مقالات

حرب أكتوبر انتصار بعد هزيمة

بقلم : رحمة الألفي

لقد كانت حرب أكتوبر هي الانتصار المنتظر منذ نكسة ٦٧، فقد صمد الشعب سنوات طوال من أجل لحظة يعاد فيها مجد الوطن، ظل شعب مصر العريق يحاول جاهدا أن يتخطى أزمة الهزيمة لكنه لم ينسَ أن العدو قد داهم وطنه بكل شراهة، لتأتي حرب أكتوبر وتصبح انتصاراً بعد هزيمة.

حرب أكتوبر انتصار بعد هزيمة
حرب أكتوبر انتصار بعد هزيمة

أثر الهزيمة على الشعب

من قلب المعاناة يولد الأمل، ومن بين أحضان الحزن تنبعث السعادة، وبفضل الأشواك تحمي الورود أنفسها، كذلك كانت الهزيمة دافعاً جديداً لتقوية الروح الوطنية، وبعث القوة والأمل بقلوب الشعب بأكمله، لكن كان انتصار حرب أكتوبر أثر هزيمة ١٩٦٧ الذي أشاد به العالم حتى يومنا هذا.

حرب أكتوبر

أظهرت حرب أكتوبر عظمة وقوة الجيش المصري وجنوده، فحين كان يرى العدو أن الحاجز الذي وضع على الحدود لا يمكن لأعظم الألات الحربية أن تحطمه استطاع الجيش المصري أن يحطمه وبالمياه، فلم يستسلم الجنود المصريون لكلمات الجيش الإسرائيلي، بل جعل منها حافزاً قوياً يساعده على حماية أرضه وطرد المغتصبين منها، فقد كانت حرب أكتوبر انتصاراً بعد هزيمة، لكنها كانت أعظم الانتصارات التي حدثت حول العالم بأسره.

حرب أكتوبر انتصار بعد هزيمة
حرب أكتوبر انتصار بعد هزيمة

للمزيد من المقالات اضغط هنا

جنود أكتوبر والصيام

كانت حرب أكتوبر من أعظم الحروب عالميا وكذلك تاريخيا، لقد صمد الجنود أمام العدو محاولين عبور القناة أثناء صيامهم شهر رمضان المعظم، وقد استطاعوا أن يعبروا القناة في ست ساعات عبر هجوم غير متوقع للإسرائيليين، حيث أقامت القوات المصرية خطة محكمة البناء جعلت جنود العدو في حالة ثبات، غير مدركين أن ساعة الحرب لا تدق على الأبواب، وأن عودة الوطن حق يعلو صوته دائما حتى وإن لم يسمعه الأعداء.

فرحة الانتصار

بعدما استطاعت القوات المصرية عبور القناة في ست ساعات امتلأت شوارع الجمهورية بصوت الفرحة المنتظرة، تلك الأمنية التي ظل الشعب بكافة دياناته يطلبها من الله لمدة ست سنوات، دعوات وأحلام وأمنيات وعمل وجهد ست سنوات انتهى بعبور القناة في ست ساعات، لتعود فرحة الشعب من جديد، وتعود سيناء إلى مصر كجزء من قلبها النابض، فإن دلت حرب أكتوبر على أشياء عديدة فأكثر ما تدل عليه أننا لم ولن نسمح للعدو أن يغتصب أراضي الوطن ونظل صامتين أمام اغتصاب جزء من أراضينا.

لقد كانت حرب أكتوبر أعظم دليلاً على وحدة الشعب، وعلى محاولتنا لدعم أنفسنا رغم قسوة الظروف، فحين قرر السيد الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يتنحى عن الرئاسة بسبب نكسة ١٩٦٧ سانده الشعب وتظاهر رفضا لتنحيه، لم نكن نحن -المصريين- يوما من نعلق أخطاءنا على أكتاف الأخر، دائما نتحملها سويا حتى نصل لبر الأمان سويا، لذا أصبحت حرب أكتوبر انتصاراً عظيماً بعد هزيمة أليمة.

المراجعة اللغوية لـ: أمل محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا