رؤية وابداع

تلك الهاوية

تلك الهاوية

بقلمي / اسراء عبد الله

لا أحد منا يحلم أن يصل إلى حافة الهاوية من تلقاء نفسه، تلك الصورة التي رسمتها منذ بداية الحلم كانت في جنة غناء، تنتقي أشهى الورود على مهل، وبريق عينيها ينظر السعادة بهدوء، لم يكن يقنعها المطر… كانت تخافه كما تخاف اسوداد الشمس ساعة غروب مقفر…
هكذا كانت تلك اللوحة الأثيرية عن طريقها المرسومة في عقلها….
لا أحد منا يشتهي الموت….
ينصب في الانشغال عن كيفية الحصول عليه بنزاهة…
الكل منا يعشق الصباحات التي تفوح بالياسمين…
وتلك المساءات الخاطفة التي يكون الغروب فيها سريعا لا يتوانى في بعثرة الألم هنا وهناك…
الكثير منا يخشى رائحة الموت في المطر…
وتلك الرياح العاتية التي تزجي بنا حيث تلك الحافة… وذاك المنحدر…
الأنثى بطبيعتها فطرت على العيش في الجنان… والبساتين المقفرة…
حواء.. التي بعثر أجزائها المطر… وكانت أول سطح تساقط على طينه حين بدأ مساره في إحياء الجنان… لم تعد تناسبه أن يهطل بغزارة كما بدأ اول مرة…. أحلامها المتعبه، والتي بعثرتها رياحه المزمجرة العميقة… بصمت
حواء كانت على مر السنين… الأرض التي تحتضن كل أحلامنا…..
اليوم صار يتعمد إقصائها من عالم…. لا يتحتم عليها أن تكونه…
ربما كان يجب أن تكون مفترق طرق… يبعثره من البداية هنا وهناك… حيث تبقى أرضها جافة تماما لا تجرفها السيول ولا تبلل أشواك ورودها النابته….
لكنها جازفت أن تكونه في تكوين عميق…..ينبت النبات الحسن، يؤتى أكله كل حين….
حتى جرفتها قوة تكوينه المختالة…
ثم إن ذاك المحصول الذي نرغب في جنيه… يحتاج أرضا أكثر قوة وصلابة… أرضا لا يجرفها المطر…. ولا تلك السيول العارمة….
أرضا لم يصلها قط…. ذاك المطر….

هاوية…..ما بعد الهطول…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا