مقالات

الكشف عن أسرار المُومياوات

كتب : علي سرحان / إسراء نشأت

 

هل سألت نفسك يومًا عندما تنظر إلى مومياء لها تاريخ كبير ماذا يحدث لها بعد اكتشافها واكتشاف تاريخها !

بالطبع إنه لأمرٌ مثير للاهتمام ، ولكن يجب أن نتخيل سويًا الأحداث ونُرتبها حتى نستمتع بتلك الرحلة عبر الزمن ..

عُرِف عن المصري القديم براعته في شتى العلوم ، وفي مختلف التخصصات فكانت روحه هي دليله في التعرف على كل شيء حوله ، سواء معرفة الأمراض وعلاجها أو العناية بنفسه والحفاظ حتى على عظامه بعد موته ، فترك لنا ما يدلنا على الطريق بعده ، وتمثّل هذا فيما قام بتسجيله على أوراق البردي ، وجدران المعابد والمقابر ، فجعلنا نهتم في يومنا هذا به بعد مرور الكثير من السنوات ، إذًا فنستطيع أن نتوصل الآن إلى قدرة مصر قديمًا وحديثًا وفي مختلف العصور على الحفاظ على المومياوات كما حافظ عليها المصري القديم حيًا بالعلاج ، وميتًا بالتحنيط ..

الكشف عن أسرار المُومياوات
الكشف عن أسرار المُومياوات

للمزيد من المقالات أضغط هنا

والأجهزة الحديثة اليوم .. أثبتت وكشفت لنا بعض الأمراض التي انتشرت قديمًا واستطاع المصري القديم معالجتها ، مثل : تسوس الأسنان ، وانسداد الشرايين ، والبدانة .. وكان هدفه من العلاج بجانب حفاظه على صحته ، اهتمامه بالمومياوات دون أي تأثير سلبي يُذكر إيمانًا منه بفكرة البعث والخلود

في يومنا هذا ووقتنا هذا نستطيع معرفة عُمر الإنسان من المومياء الخاصة به ، كما نستطيع معرفة نوعه والأمراض التي عانى منها في حياته أيضًا .. وسبب الوفاة

وبالنظر إلى التركيب البيولوچي للعظام فهي عبارة عن أنسجة صلبة يمكنها أن تتأثر بالعوامل البيئية حولها ، فاهتّم المصري القديم باختيار أجود الأنواع في التحنيط ، ولكن هُناك أمر مهم يجب علينا النظر إليه ، وهو أمر محيرٌ أيضًا ابتكره الإنسان الحديث .. ألا وهو أنتَ أيها الإنسان الحالي ..

 

كيف يُمكنك فحص المومياء بعد العثور عليها !

فمثلاً دعنا نتخيل عثُورنا على مقبرة تحتوي على مومياء الآن ،فما هي الطرق التي سنستخدمها لفحص المومياء ومعرفة طبيعتها وكل ما حدث لها ، دون أن ندمر أي شيء ولو صغير جدًا بداخلها !

الكشف عن أسرار المُومياوات
الكشف عن أسرار المُومياوات

أجهزة الـ X- Ray والتي تحمل طاقة عالية وكبيرة من الآشعة المرئية ، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر ، حيث كانت أولى خطواتها في فحص المومياوات في تلك الفترة ، ويُمكن من خلالها تحديد نوع المومياء سواء كان ذكر أو أنثى ، ومعرفة تاريخها ، والظروف البيئية التي تواجدت بها على مر السنوات ، بالإضافة إلى معرفة الأمراض التي أصابت الشخص في حياته سواء كان تعالج منها ، أو عانى منها حتى الموت ..

والطريقة الثانية هي طريقة الآشعة المقطعية CT ، ولكنها لا تُستخدم الآن ، وقد استخدمها العلماء خلال فترة السبعينات ، فهي أقل في الاحترافية من آشعة إكس ، ومن خلالها كُشف لنا نوع من الأمراض كان قد عانى منه بعض الأشخاص ، وهو مرض انسداد الشرايين أو تصلبها ، وكانوا يُدركون ما إذا كان الشخص أُصيب بأمراض في حياته أو لا من خلال وجود تلف في العظام

 

أما الطريقة الثالثة والتي تُعتبر من أهم الطرق المستخدمة في التعرف على المومياوات هي طريقة تحليل الـ DNA فكانت تُستخدم أدوات دقيقة للغاية مثل المنظار الداخلي الذي كان عبارة عن أنبوب مُزوّد بكاميرا داخلية ، كما استطاع العلماء دراسة الخريطة الچينية للمومياء بمعرفة الصلات الوراثية فتتم عن طريق فحص أسنان وعظام المومياء ..

وهُناك طريقة أيضًا أخرى تُعرف بـ PCR وهي طريقة يتم من خلالها معرفة نوع الميكروبات والجراثيم التي كانت تُصيب الشخص سواء كان في رئتيه أو الأمعاء ، وكذلك كشف بعض الأمراض مثل : إلتهاب الكبد ، والملاريا .. وغيرها من الأمراض

وكُشف أيضًا عن نوع من الأمراض يُعرف بـ : هيلو بكتريا بيلوري ، وهو غير معروف أو منتشر في يومنا هذا ..

ومن ضمن الطرق الحديثة أيضًا هي طريقة التشريح أو الفحص الرقمي حيث يتم إزالة اللفافات عن جسد المومياء بشكل افتراضي دون إلحاق أي ضرر باللفافات نفسها ، كما يُمكن أيضًا رؤية طبقات المومياء وفتح التابوت افتراضياً حتى الوصول إلى هيكل المومياء ، وهذا النوع يُمكّنك من رؤية بيانات المومياء الداخلية وطبقاتها ولكن دون معرفة لون أو سطح المومياء ، حيث تستطيع معرفة إذا كان هُناك جزء تم استئصاله ، أو أي حدث طرأ للمومياء ..

ومن أهم الأشياء التي عرفناها هي أنواع الأمراض التي كشفتها لنا المومياوات والتي كان أغلبها ناتجًا عن لدغات العقارب والثعابين التي تواجدت أيضًا من ضمن الأمراض في البرديات الطبية ، ولكن الحشرات أو الزواحف لا تُصيب فقط الشخص وهو حي ، وإنما تُصيب المومياء أيضًا فتُصيب بشكل مبدئي التابوت ، ثم المنسوجات ، ثم المومياء .. وبفضل تلك العلوم الحديثة استطعنا التعرف على كل ما تعرضت له بشكل خفيّ بعيدًا عن أعيننا ..

الكشف عن أسرار المُومياوات

والآن .. انتهت رحلتنا عزيزي القاريء مع المُومياوات ، فتعرفنا على أسرارها ، وغموضها .. ولكن هُناك الكثير أيضًا الذي لا نعرفه بعد .. إنها حضارة مليئة بالإثارة والغموض ، لا تتوقف عن البحث أكثر فأكثر ، فيُمكنك أنت أيضًا أن تعرف ما لم يستطع أحد معرفته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا