موعد مع الحياة
بقلم: ريهام المكاوي
متى يحين موعدك مع الحياة؟ هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل؟
يظن البعض أن الموعد مع الحياة يحين حينما يتحقق حدث ما ليجلب السعادة للإنسان، وفي حقيقة الأمر أن الموعد مع الحياة يتحقق حينما تتصالح مع نفسك، حينما تقرر التغيير وتسعى له.
عندما تتحمل مسئولية حياتك وتكف عن الشكوى والتذمر لكى تنمو في الحياة، فالحياة في حد ذاتها ليست مثالية ونحن لسنا مثاليين، ولكن السعادة تُصنع حينما نسعى إلى الفهم والتغيير ونتحمل مسئولية أخطائنا لكى نصنع واقعًا أفضل، فالدنيا في حد ذاتها ليست دار النعيم، فالنعيم الحقيقي في الآخرة.
ولكن لا يعني هذا أن نتركها بالكلية، ولكن نتخذ منها مزرعة للآخرة في كل أفعالنا وتصرفاتنا، وقرارتنا نعرف أننا محاسبون عليها ونُجهز إجابة للعلى القدير، ونقول له ياربي”هذا جهدي وهو جهد المقُل، فاللهم تقبل مني وألحقني في زُمرة عبادك الصالحين”.
والموعد مع الحياة يحين حينما يُقرر الإنسان التغيير وحينما يضع أهدافًا واقعية ويسعى إلى تحقيقها بالتوكل على الله عزوجل، فالحياة في حد ذاتها ليست لها معنى، ولكن ما يجعل لها معنى هو الأهداف التي يضعها الإنسان لنفسه ويسعى إلى تحقيقها، هى ما تحقق له الإشباع والكفاية النفسية وهذا هو جوهر الشعور بالوجود.
يحين حينما يبدأ الإنسان في تقدير ذاته تقدير حقيقي، ولا يبخسها قدرها، حينما يُقرر أن يختار طريقه المشروع ويُقرر الحق في الحياة، بعيدًا عن قيل وقال، وتعقيدات البشر والأحوال.
ولكي يتحقق هذا الموعد؛ يحتاج الإنسان إلى العلم في حياته، فبدون العلم لا يتقدم الإنسان، ولا يتحرك من مكانه، فالإنسان جيد جدًا في التبرير والفهلوة، وآخر ما يُفكر فيه هو الأخذ بالعلم لتحسين حياته، وعند الحق يقول هذه فلسفة، فقليل من الفلسفة لا يضر أحيانًا لكى ينمو الإنسان ويزدهر في الحياة.
