مقالات

ولن تنقضي عجائبه وهو معكم أينما كنتم

بقلم: ريهام المكاوي

ولن تنقضي عجائبه سبحانه وتعالى، ولن ولم تنتهي رحماته ونفحاته في حياتك وبعد مماتك، ففي كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان يكتشف اكتشافات مذهلة في نفسه وفي أفكاره، يكتشف اكتشافات مذهلة في أقداره وفي حكمته سبحانه وتعالى، وحقًا قد تكون الظروف التي يُرمى فيها الإنسان قاسية على نفسه وقد تكون فيها الكثير من الآلام والأوجاع، فالصدمات التي يمر بها الإنسان وتدفعه للتغيير والنضج لم ولن تنقضي أبدًا من حياته وحقًا قد تكون مؤلمة، وقد يدفع ثمنها غاليًا من نزيف روحه.

ولن تنقضي عجائبه وهو معكم أينما كنتم
ولن تنقضي عجائبه وهو معكم أينما كنتم

للمزيد من المقالات اضغط هنا

ولكنه تبارك وتعالى مع العبد دائمًا ليعلمه ويزكيه ويطهره (وهو معكم أينما كنتم)، فالإنسان قد يتوه في الحياة وقد يتخبط بمفرده بعيدًا عن سيده ومولاه، ولكن النفس البشرية لا تنقضي عجائبها وكذلك لا تنقضي عجائب الله سبحانه وتعالى في حكمته معها، فيجد الإنسان نفسه وقد تغيرت وتبدلت أفكاره وما كان يظنه بالأمس هو مصدر السعادة بالنسبة له، اتضح اليوم أنه مصدر الشقاء بالنسبة له، وكم من أمنيات وكم من أحلام اتضح أنها غير المناسبة للإنسان، ولكن نتيجة تعاملات خاطئة معه في التربية فقد صُدت عينه وغُلق قلبه عن الطريق الذي اتضح أنه قد يكون هو الأنسب له.

ولذلك فلن تنقضي عجائبه سبحانه وتعالى من حياة الإنسان، وطالما هو على قيد الحياة سوف يكتشف حكمته في تدبير أموره وإن كان الظاهر له الآن من حياته يؤلمه والطريق غير واضح المعالم، فالإنسان لكى يزكي نفسه ولكى يكون نفسه حقًا فذلك يتطلب منه بذل تضحيات كبيرة، يتطلب منه أن يكون نفسه حقًا، يتطلب منه أن ينفصل عن كثير مما يؤذيه في الحياة وعما يسبب له العرقلة من أفكار مجتمعية ورغبته في إرضاء الناس والمحافظة على واجهته الإجتماعية براقة مُرضية للناس وإن كان على حساب نفسه، ولذلك فلن تنقضي عجائبه عزوجل في تغيير الإنسان وتعليمه إن هو أراد أن يكون متميزًا في الحياة.

فاتباع النفس الحقيقية والتغلب على معوقات النفس الإجتماعية التي تصرخ طالبة لإرضاء الناس وإن كان على حساب الإنسان ورغباته وهواياته ليس بالأمر الهين، وكذلك التغلب على معوقات النفس ومشتتاتها من أفكار داخلية هدامة فيقول عز وجل (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، لذلك لن يدعي الإنسان الملائكية ولكنه بشر يصيب ويخطيء وتحركه شهواته وغرائزه أحيانًا ويبذل هو جهده في تزكية نفسه والتغلب على معوقاتها.

وكذلك فإن حكمة الله عزوجل لا تتعلق بالإنسان وحياته بمفرده وإنما تتعلق بكل عصر فيقول الداعية إلى الله مصطفى حسني(أنه في كل عصر يشاء الله أن يحيط الإنسان بجزء من علم الله الذي لا تنتهي حكمته ولا تنتهي عجائبه ولكنه سبحانه وتعالى يظهرها في كل عصر تبعًا لمقتضياته وظروفه وتبعًا للتقدم فيه ومستوى علم الناس فيه).

ولذلك فإن عجائبه سبحانه وتعالى لا تنقضي ولذلك فقد أمرنا بالتعلم الدائم كى نستطيع ولو بقدر يسير كشف هذه الحكمة وسبر أغوارها، وكى يستطيع الإنسان إدراك مراحل حياته والسير فيها تبعًا لمتطلباتها، ولذلك كان أول أمر له سبحانه وتعالى(إقرأ باسم ربك الذي خلق)، ولن تنقضي عجائبه ولن تنتهي حكمته سبحانه وتعالى سواءًا في حياة الإنسان وسواءًا في الكون، وسيظل لسان حال الإنسان يردد دائمًا ولن تنقضي عجائبه عزوجل، ودُلني ربي ووفقني على طريق رضاك عني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا