذلك على الأبناء، حيث يقلدوا ما يروه من أبويهم ينغمسوا في مخاطر الإنترنت دون رقابة من أحد أو متابعة أوتوجيه، ويؤثر ذلك أيضًا على دراستهم العلمية في تدني المستوى العلمي، وكذلك المستوى الأخلاقي إذا قاد الاستخدام السئ للتواصل الإجتماعي إلى التعرف على أشخاص فاسدين.

وفي دراسة أجراها الباحث هشام البرجى، حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعية على الأسرة، أظهرت النتائج أنّ من تأثيراتها السلبية أنها تقلل من الحوار البيني التفاعلي بين أفراد الأسرة بنسبة 65.5% وأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأبناء تؤدي إلى تغيير سلبي في سلوكهم بسبب عزلتهم بنسبة 60%.

يرى البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي تحد من التجمعات العائلية وتجمعات الأصدقاء، حيث تلخص التجمعات في كلمة تبعث على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي أو في “ڤيديو كول”، والبعض الآخر يرى أنها خلقت وسيلة جديدة لصلة الأرحام.

من الناس من يعارض هذه الوسيلة كونها قضت على التجمعات العائلية القديمة والتي تقام على أرض الواقع وفيها كم كبير من التفاعل والمشاعر، ومن الناس من يؤيد هذه الوسيلة كونها وسيلة رخيصة الثمن وتعد حلًا للمسافات البعيدة.

رغم أن وسيلة التعلم عن بعد لها عدة مزايا ولكن على النقيض فإن لها عيوب، من أمثلة تلك العير هي وجود صعوبات لدى بعض الطلاب في التعلم عن بعد بسبب ضعف شبكات الإنترنت أو عدم توافر أجهزة إلكترونية حديثة يستطيعوا من خلالها التعلم عن بعد، أو وجودهم في مناطق نائية عن التقدم التكنولوچي.

حسب آراء البعض أن هذه الوسيلة بلا شك زعزعت أصالة العلاقة الوثيقة بين المعلم وتلاميذه، أو أستاذ الجامعة وطلابه، فإن التعلم في المدارس والجامعات يعد أشد حزمًا وإلتزامًا، ورأى البعض الآخر أنها وطدت العلاقة أكثر من ذي قبل وجعلت للتعلم متعة تفاعلية أكثر تطورُا.

ويمكن القول أن هناك عدة خطوات يجب اتباعها لإيجادة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لا يؤثر على العلاقات، وهي:

1- مراقبة الأبوين لأنفسهم أولًا حين استخدام الإنترنت، وتخصيص وقت معين لهم ولابنائهم لاستخدامه.

2-متابعة الأبوين لأبنائهم حين استخدام الإنترنت لدفع أي آذى قد يتعرضوا له.

3-الحرص على التوازن بين استخدام وسائل التواصل الإجتماعي في الإطمئنان على الأقارب والأصدقاء وبين مقابلتهم على أرض الواقع.

4- حرص الأساتذة والمعلمين على إثراء محتواها التعليمي عبر الإنترنت والزيادة من التفاعل بينهم وبين طلابهم

إقرأ أيضا :

سيدة ناجحة …كيف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا