مقالات

مواقع التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟

بقلم : رباب شاهين

 

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً لا يمكن إنكاره في توسيع آفاق الشعوب والانفتاح على الثقافات العالمية، وأصبحت من الأدوات المهمة في عصرنا الحالى، فقد فرضت نفسها بقوة على كافة شرائح المجتمع لاستخدامها وخاصة فئة الشباب فقد أصبحت من الأدوات المهمة بالنسبة له ، وبما أن الشريحة الأكبر من مستخدميه هم من الشباب فهي أداه تحتمل الاستغلال النافع أو الضار، فأي تطور إنساني إذا تم استغلاله بالشكل الجيد والأمثل يكون نعمة للإنسان، والعكس صحيح .

 

ومما لاشك فيه أن هذه المواقع تمتلك العديد من المميزات، فقد أتاحت الترابط والتقارب بين الناس وكسر الحدود بين الشعوب والثقافات، ووفرت منصات للحوار والتعبير عن الرأي وتوسيع منصات ديمقراطية وحريات الصحافة والإعلام في مجتمعات مقيدة للحريات ومكبلة لها. ولم يقتصر النفع من هذه المواقع الاجتماعية على الحرية والديمقراطية فحسب، بل امتد إلى الواقع الاجتماعي والسياسي نظراً لقدرتها الكبيرة على التأثير. ولا شك أن الإيجابيات كبيرة وكثيرة على هذا الصعيد، إلا أن انتشار تلك الفوائد تكاد تساوي مساؤها.

مواقع التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟
مواقع التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟

للمزيد من المقالات أضغط هنا

ففي المقابل قد تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على النسيج الاجتماعي للمجتمعات، فمع استخدامها السيء وبدون وعي أو رقابة تتراجع منظومة القيم وتصبح ساحة لترويج الشائعات ونشر الأخبار الزائفة، وبالتالي فهي تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع المحافظ على تقاليده وعاداته وثقافته، والإفراط في استخدامها يؤدي أيضاً إلى انعزال الفرد عن أسرته والبعد عن المشاركة الفاعلة في مجتمعه.

 

ولم تسلم شبكات التواصل الاجتماعي أيضاً من استغلال الجماعات الإرهابية لها، فهي تعد أهم أداة من الأدوات التي استطاعوا من خلالها استقطاب الآلاف من الشباب وتلويث أفكارهم وتغيير اتجاهاتهم بسياسة إدخال أيدلوجيات ظاهرها جميل وباطنها الخراب والتدمير وذلك لتحقيق مصالحهم الخاصة .

لذلك تعد مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ينبغى معه عدم ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه فنحن نحتاج إلى سلسلة من الوقفات الجادة بين الدولة والمجتمع، فلا مانع من الحرية المسؤولة بالدرجة الأولى من قبل مستخدمي هذه المواقع الاجتماعية، وعلى صعيد الدولة سن القوانين وفرض الجزاءات لكل مسيئ الاستخدام، وذلك من أجل حماية وأمن واستقرار الأوطان وتنميتها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا