مقالات

ما هو المصير إذا كان الآباء هم العائق

بقلم حنان شوقي

يؤسفني أن أطرح ذلك الموضوع لأن من الطبيعي أن يكن الآباء هم مصدر الأمان والاستقرار في الحياة ، أن يكونوا هم المنطقة الآمنة من شر الدنيا و ما عليها ولكن للأسف الشديد يوجد معنا على تلك الحياة من لا يشعر معنى الأبوة ، غريب ذلك الأمر هناك من يتمنى ظافر طفل كي يزرع به ما يحب حصاده ويراه يكبر رويداً رويداً أمامه ويرى نجاحه بوجوده ولكن الله له بذلك حكم يمنع لحكمة ويعطي لحكمة أخرى .

يؤسفني قول ذلك ولكن يوجد آباء عائق بحياة أبنائهم ، لا يروا سوى أنفسهم يأتوا بهؤلاء الأبناء كي يكونوا هم الشوكة الحانية لظهرهم ، ينسوا مجيئهم ويتركونهم كي يكتشفوا سوء الحياة بأنفسهم ، سوء الحياة الذي يبدء عن وجود ذلك الأب … تخيل أن يكن أباك هو مصدر إنكسار قلبك ، أن يصبح هو قسوة الأيام .

  • كيف سيصبح طفل رأى أباه هو العائق بحياته سواء كان عائق بقسوته أم بأفعاله أم بتخليه عنه أم بكل ذلك في آنٍ واحد ؟!
    ماذا سيكون المصير ؟!

من الممكن أن يصبح ذلك الطفل شاب معقد تسكن قلبه الأنانية لا يرى سوى نفسه ومن الممكن أن يصبح بذرة فاسدة لم ترى من يرعاها جيداً حتى فسدت ومن الممكن أن يرحمه الله ويجعل به القبول ويبعده عن طريق الانحلال الأخلاقي كي يبدأ من تلك النقطة .

يوجد صور كثيرة تمثل الأب حين يصبح عائق لأبنائه : هناك من ترك طفلته منذ صغرها وإنفصل عن أمها ليتزوج بأخرى ويربي أبنائها ويترك بنته كيف يصبح حال تلك الطفلة حينما تكبر وتعلم أن أباها تركها كي يتولى أمر أطفال غيرها ؟!
وهناك من تزوج ونسي أن الزواج أساسه مسؤولية وترك أولاده للدنيا كي تعلمهم ما لم يعلمه هو لهم ، تخيل أن تأتي الدنيا بأطفال ولا تتولى رعايتهم وتعيش الحياة لنفسك فقط وتتركهم يعانوا ويلعنوا لحظة ولادتهم بتلك الحياة .. مؤسف .

تخيلوا كم الخلل النفسي الذي يحيط بهؤلاء الأطفال ، تخيلوا كيف سيصبحوا وكيف سيكون مصيرهم .. بالفعل إن حاولوا العيش كغيرهم وتخطوا ذلك العائق سيظلوا عالقين بنقطة ضعف لن تنتهي ، إن حاولوا أن يصبحوا طبيعيين سوف ترى بهم خلل هم لا يروه ولكن ليس عليهم لوم بذلك الأمر .

محزن أن يصبح السند هو نقطة الضعف العالقة بقلبك بتلك الحياة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا