مقالات

” بقايا تربية ” من سلسلة مقالات شازولونج اجتماعي

بقلم/أحمد صالح 

إذا كان الغرض من الزواج تفريغا لطاقات بشرية في ليلة يقع فيها الفاعل و المفعول على اخشاب من الزان المتين _لعله صُمم خصيصا لتلك المعارك النارية_ فليكن حينها الزواج البشري لا فرقة بينه وبين الزواج الحيواني ! فنحن من وضعنا أنفسنا في جملة فعلية لا محل لها من الإعراب، عديمة الجدوى سقط فيها الفاعل و المفعول بين شهوات النفس دون النظر ولو بنظرة واحدة لفاعل جديد لا مكان له في تلك الجملة … وستظل تلك الجملة سببا من أسباب انهيار محتوم لمجتمعنا المرحوم؛ فرحمة الله على من ألقى التربية بين يدي أطفالا تنجب أطفالا !

ربي كما ينبغي أن تكون التربية وإلا لماذا تنجب ؟! كل شيء خُلق لهدف فلماذا نتكاسل في إحراز الأهداف نُقتل أهدافنا ونسير في بكاء منهمر في جنازته، نقتل و نقول هذه طبائع الأمور ! يا سيدي أفعل الشيء كاملا مكملا أو لا تفعل من الأساس نحن كسرنا تلك القاعدة نحن أشباه كل شيء; أشباه الدين، أشباه الاخلاق، أشباه المكارم، أشباه الضمير، أشباه التربية؛ نحن عالة على أنفسنا ورغم ذلك نتساءل لماذا تتفاقم رائحة المقابر من بين أجسادنا ؟ ليت القتلى لا يعودون ولكنهم سلسال كاسح تتوارثه الأجيال والفضل كل الفضل لأساليب خاطئة اعتدنا عليها وصارت نحن؛ نحن الخطأ ذاته !

أن الأطفال في عمر الزهور أشبه بتلك الصورة المرسومة من تحت ورقة شفافة فتحصل على صورة طبق الأصل من تلك الرسمة، أن الأطفال يقلدون كل شيء في تلك العمر إذا كنت لهم قدوة ستجد قدوة صالحة تجنيها في المستقبل، وإذا كنت لهم قواد فلا ملامة سوى أن تلوم نفسك .

البينة الأساسية في كل شيء تُبنى عليها كل الأشياء فأحسنوا البناء !

 

تالله يظل الطفل متأثر تأثيرا راسخا بكل ذرة دارت حول مدارات عقلة منذ ولادته؛ بالحب، بالود، باللين، بالصلاة، بالهدوء، بالقلق، بالصراعات، بالمشاهد المرسومة بين ذكرياته ….. بكل شيء

مصاريف تصل إلى ملايين من أجل ليلة واحدة يقال فيها ليلة الفرح، ومن ثم أطفال لا محل لهم من التربية؛ فالاولى كارثة والثانية جريمة !

أن تاء التربية ما هي إلا توارث المحاسن من الجد حتى الاب مروراً بسلسال كامل حتى الممات .
راء التربية، روضة من رياض الجنة لكن ما نراه الآن رياء منقطع النظير !
الباء، بستان الخُلق و كل ما يحمله من فروع الأخلاق والقيم و دقات القلب الامين، واللسان الحميد .
وختام مسك تلك الكلمة في كونها ينابيع الشخصية المرسومة أمام الجميع فهناك أناس تحمل ينابيع تسر الناظرين وآخرين لديهم ما يجعلنا نبصق عليهم في كل مرة نراهم فيها .

إن ما نراه الآن بيوتا لكنها بيوتا من الدعارة الأخلاقية و التربوية لا بيوت للإسلام _ الا من رحم ربي _ الأمر الذي يجعلنا نتساءل أين عقولنا إن كان لدينا عقول يا قوم غول ! فلا زواج مبكر ولا زواج شهوة ولا زواج إرضاء ولا زواج هروبا من الواقع كلها اشياء ولا زواج قاصرات، ولا زواج مجاملات، ولا زواج قائم على كل هذه الهراء يجعل من بيوتنا تربية صالحة ! ويقولون تَفتُح ولا يدرون أن أبواب جنهم تُفتح لنا من الآن !

“نحن تلك السحابة المنمقة بنيكوتين الجسد يتبعها ضحكة زائفة على تربية فاشلة مع لحنا حزين من ألحان الموت تليها صرخة قائلة بقايا تربية “

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا