مقالات

دائرة الحياة ما بين اليوم والأمس  

 

كتبت : إيمان موسى

الرضيع، الطفل، المراهق، الشاب، الناضج، المسن، كل ذلك مراحل متتالية تتناوب فيها المسؤوليات والأولويات مع نهاية كل مرحلة وبداية الأخرى ومحور هذه التحولات مابين الشباب و النضوج ,حيث تتحول من أهداف أحادية إلى أهداف اجتماعية وعائلية بنظرة أعمق للحياة

دائرة الحياة ما بين اليوم والأمس  
دائرة الحياة ما بين اليوم والأمس

لماذا ألقيت عليكي اللوم عندما كنتي هادئه في وقت يجب أن تعلني عن ثورة … اليوم أدركت أن هدوء الأعصاب حرفة والهجوم والصوت العالي ضعف فالآواني الفارغة هي من تحدث الضجيج
لماذا ألقيت عليكي اللوم عندما قدمتي لأناس مساعدات نفسية ومعنوية وهم بالأساس لم يقوموا بمسح دمعة وجنتيك .

اليوم أدركت عندما أشمل أحد بعطفي يشملني الله بعطفة وكرمة من منبت شعري لأخمص قدمي
اليوم أدركت أن مشاركة الآخرين السعادة هي في الأصل سعادة لي كما يقولون ” القلب على القلب رحمة “

كيف تتفهمي مشاعر البشر واحتياجاتهم من نظرة عين
كيف مرت عليكي كل هذة الأيام و أنت صامدة ضعيفة.. نعم ضعيفة.. لأنك لا تملكين حيلة في تغير الواقع ولا لديك حجة في صنع المستقبل فكل شئ على الله بدون تدبير بدون توقع أنت فقط تشاهدين في صبر وحكمة وإيمان كبير بأن الله لايضيعك وحجتك القوية التي ليس بعدها حجة..هي الدعاء

الشئ الوحيد الذي لا زلت ألقي عليكي اللوم فيه حتي بعد أن درات بي الدائرة وفعلت بي الأفاعيل .. هو تهاونك في حق نفسك حب الذات لم يخلق في فطرتك الإنسانية بعد
مبدأ الإيثار تتعاملين به في الجنة فقط …
في هذة الدنيا من يجدك تفضلينه على نفسك في أول الأمر يشكرك وبعد التكرار يكون حق مكتسب و يجلدك حتى على عتابك وكأنك ليس من حقك العتاب والحزن حتى هذا الأنين سلب منك .
أبسط حقوق الإنسانية ” الحياة”.

آثرتي الآخرين على نفسك فيها
تفكرين في فلان قبل أن تتكلمي وتفكرين في علان قبل أن تضحكي وهكذا. ….وهكذا ..
إلى أن غفوتي واستيقظتي على الفاجعة ” أنت لم تكوني يوما في حسبان أحدهما ولو لدقيقة واحدة ”
إمرأة تتأرجح حياتها بين رغبة هذا وأمنية ذاك وحزن هؤلاء وفرح الجميع فماذا تريدين أنت ولما ذهبت كينونتك ..
فماذا تنتظرين من إمرآة لم تشعر بذاتها للحظه لم تسمع صوت الأنا ولو لثانيه … هل الآخرين سيشعرون بها أو بإحتياجتها كيف؟ وهي بذاتها أهانت نفسها
فلا تأتي اليوم وتشتكي من البشر أنت من جرأت البشر عليكي أنت من جعلتيهم يتخطو حدودهم
تقدير ذاتك وتقدير الآخرين لكي.. ما بينهما علاقة طردية فهذه هي معادلة الحياة

فهذه هي دائرة الحياة ما كنت تشمئز من تصرفه وفعله أمس تقع في موضعه اليوم وتدرك في حينها كل الزوايا التي لم تكن ترها أمس حيث تتحكم في تصرفاتك وأفعالك وتحسب حسباتها جيدا ..فالنظرة عليها حساب والكلمة عليها حساب فكلا لدية رقيب عتيد فحقا ” من عاب ابتلى” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا