مقالات

الإستعداد للموت

 

بقلم: ندى جمال محمود

الموت حقٌ علينا وهو الحقيقه التي لا يستطيع أحدٌ منا أن يُنكرها.

وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 34، 35]

ولكلٍّ أجلٌ محتوم، وأمدٌ مقسوم لا محيدَ عنه، ولا مفرَّ منه: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 34

روى البخاري عن مجاهد بن جبر، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: ((كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل))، وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخُذْ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك))؛ (البخاري حديث: 6416)

و من وسائل الاستعداد للموت: 

-أن ننفذ كل الفرائض التي فرضها الله علينا و يحافظ العبد على صلواته الخمس. 

– أن نكونَ على يقين بأن الموتُ حقٌ علينا جميعًا. 

-أن نقرأ عن الموت والحياة في القبر وعذاب القبر وعذاب جهنم. 

-أن نتعظ من قصص موت الآخرين ونتعلم منهم. 

-أن نتقي الله في كل شيء. 

-أن نرضي الله ورسوله. 

-أن نقوم بعمل ورد يومي من القرآن 

-أن نحافظ على الأذكار في أوقاتها يوميًا وأن نداوم على ذكر الله والاستغفار والصلاة على النبي صلّ الله عليه وسلم والتسبيح فإن ذكر أهل الجنة هو التسبيح. 

-أن نعلن توبتنا عن كل مُنكر ونتوب لله ونستغفره فإن الله غفور رحيم وإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. 

-أن ننام على وضوء كل ليلة. 

-أن نُكثر من الإستعاذات. 

-أن نطبق سنة النبي صلّ الله عليه وسلم وألاّ نستهين بها. 

-أن لا تُلهينا الدنيا عن الآخرة وننسى أننا جنائز مؤجلة (وما الدنيا إلاَّ متَاعُ الغرور) 

وكلما تقدم الإنسان في العمر استعد للموت أكثر, قال بعض السلف : إذا بلغ العبد الأربعين فقد قضى مناسك الأجل ولم يبق إلا الانحدار إلى الوطن.

وإذا بلغ العبد الستين فقد أعذر الله عز وجل له في الأجل, فعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة ) [أخرجه البخاري] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : والمعنى أنه لم يبق له اعتذر كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت…وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنها بالعمر الذي حصل له, فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار، والطاعة، والإقبال على الآخرة بالكلية….وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل.

 عن طارق المحاربي رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يا طارق استعد للموت قبل نزول الموت ) [أخرجه الحاكم] فالحازم من يكون مستعدًا للموت في كل وقت، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : فالإنسان يجب عليه أن يحتاط لنفسه، وألا يطيل الأمل, وأن يعمل للآخرة, وكأنه يموت قريبًا لأجل أن يستعد لها. 

لا يعرفُ الموت سننًا محددًا، فهناك أطفال وشباب ونساء يموتون كل يوم، وكل يوم ينظرُ إلينا ملك الموت مرات عدة إلى أن يأمرهُ الله بأن يقبض أرواحنا. 

-كن دائم التخويف والتذكير لنفسك بأن الموت قادم، إعمل على ترهيب نفسك منه. 

-إذهبوا للقبور لتذكروا أنفسكم بأننا يومًا سنكون معهم 

-ادعوا لموتى المسلمين جميعًا حتى يتذكركم الناس بعد موتكم. 

-كلما خُيرتم في أمر من أمور الدنيا إذهبوا إلي القبور حتى تتذكروا أن الدنيا فانية، لا تستحق الركض ورائها. 

-استعينوا بالله في كل شيء. 

-للموت شدة وسكرات تتفاوت درجة الشعور بها على حسب عمل العبد، فإن كان صالحًا خرجت روحه دون أن يتألم، وإن كان عاصيًا لخرجت روحه بصعوبة وألم ومعاناة؛ فلا تنسوا أن تدعوا لأنفسكم بأن يخفف الله عنكم سكرات الموت.

-وادعوا الله أن يرزقكم حسن الخاتمة وأن يقيكم شر فتنة المحيا والممات وشر القبر وأهوال العذاب..

مهما كنا صالحين لن نكون مستعدين للموت، لكن الله يحاسبنا برحمته لا بعدله وأكثر ما يُطمئن النفس وعزاؤنا في الدنيا أننا مسلمين موحدين بالله عز وجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا