رؤية وابداع

قصة غير قصيرة الحلقة السابعة

بقلم: ريهام المكاوي

ماذا حدث يا علياء في المرة السابقة لدى الطبيب النفسي؟“، حاولت علياء تذكر تفاصيل تلك الزيارة وهى تتحدث إلى نفسها؟، نعم إنها تقوم بسرد كافة التفاصيل عليه حتى تستطيع الخروج بأسباب لمشكلاتها، حتى تستطيع الوقوف على أسباب أذيتها لنفسها طوال العمر، حتى تعلم لماذا لا تتقبل نفسها؟

سيدتي الفاضلة، يبدو أنكِ كنتِ ضحية لممارسات خاطئة في التربية والأسرة، ناجمة عن الجهل في المقام الأول” بهذه العبارة نطق الطبيب وعلياء تستمع إليه في تركيز شديد.

كيف ذلك يا سيدي؟“، سألت علياء، إن الطفل حينما يُولد يكون على الفطرة لا يعي شيء عن نفسه ولا يعرفها، وإنما هو يكتسب صورته عن نفسه من تعامل المحيطين معه، ويبدو يا سيدتي نظرًا لأسباب المقارنة التي كانت تتم بينك وبين اخوتك في التعامل، ونظرًا لعدم الصبر عليكي في التعليم من قبل الوالدين، وكذلك السخرية والانتقاد، كل ذلك قد سبب لديكِ نوع من عدم الثقة بالنفس وصورة مغلوطة عنها وبلغت ذروتها في مرحلة المراهقة وبداية الرُشد، ويبدو كذلك أن جهل الوالدين بكيفية التعامل السليم معكي أو تلبية احتياجاتك النفسية والتي هى حاجات فطرية عند كل طفل وخاصةً من قبل الأم، وافتقادك للحب، كل ذلك قد دفعك للبحث عنه بطرق خاطئة لاشباع تلك الاحتياجات والتي هى في حقيقتها تعلق وليست حبًا حقيقيًا، مما دفعك إلى الاعتماد على شخص واحد لاشباع العاطفة لديكي، متمثلًا في الزوج فقط، عاطفة مفتقدة لدى الأب والأم والأخوة.

إنكِ بحاجة يا سيدتي إلى مزيد من تقبل نفسك، بحاجة إلى المزيد من الثقة بها، بحاجة إلى المزيد من الاقبال عليها وتطويرها وعدم رفضها ورويدًا رويدًا سوف تتضح معالم الصورة لديكي .

انتهت جلسة علياء مع الطبيب النفسي إلى هذا الحد، لقد تعلمت علياء موضوع المشاعر وأهميتها، وكيف أنها هى السبب الرئيسي لكل شيء في الحياة وهى ما تخلق الاحتياجات أو لا تخلقها، ثم انتبهت علياء من شرودها إنها لن تجعل طوال اليوم لمحاسبة ومعاتبة الماضي، فهى ستعطي لنفسها الفرصة للتقبل والانتظار والتسامح.

حينما خرجت علياء إلى الشارع وجدت صديقتها نبيلة في انتظارها، “هيا يا علياء لكي عندي مفاجئة؟“، تأملت علياء طويلًا في صديقتها نبيلة، لقد ظهرت هذه الصديقة في الوقت الملائم لها، وقد أثرت في حياتها تأثيرًا كبيرًا، وغيرت الكثير من المعتقدات والأفكار لديها عن المرأة وعن قيمتها الحقيقية.

غيرت الكثير من أفكار المجتمع المغلوطة والتي دفعت ثمنها من حياتها ونفسيتها، لقد تعودت الآن محاولة أن ترى العالم بمنظور جديد وطريقة جدبدة، ولكن تعقيد وأهمية عملية التربية لم تكن تعلم أنها مهمة إلى هذا الحد.

تًرى “ما هذه المفاجآة التي أعدتها لها صديقتها نبيلة؟“، تسائلت علياء بينها وبين نفسها، إنها تحتاج إلى الكثير من التغيير في حياتها الآن والكثير مما افتقدته فيها من احتياجات انسانية رئيسية.
يتبع،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا