مقالات

دور الام في التربية ١

بقلم: ريهام المكاوي

ان الأم لها تأثير كبير في حياة أبنائها، لها تأثير في تشكيل شخصيتهم، لها تأثير في تكوين صورتهم عن أنفسهم، لها تأثير في درجة إصابتهم بالأمراض النفسية من عدمها، الأم وتعاملاتها مع الطفل ينبغي أن تنبني على العلم والوعى، ينبغي أن تنبني على المعرفة والفهم لطبيعة طفلها ومتطلباته واحتياجاته ومرحلته العمرية .
وحقيقة مهمة الأم تبدأ من وقت تفكيرها في الزواج واختيارها لشريك حياتها، فهى لا تختار فقط شخص لترتبط به أو لإكمال شكل اجتماعي معين، وإنما هى تختار والد لأطفالها، وتبعًا لدرجة حسن اختيارها وتوافق ذلك مع طبيعة شخصيتها واتجاهاتها، تبعًا لدرجة انسجامها معه وقدرتهما على تجاوز خلافاتهما الزوجية، وعلى الاتفاق على طريقة لحلها بعيدًا عن الأبناء، لأن المشاكل والصراخ والعنف الذي يحدث بين الزوجين يشوه نفسية الأطفال وعقولهم والتي تكون هشة وضعيفة.
الأم بقدر أخذها بالأسباب في النقطة السابقة بقدر قدرتها على صفاء ذهنها وقيامها بواجباتها تجاه أطفالها، والنقطة الثانية الهامة بالنسبة للأم أن تراعي نفسها كإنسان، أن تراعي احتياجاتها، ألا تفني نفسها في خدمة زوجها وأبنائها للدرجة التي تبث فيها مشاعر الاستياء، لأنه وإن رتبنا الأولويات في العلاقات والواجبات سنجد أن نفس الانسان هى رعيته الأولى، وإن لم يراعي احتياجاتها، ويحترمها ويقدرها التقدير الذي تستحقه، سوف يشعر بالكآبة والتعاسة ، مما سيدفعه لعدم القدرة على القيام بواجباته الأخرى كما ينبغي.
الأم يجب أن تعلم أن العلاقة الزوجية ليست بعيدة عن تربية الأبناء، وبقدر اتفاقها هى وشريك حياتها على صورة حياتهم بعد الزواج، وعلى طريقة تربية الأبناء وألا يكون هناك تعارض بين ما يزرعه كلًا منهما، لكيلا لا يحدث تذبذب للطفل وتشتت وانعدام الأمان بعد ذلك، بقدر نجاحها في القيام بالواجبات الخاصة بها في التربية بطريقة سليمة .


الأم يجب أن تعلم أن وليدها سوف يتأثر بجميع انفعالاتها وهو لازال في بطنها وأن نموه النفسي السليم وصحته النفسية ترتبط ارتباط وثيق بانفعالات الأم وصحتها النفسية؛ لذا وجب عليها الانتباه لتلك النقطة ومراعاة جميع الانفعالات التي تتعرض لها والبُعد عن الضغوط والتوتر قدر الإمكان.
الأم يجب أن تعلم أُنه بقدر ثقافتها ووقوفها على أسباب العلم والثقافة في شئون الأسرة والتربية والزواج، بقدر نجاحها في القيام بواجباتها كأم، فاذا ما استقبلت الأم مولودها الأول وجب عليها مراعاة أسباب نموه النفسي السليم مثل النمو الجسدي وأكثر، يجب أن تعرف الأم أن طفلها سيشب في زمان غير زمانها التي كبرت فيه وغير زمان والدتها كذلك التي كبرت فيه، لذا وجب عليها محاولة تغيير كثير من المعتقدات والأفكار القديمة الخاصة بتربيتها، وما قام والديها بتربيتها عليه، ولا تأخذه كأنه قرآن يُتلى بل تفلتره فتأخذ الصالح منه للآن، وتطرح الباقي.
يجب أن تعلم الأم أن جميع مراحل النمو تُسلم إلى بعضها الراية، بمعنى أن كل مرحلة ينبني عليها المرحلة التالية، لذا وجب عليها معرفة ومتابعة خصائص مرحلة النمو لطفلها وكيفية التعامل السليم معه؛ لكيلا تتصرف بطريقة خاطئة فيؤدي ذلك إلى إصابة الطفل بالعديد من المشكلات النفسية فيما بعد.
ينبغي أن تعلم الأم أن ما تقوم بزرعه في مرحلة الطفولة سوف يبقى أثره ويمتد طوال العمر، لذا عليها أن تتأكد من غرس القيم والمفاهيم السليمة، وبخاصة القيم والمفاهيم الجنسية، لأنه ما أشد فتن اليوم والغزو الثقافي الذي نتعرض له ، والذي أصبح معه لزامًا وعى الأم والأسرة، وعدم ترك الطفل لأى شيء وكل شيء ليغرس فيه المفاهيم غير السوية وغير الأخلاقية.
يتبع،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا