رؤية وابداع
وحيدة أنا
كتبت:دينا توفيق
وحيدة انا والحزن يملؤني.. وحيدة انا والهم يغمرني..وحيدة والدمع يملأ
أعيني.. لم يُجبر بخاطري.. وحيدة ولم يسمع أحدهم انيني والصرخات
بداخلي.. فمتي ينتهي الضجيج ؟
أصبح الأمر معقدأ بالتدريج، لم أجد مخرجا
لوحدتي، لم يجفف أحدهم دمعتي. والآن أصبح الأمر معقداً داخلي..ولقد أزعجني
تصنيف البشر لوحدتي.. فمنهم من وصفها بالانطواء ومحبة عدم الانتماء
للجميع ، ومنهم من وصفها بالكبرياء والغرور. فقدت الشعور.. فقدت السيطرة علي
الأمور.. وحيدة..وحيدة أنا ولم أجد مهرباً من الوحدة، زادت صعوبة العقدة.
وحيدة أشبه في وحدتي الشمس أحترق من أجل الجميع، تمنيت ألا أضيع في كوكب
الأحزان والغيوم السوداء. باتت عيناي عمياء من فرط البكاء. أما كنت استحق أن
أكون مثل القمر والنجوم تؤنس وحدتي ؟ بدلا من أن تكون الهموم
رفيقتي وحيدة وباتت وحدتي كأوراق الخريف المتناثرة لا قيمة ولا فائدة
لها.. وحيدة والوحدة تملأ أحرفي وكلماتي.. وحيدة وشيئا فشيئا تزداد خيباتي
وعثراتي.. لم تكن وحدتي مهربا من الهموم والمحن ولكن كانت دلیل عدم تحملي
للبقاء بعد كل هذا العناء..وحيدة أنا.. والألم يمزقني من الصمت والكتمان..لم أعد
أشعر بالأمان في قرب أحدهم..وحيدة أنا والوحدة تأكل ما تبقي من قلبي.. لم
أعلم ما هو ذنبي وخطاي .. كان الخطأ الوحيد في مخيلتي أنني اقترفت جريمة
في حق نفسي. أبشع ما قد يواجهه الإنسان هي الحرب التي يخوضها مع
ذاته.. وسلاح الوحدة كفيل أن يهلك الإنسان ويفنيه.. وماذا أفعل بنفسي ؟! أري
ذاتي محطم .. أراني أبشع ما في الوجود..أراني لا أصلح للحياة. وحيدة أنا
وتشفق جدران حجرتي على ما عانيت من فرط البكاء والوحدة..وحيدة انا
والطعنات تملأني..وسأظل هكذا حتي
مماتي..وحيدة للأبد..
إتبعنا
