مقالات

الأنا وحب الذات

بقلم: إسراء عبدالعزيز

حب النفس شيء عظيم، فذاتك هي جوهرك وهي أيضًا قيمتك في عيون الآخرين.

الكثير منا يخلط بين حب الذات وحب الأنا، فشتان ما بين الاثنين، فحب الأنا هي الأنانية، فكأنك تريد أن تنسب كل إنجاز لك وحدك فلا ترى أمامك غيرك أنت، فالحياة مشاركة بيني وبينك، فلن ينبت ويزهر في ذاتك الحب إلا إذا تمنيت الخير لغيرك كما تتمناه لنفسك.

الأنا وحب الذات
الأنا وحب الذات

للمزيد من المقالات اضغط هنا

النرجسية وحب الذات

لقد عرّف فرويد “النرجسية” بوصف الشخصية النرجسية بأنها شخصية تتميز بالتعجرف والنقص في التعامل مع الآخرين، فالشخص النرجسي يحتاج طيلة الوقت إلى أن يعترف الآخرون بأنه صاحب فضل عليهم، ويحتاج دائمًا إلى رد الجميل إليه، وكثيرًا ما يلحق به وهْمُ النجاح والتألق، وإذا حدث ودخلت مع النرجسيين في جدال فإنهم سيقنعونك بأنك على خطأ وهم على حق.

لقد وصف الطب النفسي الأشخاص النرجسيين بأنهم أشخاص لديهم اضطرابات في شخصيتهم، إذ أنهم يعانون من عدم الاستقرار النفسي بجانب الإحساس بالقلق، فتراهم ينفعلون من أي نقد يُوَجه إليهم، فهم يحتاجون دائمًا إلى ما يُشبه المدح فتراه يبحث عن “الأنا” في تصرفاته وحركاته.

الأنا وحب الذات
الأنا وحب الذات

كيف تفرق بين حب الذات وحب الأنا

إن حب الذات غريزة فُطِر عليها الإنسان، فلا ضرر من حب الإنسان لذاته، وقد أكد علم النفس على فائدة أن يحب الإنسان نفسه، فحب النفس لا يُعني الأنانية، فالأنانية تُعني نيل المنفعة الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، فقديمًا قالوا “ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط”. إن مساعدتك لغيرك حتى ولو عن طريق الكلمة الطيبة، تلك الكلمة التي قد تغير نفسية الآخر من الأسوأ إلى الأفضل، لن تنقص منك شيئًا، ولكن حب الأنا قد يدفعك إلى تمنى زوال النعمة من غيرك وانتقالها إليك، فالإنسان السوي هو من يتمنى الخير لغيره كما يتمناه لنفسه، ولا يرى في مساعدة الغير إلا الحب.

الأنا قد تدمر الذات

الأنا إن لم تحكمها بالعقلانية فإنها قد تقودك في تهورها إلى عواقب وخيمة وأمراض نفسية خطيرة، فلكل منا ميوله الخاصة، ولكل نفس قدرة خاصة على التحكم في مؤشر هذه الميول، فنجد أن الغرور وهو توهم النفس بامتلاكها القدرات اللازمة لأداء أي مهمة فإنها قد تقود النفس إلى الإخفاق والفشل، كذلك الأنا قي تؤدي بصاحبها إلى الاصطدام بالواقع، وبالتالي ستدفع النفس إلى الغرق في عالم الأكاذيب والذي في نهايته طريق مسدود كافي لتدمير الذات.

فى النهاية علينا أن نضبط التحكم في حبنا لذاتنا ووضع حدود خاصة لهذا الحب وإلا سنقع فريسة للتكبر والغرور، فالنفس إن لم تقودها القيادة الصحيحة لكل ما هو نافع وجيد فإنها ستسوقك إلى ما يُعاب ويُكره.. حفظنا الله وإياكم من كل كِبر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا