مقالاتالتاريخ والآثار

مجموعة المنصور قلاوون

بقلم: مياده الحبشي

وهي تضم مدرسة وبيمارستان لعلاج المرضي وقبة ضريحية وحوض خارجي لسقي الدواب.

الموقع :-

مجموعة معمارية أثرية تقع فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، فى الجزء المعروف بـ بين القصرين، وهو مجموعة السلطان قلاوون، أو مسجد ومدرسة وقبة وبيمارستان المنصور قلاوون.
وتتقدمها واجهة كبيرة ممتدة يتوسطها باب، كسيت مصاريعه بالنحاس المخرم والمزخرف بالحفر والتكفيت بالفضة بالذهب وبرسوم نباتية وحيوانية وهندسية غاية فى الدقة والإبداع.

مجموعة المنصور قلاوون

وصف المجموعه المعمارية :-

يعتبر مجمّع السلطان المنصور قلاوون بداية لظهور طراز معماري جديد، وهو ما يعرف باسم المجمّعات المعمارية التي تشتمل على أكثر من وحدة معمارية مختلفة الأغراض. ويتكون هذا المجمّع من ضريح ومدرسة وبيمارستان .

كان البيمارستان من أسباب بناء هذا المجمّع، إذ يذكر أنه أثناء وجود قلاوون في الشام وهو أمير، مرض مرضاً شديداً فعالجه الأطباء بأدوية أحضرت من بيمارستان نور الدين محمود في دمشق فشفي. وزار قلاوون البيمارستان فأعجب به ونذر إن أتاه الله الملك أن يبني واحداً مثله. وقد اختار قلاوون لبناء البيمارستان قاعة ست الملك ابنة العزيز بالله الفاطمي والتي آلت بعد ذلك إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي. وكانت القاعة تقع في نهاية المجمع وتشتمل على أربعة إيوانات. وقد زوّد البيمارستان بالأطباء في جميع التخصصات والممرضين والأثاث والأدوات والأدوية اللازمة. ولم يبقَ من البيمارستان اليوم غير أجزاء قليلة منها جزء من الإيوان الشرقي يحتوي على بقايا فسقية رخامية وشادروان كان مزخرفاً بالرخام الدقيق ويشبه إلى حد كبير ذلك الموجود في قصر العزيزة في باليرمو في صقلية (اكتمل بناؤه بين العامين 561 و 570 هـ / 1166 و 1175 م).
قبة المنصور قلاوون فتتكون من قاعدة مربعة يوجد فى وسطها 8 أعمدة اربعة منها من الجرانيت وهى متقابلة ومذهبة التيجان والأربعة الأخرى دعائم مبنية بأركان كل منها 4 أعمدة من الرخام، ومازال اسم مهندس المجموعة المعمارية مجهولاً، لكن ذكر المؤرخون أن السلطان المنصور قلاوون عهد إلى الأمير علم الدين سنجر الشجاعى بالتنفيذ والإشراف على العمارة، فحشد إلى العمارة 300 أسير، كما حشد جميع الصناع وأمرهم بالعمل فى هذه العمارة ومنعهم من العمل فى غيرها، ثم عمد إلى قلعة الصالح نجم الدين بالروضة ونقل منها ما احتاج إليه من أعمدة جرانيتية ورخام وغيرها.

كانت المدرسة تشتمل على صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة إيوانات: إيوانان كبيران هما إيوان القبلة (الإيوان الجنوبي الشرقي) والإيوان المقابل له، وإيوانان صغيران في الجانبين. ولم يبقَ من المدرسة غير إيوان القبلة الذي يتميز بواجهة فريدة لا مثيل لها في مصر تطل على الصحن بواسطة ثلاثة عقود، أكبرها أوسطها. وكان يُعطى في المدرسة دروس في الفقه على المذاهب الأربعة، ودروس في الطب كان الجانب العملي منها يجري داخل البيمارستان .

ويصف البعض قبة المنصور قلاوون بالمجموعة بأنها ثانى أجمل ضريح فى العالم بعد تاج محل الهندى، والمجموعة الكائنة بمنطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمى فى الجزء المعروف ببين القصرين، وتتبع إدارياً قسم الجمالية بحى وسط التابع للمنطقة الغربية بالقاهرة. يجاور المجموعة عدة آثار إسلامية، فبجانبها يقع مسجد ومدرسة الناصر قلاوون ومسجد ومدرسة وخانقاه الظاهر برقوق ثم المدرسة الكاملية وحمام السلطان إينال، ويقابلها سبيل وكتاب خسرو باشا ومدرسة وقبة نجم الدين أيوب ومدرسة الظاهر بيبرس ثم سبيل محمد على وقصر الأمير بشتاك.

مجموعة المنصور قلاوون

اشتملت واجهة المجموعة على عقود محمولة على عمد رخامية بداخلها شبابيك مفرغة بأشكال هندسية بها إفريز مكتوب به اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء، وتنتهى من أعلاها بشرفة مسننة محلى وجهها بزخارف، وهى واجهة غير مألوفة فى عمارات مصر، يظهر بها التأثيرات السورية.

المعمارون أو معلمو البناء أو الحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه:
أشرف على البناء الأمير علم الدين الشجاعي. وكان خبيراً في العمارة والهندسة، وحشد جميع الصناع ومنعهم من العمل في أي مكان آخر من أجل سرعة الانتهاء من المبنى.

طريقة تأريخ المبنى :-

أرّخ المبنى بناءً على شريط كتابي بطول الواجهة يشتمل على اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المبنى، وبناءً على نص تأسيسي منقوش على عتب المدخل الرئيسي للمبنى يحمل اسم المنشئ وتاريخ بدء البناء (العام 683 هـ / 1284 م) وتاريخ الانتهاء من البناء (العام 684 هـ / 1285 م).

مجموعة المنصور قلاوون

مراجع مختارة :-
– الباشا، حسن. موسوعة العمارة والآثار والفنون الإسلامية (المجلد الأول). القاهرة، 1999.

– سالم، السيد محمود عبد العزيز. المآذن المصرية – نظرة عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربي حتى الفتح العثماني. القاهرة، 1959.

– شافعي، فريد. العمارة العربية في مصر الإسلامية. القاهرة، 1991.

– المقريزي، تقي الدين أبي العباس (المتوفي عام 845 هـ / 1442م). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. القاهرة، 1853.

-. Creswell, K.A.C. The Origins of the Cruciform Plan of Cairene Madrasas. Cairo, 1922

– . Herzfeld, E. “Studies in Architecture.” Arts Islamica, 1942

 

إقرأ أيضاً :-

المومياء الصارخة

اللغة المصرية القديمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا